إيلاف من صنعاء: تأتي خطوة قوات التحالف العربي بمنع العمل في موانئ التهريب غير الشرعية الواقعة بين محافظتي شبوة وحضرموت في جنوب اليمن، متزامنة مع قيام المقاومة الجنوبية في ميناء بلحاف بمنع مرور الناقلات المتجهة عبر البر إلى تلك الموانئ.&

التحالف يتصدى للتهريب&

أوقفت قوات التحالف العربي العمل في موانئ التهريب في جنوب اليمن بعد عدة أشهر من بدء نشاطه.

وقال مصدر محلي في محافظة شبوة لـ "إيلاف" إن ميناء البيضاء وعدة موانئ صغيرة مجاورة له الواقعة شرق مدينة بئر علي الساحلية كانت وبشكل يومي سفنا تحمل مواد مهربة يتم انزالها الى البر ومن ثم نقلها عبر سيارات النقل الكبيرة الى عدد من المحافظات اليمنية منها محافظات يسيطر عليها المتمردون الحوثيون.

وقال المصدر القبلي إن أوامر صريحة صدرت عن قوات التحالف العربي أمرت بوقف رسو أي سفن في تلك الموانئ ابتداء من الثلاثاء الثاني من أغسطس الجاري.

مشاكل أمنية&

وتأتي خطوة التحالف اليوم متزامنة مع قيام المقاومة الجنوبية في ميناء بلحاف الواقع على بعد نحو 20 كم من موانئ التهريب بمنع مرور الناقلات المتجهة عبر البر إلى تلك الموانئ.&

وأوضح قائد المقاومة الجنوبية في ميناء بلحاف الشيخ خالد العظمي أن المقاومة غضّت الطرف عن مواقع انزال المشتقات النفطية في الفترة الماضية للإسهام في حل الأزمة الخانقة التي فرضت على الشعب جراء قلة المشتقات النفطية لتخفيف معاناة الشعب.

واستدرك قائد المقاومة في حديث خاص لـ "إيلاف" قائلاُ: "لم تدرك المقاومة بأنها ستنتج من ذلك مشاكل واختلالات أمنية، فالمنطقة الساحلية عانت تبعات عمليات التهريب، وحدثت الكثير من المشاكل".

جغرافيا مترامية الأطراف
&
ويعزو قائد المقاومة تسبب تهريب المشتقات النفطية في انتشار ظاهرة "قطاع الطرق" وابتزاز المارة على الطريق العام الواصلة بين منطقة سواحل شبوة وبقية مناطق البلاد، مشيرا إلى أن مقاومة بلحاف حاولت مرارا وتكرارا &إيقاف مواقع إنزال المشتقات النفطية، إلا أن قلة الإمكانيات والحوافز الزهيدة التي يستلمها أفراد المقاومة وقفت حائلا دون تنفيذ المهام الأمنية في رقعة جغرافية مترامية الأطراف.

مضيفا أن إمكانيات المقاومة المتواضعة سخّرت لحماية وتأمين مشروع بلحاف لتصدير الغاز الطبيعي المسال باعتباره أكبر مشروع اقتصادي على مستوى اليمن عامة.

&وأضاف قائلاً: "الباسطون على الموانئ انحصرت مسؤوليتهم داخل الميناء وتحصيل الرسوم المالية المفروضة بالملايين على السفن، ولا يعنيهم ما يحدث من مشاكل ناجمة عن الناقلات التي يتم تحمليها من الميناء، فعند خروج تلك الناقلات من بوابة الميناء يسهم سائقو الناقلات بدفع مبالغ طائلة مقابل تسهيل مرورهم بالخط العام، وهذا ما دفع بالقطاعات القبلية الى نصب واستحداث نقاط عشوائية على الطريق العام لفرض مبالغ مالية يدفعها المسيرون لتلك القطاعات عن كل ناقلة محملة، ما أسهم في إحداث اختلالات أمنية ومشاكل أربكت الوضع الأمني في الطرق العامة، ونتج منها قتل العديد من الأشخاص".

&مناشدة للشرعية والتحالف&

ولفت الشيخ العظمي إلى قيام المقاومة بتوجيه عدد من المذكرات للقائمين على الموانئ بمنع انزال المشتقات النفطية خاصة بعد ظهور عدد من الآثار السلبية لأعمال التهريب، ومنها انتشار ظاهرة "قطاع الطرق" على الخطوط العامة، مشيرا إلى أن &الباسطين على الموانئ لم يعيروا أي اهتمام لبلاغات المقاومة، ولم يهمهم ما نتج من اختلالات أمنية في المنطقة، مناشدا الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي بدعم المقاومة بالعدة والعتاد حتى يتسنى لها التصدي لأي أعمال تخل بالأمن والاستقرار.

ويذكر ان المقاومة الشعبية في منطقة بلحاف الساحلية في محافظة شبوة قد تولت حماية وتأمين مشروع غاز بلحاف في شهر ابريل من العام الماضي، بعد انهيار وفرار أفراد الالوية العسكرية المكلفة بحماية المشروع والموالية للميليشيات الانقلابية.

ويعد مشروع بلحاف للغاز المسال في محافظة شبوة أضخم مشروع صناعي ورأسمال استثماري في الجمهورية اليمنية، حيث بلغت تكلفته الإجمالية أكثر من أربعة مليارات دولار، وتبلغ طاقته الإنتاجية 6 ملايين و900 ألف طن من الغاز الطبيعي في السنة الواحدة.