عكست عناوين الصحف العربية حالة استقطاب واضحة في ردود الأفعال علي استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية.
وفيما رأت صحف لبنانية أن هذه الخطوة تعد "ضوء أخضر لعدوان إسرائيلي" علي لبنان، اعتبرتها صحف سعودية "صفعة لإيران".
"زلزال" سياسي
تصف القدس العربي استقالة الحريري بأنها "زلزل يدخل لبنان في المجهول" وشكلت "مفاجأة مدوية للقوى السياسية في لبنان".
وتقول الصحيفة: "استقالة الحريري إعلان لنهاية تسوية، وما أطلقه من حيثيات للاستقالة إعلان بأن الرجل عاد إلى المربع الأول لمرحلة ما بعد اغتيال رفيق الحريري ومعه عاد لبنان إلى المواجهة، مواجهة أدواتها الراهنة الصمود حتى تمر العاصفة. فبعد العاصفة يمكن إعادة الاعتبار للحياة السياسية والكلام عن قوة التوازن لا توازن القوة".
وتشير صحيفة النهار إلي أن "زلزال الحريري" سيتسبب في "اشتعال المواجهة الكبرى" في لبنان.
وترى الغد الأردنية أن "استقالة الحريري تربك المشهد السياسي اللبناني".
ويقول فادي عيد في الديار اللبنانية: "صدمت استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري المفاجئة أوساطه وحلفاءه قبل خصومه، إذ شكّلت ضربة مباشرة للتسوية القائمة منذ عام بعد انتخاب الرئيس ميشال عون، وتشكيل الحريري لحكومة الوحدة الوطنية".
وأشارت جويس كرم في الحياة اللندنية إلى أن ن استقالة الحريري "ترسم منعطفا حادا في الميدان السياسي الداخلي في لبنان، وتتقاطع مع مؤشرات إقليمية ودولية تجعل منها عنصرا أساسيا في مناخ واستراتيجية جديدة تتبلور ضد إيران وذراعها الأقوى والأكثر نفوذا سياسياً وعسكريا حزب الله".
وتقول الكاتبة: "لبنان دخل مرحلة جديدة عنوانها انفراط عقد الحريري مع حزب الله، والتحول جزءا أساسيا من استراتيجية إقليمية وبدعم أميركي للتصدي لإيران. أدوات هذه الاستراتيجية وتفاصيلها لا تزال مبهمة".
لكن فؤاد أبوزيد في الديار يرى أن استقالة الحريري "لم تفاجىء كثيرا القريبين منه، الذين كانوا يعيشون يوميا تبرّمه واستياءه من عدم الالتزام ببنود التسوية وبروحها، وبالضغوط التي تمارس عليه من كثر كانوا مقرّبين اليه، ومن شعبيته العريضة، خصوصا مما كان يصدر عن مسؤولين سعوديين من انتقادات للحكومة".
"تمهيد لعدوان إسرائيلي"
ترى الديار أن "السعودية الدولة العربية الكبرى ودول من الخليج ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أعطوا الضوء الأخضر لعدوان إسرائيلي يشنه جيش العدو على حزب الله والمقاومة وكل الأراضي اللبنانية".
وتقول الصحيفة في عنوانها الرئيسي إن "السعودية عبر استقالة الحريري تمهّد لعدوان إسرائيلي على المقاومة ولبنان".
وتضيف أن "(ولي العهد السعودي) محمد بن سلمان ونتنياهو خططا لفتنة سنية - شيعية في لبنان".
وينتقد عبدالباري عطوان في الرأي اليوم اللندنية استقالة الحريري، يوصفها بأنها "مقامرة سعودية أمريكية غير محسوبة العواقب، ودخول إسرائيل ميدانها قد يكلّفها غاليا، فهذه الحرب، قد تكون آخر الحروب في المِنطقة، تمامًا مثلما كان عليه حال الحرب العالمية الثانية، التي أنهت الحروب الأوروبية إلى غير رجعة، وقام على أنقاضها الاتحاد الأوروبي".
ويقول الكاتب: "استقالة السيد الحريري تأتي في إطار خريطة طريق سعودية أمريكية تستهدف حزب الله، الذراع العسكري القوي لإيران الذي بات يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل، وخطرا كبيرا على أمن المملكة العربيّة السعوديّة واستقرارها بسبب دَعمه اللامحدود، الإعلامي والسّياسي، والعَسكري لتيّار أنصار الله الحوثي".
ويرى علي ضاحي في الديار أن "إجبار السعودية الحريري على الاستقالة أتى ليعبر وفق القيادي والمعلومات المستقاة سعوديا وخليجيا ولبنانيا ليؤكد ان السعودية تلعب اخر اوراقها في المنطقة وهي الورقة اللبنانية وهي الأخيرة لها وسيكون مصير العبث باستقرار لبنان قاتما ومزعجا ولن نسمح به".
"صفعة لإيران"
أظهرت الصحف السعودية ترحيبا باستقالة الحريري ورأت فيها "صفعة لإيران".
تقول صحيفة المدينة: "الحريري مستقيلا وصافعا الملالي: أيدي إيران ستقطع". وتضيف الصحيفة أن "الشر الذي ترسله طهران إلى المنطقة سيرتد عليها".
يقول جميل الذيابي في عكاظ السعودية إن استقالة الحريري تأتي "نتاجا طبيعيا لتفاعلات أزمة لا بد من اجتثاثها بالكامل، حتي يخرج لبنان من هذه الدائرة الجهنمية".
ويحذر الكاتب من أن "لبنان علي فوهة بركان"، مطالبا الدول العربية "بالحشد والتعبئة لاستئصال السرطان الإيراني الخبيث".
ويشن الكاتب هجوماً لاذعا علي إيران وحزب الله، محذرا كلاهما من أن "هشاشة الوضع اللبناني ستؤدي إلي حرب أهلية أعتى وأعنف من الحرب الأهلية السابقة".
وتقول اليوم السعودية إنه باستقالة الحريري فإن "لبنان يواجه تغوّل إيران".
التعليقات