داهمت السلطات التركية قواعد عسكرية في مختلف أنحاء البلاد بحثا عن أنصار محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة.

ونقلت وكالة الأناضول الحكومية عن وزير العدل قوله إنه تم توقيف 6 آلاف شخص، مشيرا إلى أن العدد مرشح للارتفاع.

واعتقل قائد قاعدة عسكرية في ولاية دنيزلي، جنوب غربي تركيا، وأكثر من 50 جنديا في الساعات الأولى من صباح الأحد.

جيريمي بوين - محرر شؤون الشرق الأوسط

محاولة الانقلاب وقعت لأن تركيا منقسمة بشكل كبير بشأن رؤى الرئيس اردوغان لمستقبل البلاد وبسبب انتشار العنف جراء الصراع في سوريا.

أصبح اردوغان وحزبه خبراء في الفوز بالانتخابات، لكن لطالما وجدت شكوك بشأن التزامه بالديمقراطية على المدى الطويل.

كما أن انتشار العنف عبر الحدود بسبب الصراع السوري أدى إلى عودة المواجهات مع حزب العمال الكردستاني، وجعل تركيا هدفا لجهاديين يصفون أنفسهم بأنهم من اتباع تنظيم "الدولة الإسلامية".

وقد خلّف ذلك حالة من القلق، فشهدت تركيا اضطرابا لن ينتهي بمحاولة الإطاحة باردوغان.

وكانت السلطات قد اعتقلت قرابة 3000 عسكري، بينهم ضباط بارزون، وفصل حوالي 2745 قاضيا منذ فشل محاولة انقلاب قامت بها مجموعة من الجيش مساء الجمعة.

وفي غضون ذلك، حذرت الولايات المتحدة من أن "تلميحات علنية" تركية بخصوص تورط أمريكي في محاولة الانقلاب "ستلحق ضررا" بالعلاقات بين البلدين.

وأكد وزير الخارجية جون كيري أن هذه المزاعم "زائفة بشكل قاطع".

وطالب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان - في خطاب تلفزيوني - واشنطن بترحيل الداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن.

ويتهم اردوغان غولن بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، لكن الأخير ينفي ذلك.

وقال غولن: "كشخص عانى من انقلابات عدة خلال العقود الخمسة الماضية، أشعر بإهانة عندما اتهم بالارتباط بهذه المحاولة".

وبدأت محاولة الانقلاب مساء الجمعة عندما سيطرت مجموعة من الجيش على جسور مهمة في اسطنبول وهاجموا مبنى البرلمان في أنقرة.

وانتشرت قوات عسكرية في الشوراع، كما حلقت طائرات عسكرية على ارتفاع منخفض في سماء أنقرة.

وتقول الحكومة إن الاشتباكات شهدت مقتل 161 من المدنيين وأفراد الشرطة، وجرح أكثر من 1440 آخرين خلال.

كما قتل 104 ممن خططوا للانقلاب.

وشهدت اسطنبول ومدن تركية أخرى تجمعات حاشدة استجابة لنداء السلطات البقاء في الشوارع دعمها لها.