ايلاف من بيروت

يأتي اليوم العالمي للاجئين هذا العام في ظل تزايد اللاجئين في العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص. وتزامنا مع هذه المناسبة، دشنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، حملة تضامنية بعنوان # مع_اللاجئين (#WithRefugees) ونشرت& فيديو يتضمن تصريحات لأكثر من 60 شخصية حقوقية تعلن تضمانها مع اللاجئين.

وتهدف الحملة إلى إظهار الدعم الشعبي للأسر التي أجبرت على الفرار على خلفية ارتفاع نسبة النزوح من الصراع والاضطهاد من جهة، والتصعيد في لهجة الخطاب المضاد للاجئين وتكثيف القيود على حق اللجوء من جهة أخرى.& وسيتم تسليم العريضة قبيل الجلسة العامة الرفيعة المستوى للجمعية العامة في سبتمبر القادم والتي سوف تبحث معالجة التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين.

وتطلب العريضة من الحكومات ما يلي: ضمان حصول كل طفل لاجئ علي التعليم؛ ضمان أن تعيش كل عائلة لاجئة في مكان آمن ؛ ضمان تمكين كل لاجئ من الحصول علي العمل أو اكتساب مهارات جديدة ليساهم بإيجابية في مجتمعه.

&(أونروا) : 5.6 مليون لاجئ فلسطيني&

وفي السياق نفسه، كشف جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، عن إن 957 ألف فلسطيني، طردوا ونزحوا من الأراضي الفلسطينية التي سيطرت عليها إسرائيل عام 1948، أي ما نسبته 66% من عدد السكان بحسب تقديرات الأمم المتحدة عام 1950. وأوضح الجهاز المركزي في بيان صحفي صدر عنه اليوم الإثنين، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، أن سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تشير إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها بتاريخ الأول من يناير/كانون ثاني 2015 بلغ 5.6 مليون لاجئ.

وتشير بيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني، إلى أن نسبة السكان اللاجئين في دولة فلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة) بلغت 41.6% من مجمل السكان المقيمين، وأن 26.3% من السكان في الضفة الغربية هم لاجئون، في حين بلغت نسبة اللاجئين في قطاع غزة 67.7%. وأظهرت البيانات الرسمية، وجود فرق واضح في معدلات البطالة بين اللاجئين وغير اللاجئين، "إذ وصل معدل البطالة بين اللاجئين الى 32.3% مقابل 21.4% بين غير اللاجئين".

وبلغت نسبة الأمية للاجئين الفلسطينيين، للأفراد (15 سنة فأكثر) 2.9% في حين بلغت لغير اللاجئين 3.6%. وارتفعت نسبة اللاجئين الفلسطينيين، الحاصلين على درجة البكالوريوس فأعلى وبلغت 14.3% من مجمل اللاجئين، في حين بلغت لغير اللاجئين 12.1%.

مليونان ونصف مليون لاجئ في لبنان

وفي لبنان، وبالرغم من أنه لم يوقع اتفاقية جنيف الخاصة باللاجئين (1951)، إلا أنه مصنّف اليوم من بلدان اللجوء الأولى في العالم نسبة لعدد اللاجئين على أراضيه مقارنة بعدد المقيمين من سكانه. تقول التقديرات، الرسمية منها، وأرقام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي تسجل مليونا و48 ألف و275 لاجئ سوري، و20 ألف لاجئ عراقي ونحو 1500 لاجئ ما بين سوداني وصومالي وإثيوبي، إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين منذ احتلال فلسطين ونكبتها في 1948 والنكسة في 1967 (مسجلون في الأونروا)، ومعهم الفلسطينيون من فاقدي الأوراق الثبوتية ونحو خمسين ألف لاجئ فلسطيني من سوريا، إن عدد اللاجئين من مختلف الجنسيات في لبنان، يلامس المليونين و500 ألف لاجئ، إذا ما أضفنا إليهم غير المسجلين في المفوضية. وكانت المفوضية توقفت عن تسجيل لاجئين سوريين جدد نهاية أيار 2015 بطلب من الحكومة اللبنانية، في وقت لم تكن الاستجابة للتسجيل قد تخطت الـ60 في المئة. يعيش غالبية اللاجئين في لبنان تحت خط الفقر المحدد بـ3.8 دولار للفرد يومياً (70 %)، فيما حددت المفوضية نسبة 55% للذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع بأقل من دولارين في اليوم.

&

مواقف ودعوات لتضافر الجهود الدولية لإنهاء أزمة اللاجئين

وفي إطار متصل، دعا مسؤولون ممثلون لمنظمات أوروبية كبرى من بينها الاتحاد الأوروبي، اليوم الأحد، إلى "تضافر الجهود الدولية لإنهاء أزمة اللاجئين حول العالم".& جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن كل من الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، والمفوض الأوروبي للتعاون الدولي والتنمية نيفين ميميكا، وآخرين.&

ووفق البيان، أعرب مسؤولوا الاتحاد الأوروبي عن قلقهم من تفاقم أوضاع اللاجئين وعن تطلعهم لأن يحقق الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن معالجة الحركات المتزايدة من اللاجئين والمهاجرين، والذي سيعقد بنيويورك في 19 سبتمبر/أيلول المقبل، نتائج إيجابية.&

و دعا المسؤولون "جميع الشركاء لتعزيز الإطار الدولي لحماية اللاجئين وإعادة التوطين من خلال تقاسم المسؤولية العالمية والتضامن".& وقال البيان إن "توفير الدعم والحماية لما يقدر بنحو 60 مليون شخص يعيشون التشرد قسرا في العالم، كلاجئين وطالبي لجوء ومهجرين أو مشردين داخليا، يشكل تحديا يتطلب منا استجابة عالمية وإدارة فعالة".&

وسبق أن خصص الاتحاد الأوروبي أكثر من 10 مليار دولار يورو من ميزانيته للسنتين 2015 و2016 لمعالجة أزمة اللاجئين داخل الاتحاد وبلدان شريكة.&

ومن جهتها، دعت أنقرة المجتمع الدولي، إلى التحرك لمد يد العون للاجئين والمهاجرين، مؤكدة في بيان للخارجية التركية، أنها "بذلت ما بوسعها وعلى أكمل وجه، في مجال المساعدات الإنسانية وحماية اللاجئيين والمهاجرين". وأشارت الى أن تركيا تستضيف منذ عام 2011 وحتى اليوم أكثر من 2.7 مليون لاجئ سوري كما ان ذلك الرقم يصل إلى 3 ملايين إذا اضيف إليه اللاجئون العراقيون والأفغان.

ويُذكر أن& الأزمة السورية وحدها، قد تسببت& في لجوء 4.8 ملايين سوري إلى دول الجوار ودول أخرى حول العالم، بحسب إحصائية صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومن إجمالي هذا العدد تستضيف تركيا وحدها نحو 2.7 مليون لاجئ، يتوزعون على مدن عدة.