سادت حالة من عدم التفاؤل تغطية الصحف العربية التي تناولت الجولة الثامنة لمباحثات جنيف للسلام في سوريا وبخاصة مع عدم وضوح ما ستسفر عنه تلك المباحثات.
وقالت صحيفة الوطن السورية إن المرحلة الأولى من المباحثات انتهت من دون أي خروقات ونتائج تذكر، وأضافت: "وحده المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تحدث من هناك عن أجواء بناءة، على حين أخبار الخلافات والمشاحنات بين صفوف وفد الرياض سُمع صداها جيداً خارج أبوابهم المغلقة، لتكون محصلة ما جرى مراوحة في السياسة، مع استبعاد لأي مفاوضات مباشرة".
ويقول علي قاسم في الثورة السورية: "كان بمقدور جنيف أن تؤدي دوراً رغم كل العيوب التي تعاني منها، في ظل التطورات المتلاحقة، لكن في ظل إصرار الكثير من الدول على الاستمرار بالمتاجرة ببيع الأوهام وشرائها، واستعداد الكثير من الأدوات على تلقف تلك البضاعة الكاسدة أوصلت جنيف إلى عنق الزجاجة، ووضعتها أمام استعصاءات أوصلتها إلى حالة من العبث".
"مفاتيح الحل"
وفي القدس العربي اللندنية، كتب صبحي حديدي يقول "في السردية الراهنة لما بات يُسمى بالحلّ السياسي للأزمة السورية، ثمة عنصر أوّل يحظى بإجماع مضطرد، من كارهيه والراغبين فيه على حدّ سواء: أنّ موسكو صارت المتعهد الأكبر لذلك الحل، حتى إذا كانت هي القوة العسكرية الأبرز التي تساند نظام بشار الأسد على الأرض".
ويضيف الكاتب: "إن روسيا هي من تتقلد مفاتيح الحلّ السياسي في سوريا".
في نفس السياق، يقول محمد قواص في العرب اللندنية إن رسائل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واضحة "سواء آثر العالم العبور نحو سوريا الجديدة من مداخل جنيف (العزيزة على واشنطن) أو مداخل سوتشي (العزيزة على موسكو) أو الاثنين معا، فإن مفتاح الحل الأساسي موجود في جيب سيد الكرملين".
من جانبها، تقول سميرة المسالمة في الحياة اللندنية: "إن ما ينتظرنا خلال جولات التفاوض المقبلة، في مسارات جنيف وأستانا وسوتشي، ليس صياغة الطريق إلى الحل السوري، وإنما تمهيد الطريق لحل الصراع على سوريا بين الدول المنخرطة فيه والراعية له".
وأضافت "ولهذا فإن الإسراع إلى عقد لقاءات ثنائية وثلاثية وأممية تزداد وتيرته مع انتهاء الحرب المعلنة على داعش، وانتصار الحلفاء وتقسيم غنائم الخلافة المهزومة بينهم، مع انقسام الفريقين بين روسيا الدولة المهيمنة على سماء سوريا، والولايات المتحدة صاحبة القرار النهائي في التوقيع على خريطة التفاهمات والغنائم الختامية، الأمر الذي يتوقع أن تنتج منه تحالفات سوتشي (روسيا وإيران وتركيا)، كما نتج في المقابل الوفد التفاوضي الموحد برعاية السعودية وروسيا وأمريكا ودول غربية".
وترى الكاتبة أن مسار المفاوضات "لا يزال طويلاً ومعقداً، وهو سيعبر إلى الأمور التقنية في أنفاق مظلمة، لأن روسيا لا تزال تتحدث عن المفاوضات على أنها مجرد مصالحات بين مختلفين على السلطة".
ويقول رياض نعسان في الاتحاد الإماراتية أن بوتين دافع عن نظام الأسد "بقوة غير مسبوقة، ولكنه يبدو مضطراً للانسحاب سريعاً من سوريا خلال شهور قليلة قادمة، فأمامه انتخابات في روسيا، ولا بد أنه يخشى صداماً مع الموقف الأمريكي من إيران رغم التحالف".
ويسترسل الكاتب قائلا: "ليس بوسع بوتين أن يتحمل وزر إيران وطموحاتها التوسعية، ولا بد أن لديه سراً يخبئه نحو الحل الذي يريده في سوريا وانتصاراً آخر يعزز شعوره بنشوة النصر على داعش وقضائه على الإرهاب ليبرر أمام شعبه تدخله الأعنف في القضية السورية".
التعليقات