قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن تركيا وإيران تعرفان جيدا كيف يمكن حل مشاكل المنطقة وان بلاده ستعمل مع ايران على حل الازمة السورية. واضاف في كلمة له في البرلمان التركي الثلاثاء 16 اغسطس/آب "كما قمنا بتطبيع علاقاتنا مع اسرائيل وروسيا سنطبع علاقتنا مع سوريا". واشار الى أن التطبيع مع سوريا له شرطان هما " الاول الحفاظ على وحدة الاراضي السورية والتركية والثاني ان سوريا الجديدة لن تكون دولة طائفية يعيش فيها الجميع دون تفرقة". واتهم بن يلدريم الولايات المتحدة وروسيا بالسعي لاقامة دولة كردية في شمالي سوريا وجنوب تركيا بحيث يتم فصل تركيا عن العالم العربي. وكان يلدريم قد أكد في تصريحات سابقة لصحيفة "قرار" التركية اقتراب التوصل الى توصل الى حل للازمة السورية وان شكل الحل يشمل ثلاث خطوات هي "حماية الحدود وعدم السماح لإقامة دولة يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وعودة اللاجئين المقيمين في دول الجوار إلى بلدهم بعد تحقيق الحل النهائي". الموقف التركي الجديد الذي قالت أنقرة إنه جاء لخدمة مصلحتها يمثل ابتعادا عن الموقف التركي التقليدي والذي كانت تكرره منذ سنوات وهو أن على الرئيس السوري بشار الاسد الرحيل عن السلطة في إطار أي حل سياسي للازمة السورية بمجرد إقامة هيئة الحكم الانتقالي بموجب مقررات مؤتمر جنيف الأول الخاص بالأزمة السورية. هذا التحول في موقف أنقرة جاء لأن طهران وأنقرة تعارضان إقامة اي كيان كردي في شمالي سوريا الذي يسيطر عليه الان حزب الاتحاد الديمقراطي، لأن هكذا كيان يعزز موقف حزب العمال الكردستاني الذي يخوض حربا شرسة ضد السلطات التركية منذ سنوات وعادت المواجهات اكثر دموية منذ نحو عام بعد فشل عملية السلام بين الحكومة التركية والحزب. هذا التحول في الموقف يمثل ايضا ابتعادا عن موقف كل من السعودية وقطر اللتان تعتبران أهم داعمي المعارضة السورية، كما يمثل اقترابا من موقف روسيا وايران اللتين تؤكدان منذ بداية الازمة السورية على أن مصير الاسد سيقرره السوريون وحدهم. التقارب الاخير بين طهران وانقرة جاء بعد طي تركيا صفحة خلافاتها مع اسرائيل وروسيا، إذ أن الأزمة السورية تمثل مصدرا للتوتر والخلاف بين تركيا وكل من ايران وروسيا. روسيا التي نشرت قبل أيام قليلة قاذفات استراتيجية في قاعدة "همدان" الجوية في إيران أصبحت الآن في موقع أكثر قوة من السابق، حيث تشن هذه الطائرات غارات مدمرة على مواقع "الدولة الاسلامية" وفتح الشام في سوريا - النصرة سابقا. الوجود الروسي العسكري في إيران والتنسيق الإيراني الروسي في سوريا والتحول التركي واقترابها من موقف البلدين من الازمة السورية سيترك السعودية برأي المراقبين، في موقف ضعيف وسيجردها من أي أوراق قد تلعبها في سوريا في إطار صراعها الأوسع مع ايران، كون تركيا هي المنفذ الوحيد للدعم الخارجي للمعارضة السورية في الشمال في ظل الحديث عن قبول تركيا بحث فرض دولية على حدودها مع سوريا.ما الذي اجبر تركيا على تغيير موقفها من الازمة السورية؟
ما ملامح هذا التغير في السياسة التركية؟
هل تضحي تركيا بالمعارضة السورية؟
ما موقف السعودية من هذا التحول التركي؟
هل يساعد الموقف التركي الجديد في التوصل لحل للازمة السورية؟
- آخر تحديث :
التعليقات