باريس: قتل 77 شخصا على الاقل مساء الخميس دهسًا بشاحنة اندفعت صوب جمع من الناس كانوا محتشدين في جادة برومناد ديزانغليه في نيس لمشاهدة الالعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني، بحسب السلطات الفرنسية التي اكدت ان الشاحنة دهست الناس على امتداد كيلومترين.

وعثرت السلطات الفرنسية داخل الشاحنة التي استخدمت مساء الخميس في تنفيذ اعتداء في نيس (جنوب) قتل فيه 77 شخصا على الاقل دهسا، على اوراق ثبوتية لمواطن فرنسي-تونسي، كما افاد مصدر امني.

وقرابة الساعة 01,20 ت غ، قال المصدر ان "عملية التعرف على هوية سائق الشاحنة لا تزال جارية"، مشيرا الى ان الاوراق الثبوتية التي عثر عليها تعود لرجل عمره 31 عاما ومقر اقامته نيس.

أسلحة تقيلة

كما وعثرت السلطات على "اسلحة ثقيلة" داخل الشاحنة التي استخدمت في عملية الدهس، وقال رئيس مجلس منطقة نيس كريستيان ايستروزي "كانت هناك اسلحة واسلحة ثقيلة داخل الشاحنة. لا يمكنني ان اقول اكثر من هذا لان الامر من مسؤولية مديرية الشرطة والنيابة العامة".

وبحسب صحافي في وكالة فرانس برس موجود في المكان فان الحادث وقع في شارع "برومناد ديزانغليه" الذي يقصده السياح بكثرة، وقد فرضت السلطات طوقًا امنيا في المكان، في حين وصفت السلطات المحلية في مقاطعة الالب-ماريتيم ما جرى بالاعتداء داعية المواطنين لأخذ الحيطة والحذر.

وكانت بعض وسائل الإعلام الفرنسية قد قدرت بأن عدد القتلى وصل الى ٣٠ شخصا على الأقل واصيب حوالي ١٠٠ شخص، فيما أكدت السلطات الفرنسية مقتل سائق الشاحنة التي استخدمت في عملية الدهس برصاص الشرطة، فيما أشار رئيس بلدية نيس إلى وجود عشرات القتلى "على ما يبدو" سقطوا خلال عملية الدهس.

بدوره، أعلن مكتب عمدة المدينة أن شاحنة دهست حشدا من المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي (يوم الباستيل) في شارع بروميناد ديز أنغليه، مضيفا أن أشخاصا مجهولين خرجوا من الشاحنة بعد عملية الاقتحام وفتحوا النار على الناس.

وقال نائب رئيس البلدية، سيباستيان يومبير، إن الشرطة المحلية قتلت سائق الشاحنة في تبادل إطلاق نار مع المسلحين.

صدمة

وفي هذا الإطار، عبرت الحكومة البريطانية عن "صدمتها" ازاء الاعتداء "المروع"، مؤكدة ان رئيسة الوزراء تيريزا ماي تتابع تطورات الوضع وان حكومتها مستعدة لمساعدة نظيرتها الفرنسية.

واكدت رئاسة الوزراء البريطانية انها "مصدومة وقلقة" ازاء ما شهدته المدينة الساحلية الفرنسية حيث اندفع سائق شاحنة وسط جمع من الناس كانوا محتشدين لمشاهدة الالعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني.

وقال متحدث باسم تيريزا ماي ان "رئيسة الوزراء تتابع تطورات الوضع في نيس. نحن مصدومون وقلقون ازاء ما جرى هناك. افكارنا مع اولئك الذي اصابهم هذا الحادث المروع الذي وقع في يوم احتفال وطني".

وتابع "نحن جاهزون لمساعدة اي مواطن بريطاني ولدعم شركائنا الفرنسيين".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "نحن على اتصال بالسلطات المحلية ونحاول الحصول على مزيد من المعلومات" بشأن الاعتداء.

واضاف متوجها الى الرعايا البريطانيين "اذا كنتم في المنطقة، اتبعوا تعليمات السلطات الفرنسية".

اعتداء مروّع

إلى ذلك، أدان الرئيس الاميركي باراك اوباما بشدة "ما يبدو انه اعتداء ارهابي مروع". وقال في بيان: "نحن متضامنون مع فرنسا، أقدم حليف لنا، في الوقت الذي تواجه فيه هذا الاعتداء".

واكد ان الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة السلطات الفرنسية في التحقيق لكشف المسؤولين عن هذه المأساة، مشيرا الى انه امر مساعديه بالاتصال بالسلطات الفرنسية لهذه الغاية.

وقال ان واشنطن مستعدة لتقديم "كل مساعدة يمكن ان يحتاجوا اليها لاجراء التحقيق حول هذا الاعتداء وسوق المسؤولين عنه امام القضاء".

واضاف ان "افكارنا وصلواتنا مع عائلات واقارب اولئك الذين قتلوا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى الكثر".

وتابع بيان الرئيس الاميركي "في هذا الرابع عشر من يوليو (العيد الوطني الفرنسي)، نتذكر (...) قيمنا الديموقراطية التي جعلت من فرنسا مصدر الهام للعالم اجمع".

واضاف "نعلم ان قيم الجمهورية الفرنسية ستستمر طويلا بعد هذه الخسارة المأسوية والمدمرة في الارواح".

حصار

وكان البيت الابيض قد أعلن انه تم ابلاغ الرئيس باراك اوباما بالوضع في مدينة نيس الفرنسية، وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية نيد برايس "الرئيس ابلغ بالوضع في نيس وفريقه لشؤون الامن القومي سيبقيه على اطلاع على تطورات الوضع".

ويتابع الاميركيون بقلق وخوف ما يجري في الضفة الثانية من الاطلسي، وبينهم المرشح الجمهوري الى البيت الابيض دونالد ترامب الذي كتب على موقع "تويتر" "اعتداء مروع آخر، هذه المرة في نيس في فرنسا. كثير من القتلى والجرحى. متى سنتعلم؟ الوضع يزداد سوءا فحسب".

وقال السفير الفرنسي في واشنطن جيرار آرو في تغريدة عبر تويتر ان "ديموقراطياتنا تتعرض لحصار. فلنتعلق بقيمنا اكثر من اي وقت مضى. حرية، مساواة، اخاء. تحيا فرنسا، تحيا الولايات المتحدة!".

واعلن السفير الفرنسي الغاء حفل راقص كان يقام في السفارة لمناسبة العيد الوطني الفرنسي. وقال امام مئات الاشخاص الذين كانوا قد تجمعوا في بداية السهرة في قاعة الاستقبال في السفارة وفي الحديقة "مواطني الاعزاء، كنت أو ان يكون هذا اللقاء لقاء احتفاليا. كما تعلمون بلدنا تعرض لضربة ارهابية جديدةز هناك عشرات القتلى على ما يبدو في نيس".

وكان يتكلم بصوت يخنقه التأثر. وتم الغاء الحفل الراقص، فيما تصاعد لحن النشيد الوطني الفرنسي في المكان.