غزة: طالب الامين العام للامم المتحدة الامين العام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال لقائهما في القدس ب "اتخاذ اجراءات شجاعة ضرورية" للتوصل الى سلام بينما يواصل زيارته الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية.

وقبل لقائه نتانياهو، ندد بان في قطاع غزة بالحصار الاسرائيلي على القطاع ووصفه ب "العقاب الجماعي" مشيرا الى انه "يزيد من خطر التصعيد"، وذلك غداة اعلان اسرائيل ان الحصار مستمر رغم توقيع اتفاق مع تركيا.

وفي تصريحات صحافية بعد لقائهما في القدس، دعا بان الى استمرار الجهود لابقاء حل الدولتين.

وقال "اشجعكم على اتخاذ خطوات شجاعة ضرورية لمنع حقيقة الدولة الواحدة او الصراع الدائم الذي يتنافى مع تحقيق التطلعات القومية للاسرائيليين والشعب الفلسطيني".

وتابع الامين العام "لا يمكننا تجاهل الاسباب الرئيسية للعنف : الغضب الفلسطيني المتنامي وشلل عملية السلام وقرابة نصف قرن من الاحتلال".

وتشهد الأراضي الفلسطينية والقدس وإسرائيل أعمال عنف أسفرت عن مقتل 210 فلسطينيين و32 اسرائيليا واميركيين اثنين واريتري وسوداني منذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر وفقا لتعداد لفرانس برس. وتراجعت اعمال العنف في الاسابيع الاخيرة.

وتطرق بان بشكل خاص الى هجوم باطلاق النار في مقهى في تل ابيب في 8 من يونيو ما ادى الى مقتل 4 اسرائيليين، مدينا "الارهاب" و"التحريض على اعمال مماثلة" ولكنه اشار ان الاجراءات الامنية لن تكون كافية.

وشدد الامين العام على "الحاجة الى افق سياسي. وقيادة ملتزمة بالسلام وبحل عادل ودائم". ومن جانبه، ندد نتانياهو ما وصفه بالتحيز ضد اسرائيل في الامم المتحدة ودعا الى انهائه.

وقال نتانياهو ان "عزل اسرائيل والتعامل معها بشكل غير عادل يشكلان تهديدا حقيقيا على مستقبل الامم المتحدة".

عقاب جماعي

وكان نتانياهو اكد الاثنين ان الحصار البحري المفروض على قطاع غزة سيبقى على حاله بعد التوصل الى اتفاق مع تركيا لتطبيع العلاقات. وقال نتانياهو ان استمرار الحصار "مصلحة امنية عليا بالنسبة لنا ولم اكن مستعدا للمساومة عليها".

واعتبر بان ان الحصار الجوي والبحري والبري الذي تفرضه اسرائيل منذ 10 سنوات على القطاع الفقير "يخنق السكان ويدمر الاقتصاد و يعيق جهود اعادة الاعمار".

واكد بان عند زيارته احدى المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في قطاع غزة، "هذا عقاب جماعي يجب مساءلته". واضاف "اليوم 70% من السكان بحاجة الى مساعدة انسانية. نصف شبان غزة لا يملكون افاق او امال".

وراى الامين العام ان "الوضع لا يمكن ان يستمر فانه يغذي الغضب واليأس ويزيد من مخاطر تصعيد الاعمال العدائية والتي لا يمكن ان تجلب سوى المزيد من المعاناة لسكان غزة".

وبحسب البنك الدولي والامم المتحدة، فان الحصار الجوي والبحري والبري قتل تقريبا كافة الصادرات في غزة وادى الى تدهور الاقتصاد.

وادى الحصار ايضا الى حرمان غالبية سكان القطاع الذين يبلغ عددهم 1,9 مليون شخص من حرية التنقل.

ويخضع قطاع غزة لحصار اسرائيلي خانق منذ اكثر من عشر سنوات، تاريخ سيطرة حركة حماس عليه. واقفلت السلطات المصرية معبر رفح، منذ الاطاحة بنظام الرئيس السابق محمد مرسي عام 2013.

وكانت تركيا وضعت ثلاثة شروط لتطبيع العلاقات مع اسرائيل احدها رفع الحصار عن قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.

وتقول اسرائيل ان الحصار ضروري لمنع دخول مواد قد تستخدم لاهداف عسكرية في القطاع الفقير. ومساء، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال استقباله بان ان "يدنا ستبقى ممدودة للسلام في اطار حل الدولتين"، مجددا مطالبة الامين العام ب"حماية دولية" للشعب الفلسطيني.