أطلق عمر متين النار داخل النادي الليلي في الثاني عشر من يونيو/حزيران الجاري متسبباً في مصرع 49 شخصا.

لا يزال الهجوم المسلح الذي نفذه شاب يدعى عمر متين على ملهى ليلي للمثليين جنسياً في مدينة أورلاندو الأمريكية محل نقاش في الصحف العربية بنسخها الورقية والإلكترونية.

ودعت فيه بعض الصحف الغرب إلى الاتعاظ من التجربة في التعامل مع الإرهاب، ورأت صحف أخرى أن الحادث سيخدم مصالح المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب عن طريق رفع شعبيته.

"بعبع مخيف"

يؤكد عبدالله الأيوبي في جريدة أخبار الخليج البحرينية أن الحادث سيتم استثماره في السباق الرئاسي الأمريكي، قائلاً إن "الإرهاب يشكل بالنسبة إلى المجتمع الأمريكي حالة خاصة جداً، بعد تعرض البلاد لهجمات الحادي عشر من سبتمبر والتي تركت لدى الأمريكيين شعورا بأنهم، ورغم ما تتمتع به بلادهم من إمكانيات كبيرة ومتطورة، ليسوا في مأمن من غول الإرهاب".

ونظراً لأن "الأعمال الإرهابية أصبحت بعبعا مخيفا"، دعا الكاتب دول الغرب إلى الاتعاظ وتعلم ما فاته من دروس، مضيفاً أن "هذه الدول لم تتعلم من تجربة التعامل مع الجماعات الإرهابية وغضها للطرف عن أنشطتها في أكثر من منطقة، كما حدث مثلا من قبل في أفغانستان، فساعدت بطرق مختلفة، ومنها الطرق المباشرة على انتشار الجماعات الإرهابية في كل من سوريا وليبيا".

أما حسن عبد الله عباس من جريدة الرأي الكويتية، فقد اتهم الولايات المتحدة بأنها كانت "دوماً راعية للحركات المتشددة".

وأشار إلى أنه "بعد الحادثة مباشرة، خرجت تصريحات رسمية تُندد بالحادث وتشجبه، بالضبط كما خرجت تصريحات مماثلة بالشجب والاستنكار للحوادث الشبيهة الماضية في باريس وغيرها. والمضحك في الأمر أن هذه التنديدات صدرت عن دول هي بالأصل تلعب دور الممثل الرسمي الدولي لخط التشدد عالمياً، بما فيها الولايات المتحدة نفسها!"

وفي السياق نفسه، اتهم ياسر محجوب الحسين الإعلام الأمريكي باستغلال الحادث "لحاجة في نفس يعقوب" عن طريق "الربط بين تلك الجريمة وبين الإسلام والمسلمين".

وأضاف في جريدة الشرق القطرية أن "المشكلة أن هذه العاصفة الإعلامية ضد المسلمين أجبرت السياسيين الذين عرفوا بالاعتدال النسبي تجاه مسلمي أمريكا على الخوض مع الخائضين وركوب الموجة العاتية".

"عامل الخوف"

ويذهب طلحة جبريل في جريدة الوطن القطرية إلى الاعتقاد بأن حادثة أورلاندو مكّنت ترامب من "تضييق الفارق بينه وبين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون إلى ثلاث نقاط، بحيث باتت شعبية هيلاري في حدود 39 بالمائة، في حين ارتفعت شعبية ترامب إلى 36 بالمائة".

ويضيف: "لعبت مذبحة اورلاندو دوراً كبيراً في ارتفاع شعبية ترامب الذي أصبح أكثر وضوحاً في مواقفه المعادية للمسلمين، حيث أعلن أنه في حالة فوزه سيضع لائحة بدول يمنع رعاياها من دخول أمريكا".

من جانبه، انتقد سميح صعب في جريدة النهار اللبنانية استخدام الساسة الأمريكيين للحادث لأغراض سياسية، قائلاً: "أما ترامب فوجد في الاعتداء ضالته التي يبحث عنها كي يكرر دعوته الى فرض حظر على دخول المسلمين الى الولايات المتحدة، من دون الالتفات الى الحرج الذي تسببه دعوته هذه لقيادات حتى داخل الحزب الجمهوري لا تريد ان تعمم صفة الارهاب على دين بكامله".

ويرى صعب أنه يتعين طرح العديد من الأسئلة حول من يقف وراء الإرهاب ومن يسيء استخدامه، مؤكداً أن "خوف الأمريكيين يمكن أن يدفع أحد المرشحين إلى الرئاسة، تماماً مثلما لعب بوش على عامل الخوف من تكرار هجمات 11 أيلول كي يجعل الأمريكيين ينتخبونه لولاية ثانية عام 2004، وكما كان عامل الخوف نفسه العامل الذي جعل الناخبين يقفون خلفه بعد الهجمات ويؤيدونه في الذهاب الى حربين.

وأضاف الأقدر بين كلينتون وترامب على استغلال عامل الخوف لدى الأمريكيين تكون فرصه أكبر في الوصول إلى البيت الأبيض".