بكين: يخشى ناشطو حقوق الانسان الذين تمكنت قلة منهم في الماضي من اسماع صوتها خلال مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، الا يقدم "العصر الجديد" الذي اعلنه شي جينبينغ شيئا على صعيد الحريات في الصين. 

وخرج الرئيس الصيني في موقع اقوى من المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الذي ادرج اسمه باجماع المندوبين ال2300 الحاضرين في ميثاق الحزب، قبل ان ينتخب لولاية جديدة من خمس سنوات على رأس اكبر بلد في العالم في عدد السكان.

وفي خطاب طويل في افتتاح مؤتمر الحزب، لم يفسح شي المجال لاي آمال بتليين موقف النظام الذي اصبح اكثر استبدادا خلال سنوات حكمه الخمس الاولى.

وقال شي لرفاقه "على كل منا ان يبذل مزيدا من الجهود للدفاع عن سلطة الحزب والنظام الاشتراكي الصيني، والاعتراض بحزم على اي كلمة او عمل يمكن ان يقوضهما". واعلن "بدء عصر جديد من الاشتراكية على الطريقة الصينية".

وقال باتريك مون الذي يعمل في منظمة العفو الدولية ان هذا الخطاب يعلن استمرار "قمع المنشقين باسم الدفاع عن الامن القومي".

وفي عهد شي، امتلكت الصين ترسانة قانونية تسمح بقمع الاصوات المعارضة خصوصا على الانترنت.

توقيف محامين 

قال فرانسيس ايف الذي يعمل في منظمة المدافعين الصينيين عن حقوق الانسان في هونغ كونغ انه يتوقع ان "تواصل الشرطة ملاحقة من يجرؤ على انتقاد سياسة الحكومة، تشجعها في ذلك القوانين المتعلقة بالامن القومي التي فرضها شي". واضاف ان "القمع والاعتقالات والمراقبة الطاغية والرقابة ستزداد".

وفي يوليو الماضي، توفي المنشق ليو تشياوبو الصيني الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل للسلام ولكن المجهول لدى غالبية الصينيين، في الاعتقال جراء مرض السرطان، بدون ان يوافق النظام الصيني على دعوات الغرب الى السماح له بالرحيل.

ومنذ وفاته تخضع ارملته الشاعرة ليو تشيا ومنذ 2010، للاقامة المراقبة بدون توجيه اي تهمة لها.

وقالت مارغريت لويس الخبيرة في القانون الصيني في جامعة سيتن هول في الولايات المتحدة ان "الحريات تهاجم باستمرار في الصين اليوم".

وشهد عهد شي في 2015 اعتقال نحو مئتي محام وناشط في مجال حقوق الانسان، حكم على بعضهم منذ ذلك الحين بالسجن مع التنفيذ.

وخلال مؤتمر الحزب الشيوعي الذي انتهى الثلاثاء، حاول المحامي يو وينشينغ تحدي النظام عبر توجيه رسالة مفتوحة الى المشاركين.

الفساد في كل مكان

كتب المحامي في رسالته ان "الحزب الشيوعي الصيني يتحدث عن حرية وديموقراطية ومساواة ودولة قانون، لكن لا وجود لاي شىء من كل هذا في الصين". واضاف ان "النخبة والاكثر ثراء يملكون السلطة والفساد منتشر في كل مكان".

واوقف فور نشره الرسالة التي يمكن الاطلاع عليها على الانترنت لكن ليس في الصين. وقد استجوبته الشرطة لثلاث ساعات في اليوم نفسه الذي القى فيه شي جينبينغ خطابه في افتتاح مؤتمر الحزب، كما قال المحامي في اعلان بثه على الانترنت.

وكان يو وينشينغ اكتسب شهرة العام الماضي عندما تقدم بشكوى ضد بلدية بكين بسبب تلوث المناخ المزمن في العاصمة الصينية. وقال لوكالة فرانس برس انه قرر كتابة رسالته بسبب تدهور حقوق الانسان في الصين في السنوات الاخيرة و"خصوصا اعتقال محامين على نطاق واسع".

ورأى تيرانس هوليداي الخبير في القانون الصيني في جامعة نورثويسترن (الولايات المتحدة) ان رسالة يو وينشينغ "استثنائية في شجاعتها".

واضاف انه في المستقبل "سيكون على بقية العالم ان يتابع باهتمام ما اذا تمكن احد من اسماع صوته في الصين تحت حكم شي بدون ان يلقى عقوبة قصوى".