اتقفت صحف عربية على أن تركيا مستهدفة من الإرهاب، وإن اختلفت حول الأسباب، وذلك تعليقا على مقتل 39 قتيلاً وإصابة العشرات في هجوم على ملهى ليلي في مدينة اسطنبول عشية رأس السنة. ويرى بعض الكتاب أن تركيا "تدفع ثمن" موقفها تجاه سوريا وكونها "معبراً رئيسياً" لعبور المقاتلين لسوريا من خلال حدودهما المشتركة، بينما يرى آخرون أن تركيا مستهدفة لكونها "النموذج الناجح الوحيد" في المنطقة. يقول عادل عبد المهدي في افتتاحية جريدة العدالة العراقية: "نشطت الجماعات الارهابية في تركيا واستغلت مواقفها السياسية وباتت ممراً لها نحو العراق وسوريا... المتضادات التي سعت تركيا لجمعها وتصفير المشاكل، تتفجر اليوم بوجهها". في ذات السياق، يقول عبد الرحمن الراشد في جريدة الشرق الأوسط اللندنية: "تركيا، أراها تشابه كثيًرا في حالتها اليوم وضع باكستان في العقد الماضي، حيث كانت في معظم سنوات الأزمة السورية تغض النظر عن العابرين لأراضيها المتجهين جنوًبا للقتال في سوريا، وباكستان كانت بوابة المقاتلين لأفغانستان بعد شن الحرب على تنظيم القاعدة. تركيا صارت الممر الرئيسي الذي عبر منه مقاتلو الجيش السوري الحر، وكذلك الذين التحقوا بالجماعات المتطرفة مثل جبهة النصرة وداعش". ويضيف: "الآن، تركيا - بوابة الثورة السورية - تدفع الثمن غالًيا؛ حيث أصبحت الهدف الرئيسي لأخطر التنظيمات الإرهابية في العالم - داعش وجبهة النصرة التي يبدو أنها لا تزال قوية على الأرض، وتشكل خطًرا مستمًرا على البلاد". من ناحية أخري، يقول سمير الحجاوي في جريدة الشرق القطرية: "تركيا هي النموذج الوحيد الناجح سياسيا واقتصاديا وشعبيا في المنطقة، وهي التي تحاول موازنة الكفة في سوريا التي تتعرض لحرب إيرانية روسية داعشية أسدية بالتحالف مع حلف الشيطان المكون من حزب الله والفصائل الشيعية العراقية والأفغانية والباكستانية، ولذلك يتآمرون عليها". فهد الخيطان في جريدة الغد الأردنية يعتقد أن: "معركة تركيا مع تنظيم 'داعش' على وجه التحديد، لا تقل خطورة عن معركة القوى الدولية معه في سورية والعراق. قيادة 'داعش'، على ما ظهر في الشريط المصور حول تركيا، ستحاول بأكثر الطرق إيلاما ووحشية الضغط على تركيا لتراجع موقفها ودورها في الحرب ضد الإرهاب. ولذلك، ينبغي على كل الأطراف العربية والدولية المعنية بهزيمة التنظيم الإرهابي، إظهار دعمها لتركيا كي لا نفقد دورها المحوري في الحرب." ويضيف صالح عوض في جريدة الشروق الجزائرية: "لقد انسحب النظام التركي جزئيا من الحرب على سورية وقد يكون ما جرى في انقرة واسطنبول من تفجيرات عقابا له على خطوته الاستراتيجية تلك.. وقد يكون الذي حصل هو محاولة ردع له عن الاستمرار في التوجه نحو علاقات استراتيجية مع الروس". من جانبها، عدت جريدة الحياة اللندنية الهجوم الأخير تنفيذا لـ"أوامر (الخليفة)". الهدنة السورية وفي موضوع آخر، ناقش بعض الكتاب الهدنة السورية والمحادثات المرتقبة في استانا عاصمة كازاخستان التي دعت إليها تركيا وروسيا، بعدما أعلنت فصائل من المعارضة السورية عن تجميد مشاركتها بحجة "انتهاك" الحكومة لاتفاق وقف إطلاق النار. يقول صنهات العتيبي في جريدة الوطن القطرية: "هدنة سوريا .. كلام كبير وفعل صغير". ويضيف: "لقد تم توجيه دعوات إلى بعض الأطراف لمفاوضات سياسية في آستانه، عاصمة كازاخستان لكن المجتمع الدولي الذكي لم ينس توجيه تهمة الإرهاب لأطراف أخرى، والمشكلة أنه ليس من بين هذه الأطراف الميليشيات الطائفية المتنقلة التي تحشدها إيران من كافة الأرجاء وتزج بها في التنور السوري". ويمتدح أحمد حسن في جريدة البعث السورية المباحثات القادمة باعتبارها: "تعبيرًا بيّناً عن مسار الحرب على سوريا...التي انتهت إلى القبول بما يقرّره السوريون، عبر الحوار، بين بعضهم البعض دون تدخل خارجي ودون شروط مسبقة". أما ماجد الكيالي في جريدة الحياة اللندنية فيتوقع أن تشارك المعارضة السورية في المباحثات إذ إن "المعارضة السورية، في وضعها الراهن، وفي ظل المعطيات الدولية والإقليمية والعربية غير المواتية، لا يمكنها أن تظهر كمن يشتغل على إجهاض أي اتفاق ينطوي على وقف القتال والقصف والتشريد، بل على العكس من ذلك، أي إنها معنية بإظهار نفسها ممثلاً لكل السوريين، بتأكيد حرصها على وقف الصراع الدامي والمدمر."
- آخر تحديث :
التعليقات