دعا العراق اليوم إلى مشروع مارشال لإعادة إعمار ما خرّبته الحرب ضد الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوعه.. فيما دعا البرلمان العراقي إلى تشكيل مجلس عربي مشترك لمحاربة الإرهاب.
إيلاف: أبلغ وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري برت ماكغورك المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لمحارَبة تنظيم داعش خلال اجتماعهما في بغداد اليوم، أن العراق بحاجة إلى مشروع شبيه بمشروع مارشال، الذي ساهم في بناء ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، ليُساهم في تحقيق الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار وتحقيق التنمية الاقتصاديَّة. وقال إن اتفاقيَّة الإطار الاستراتيجيّ المُوقعة بين بغداد وواشنطن عام 2008 تتضمَّن العديد من مجالات التعاون وتبادل المصالح المُشترَكة ومُواجَهة المخاطر المُشترَكة ويجب أن يعمل البلدان على تفعيلها.
وأشار الجعفري إلى أن العراق طالبَ في عام 2014 الأمم المتحدة والمُجتمَع الدولي بضرورة دعمه على ثلاثة مديات: الآني من خلال توفير الدعم الجوِّي والتعاون الاستخباري لمُواجَهة الإرهاب، والمُتوسِّط المتمثل في توفير المُستلزَمات الضروريَّة للعوائل النازحة، والبعيد من خلال إعادة إعمار البنى التحتية للعراق في مرحلة ما بعد القضاء على داعش، كما نقل عنه مكتبه الإعلامي في بيان صحافي الأحد تابعته "إيلاف".
ممثلو البعثات الدبلوماسية العربية في العراق خلال اجتماع تشاوري مع البرلمان العراقي |
وقال إن أي توتر في العلاقات الإقليمية من شأنه توفير مناخ ملائم لعمل الإرهاب وزيادة فاعليته، "وإننا ورغم رفضنا للتدخل التركيّ في الأراضي العراقية، لكننا تمسّكنا بالعلاقة معها، وعلى مجلس الأمن أن يضع هذه الحقيقة أمام عينيه، وهو ما أكدناه عام 2015 عام التغلغل التركي في بعشيقة". وأكد الحرص على إقامة أفضل العلاقات بين الدول العربيّة عامة، ودول الجوار الجغرافي خاصة، لما لها من أثر بالغ على نشر أجواء الأمن والاستقرار على المنطقة وعموم العالم.
من جانبه، قال ماكغورك إن الشعب العراقيّ كان واعياً وتوحَّد لمُواجَهة الإرهاب، مشدداً على انه سيتم &القضاء على عصابات داعش ويتجاوز العراق بوحدته هذه الأزمة، ويكون أكثر أمناً واستقراراً. واشار الى انه لا شيء اليوم يُقارَن بما حصل في العراق بعد دُخُول إرهابيِّي داعش عام 2014 الى العراق، مشيرًا الى "ان الولايات المتحدة ستحتضن في أواخر الشهر الحاليِّ اجتماعاً لوزراء خارجيَّة 65 دولة ضمن إطار التحالف الدوليِّ لبحث مُستجدَّات الحرب ومُواصَلة الجُهُود للقضاء على الإرهاب وسُبُل تعزيز التعاون في المرحلة المقبلة".
وقال: "زُرتُ العديد من الدول قبل مجيئي للعراق، وكان الجميع مُندهِشاً لما تحقق في العراق من انتصارات وتقدُّم في الحرب ضدّ عصابات داعش الإرهابيَّة". واكد انه لم يتم تسجيل اهتمام دول العالم بالعراق كما تحقق بعد عام 2014 إذ تجمَّعت الدول لدعم العراق في حربه ضدّ الإرهاب"، منوهًا بأن من أولويَّات الإدارة الأميركيَّة القضاء على إرهابيِّي داعش، وذلك لن يتحقق إلا بالعمل والتعاون مع العراق".
وبحث الجانبان خلال الاجتماع سير العمليَّات العسكريَّة ضدّ عصابات داعش الإرهابيَّة والانتصارات الكبيرة التي يُحقـِّقها أبناء القوات المُسلـَّحة العراقـيَّة بصُنوفها كافة في حربهم ضدَّ الإرهاب وبدعم التحالف الدوليّ والدول الصديقة للعراق.
عودة النازحين تُسرع المصالحة الوطنية
من جهته، نوّه رئيس مجلس النواب سليم الجبوري خلال اجتماعه في بغداد ايضًا اليوم مع ماكغورك أن الظروف اليوم مناسبة لاجراء مصالحة وطنية شاملة، ولكن ما يجعل تلك الظروف اكثر ملاءمة هو اعادة النازحين الى ديارهم واعمارها وجعلها اكثر استقرارًا وامنًا، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمته "إيلاف".
من جانبه، اكد ماكغورك استمرار الدعم الدولي للعراق في حربه ضد الارهاب، وفي دعم الملف الاغاثي والانساني.. مشيرًا الى أن الولايات المتحدة حريصة على مساندته في اعادة الامن والاستقرار الى المناطق التي شهدت توترات بسبب وجود عصابات داعش الارهابية.
وتم خلال الاجتماع بحث الاوضاع الامنية والسياسية في العراق والمنطقة والحرب ضد الارهاب والتعاون والتنسيق بين العراق والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي افضى الى نتائج كبيرة ابرزها دحر تنظيم داعش.
مطالب بمجلس عربي مشترك لمحاربة الارهاب
فيما طالب البرلمان العراقي بمجلس عربي مشترك لمحاربة الارهاب، فقد اكد رئيسه سليم الجبوري أن العراق كان وما زال وسيبقى فاعلاً ومهماً في المنطقة.. وقال في كلمة خلال الاجتماع التشاوري مع رؤساء بعثات الدول العربية إن"تواجدكم هنا حقيقة الترابط بيننا كدول شقيقة تجمعنا خيمة العروبة ولسان الضاد والتاريخ المشترك العظيم والدم الواحد الذي ننتمي اليه ونعتز به ".
واضاف أن "العراق كان وما زال وسيبقى فاعلاً ومهمًا، وقد بددتم بذلك جميع المخاوف للبعض في تأكيد جاهزية بغداد لاستقبال البعثات الدبلوماسية حيث أنتم بين اهلكم واخوانكم بأمن وسلام وتعيشون مع البغداديين حياتهم الاعتيادية"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي عقب الاجتماع الاحد تسلمت "إيلاف" نسخة منه.
واشار الجبوري الى ان" العلاقة المميزة باشقائنا العرب قد تجلت بتعاون واسع في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، اضافة الى وقوف العديد من اشقائنا معنا لدعم معركتنا مع الارهاب، وكذلك الدعم الإنساني الذي شمل برامج رعاية للنازحين".
واوضح بالقول "لا شك ان المرحلة التي نمر بها في العراق والمنطقة صعبة وحساسة، ما يستلزم مزيدًا من التكاتف العربي والتعاون الدؤوب للملمة أطرافنا والحفاظ على بيتنا العربي من مشاريع التفكيك والتقسيم والعزل".. مشيرًا الى "سعي خنادق دولية الى محاولة تقسيم المنطقة في جبهاتها ليتشظى البيت العربي ويأكل نفسه ويحارب ذاته، ومن هنا يبدأ الخطر مع تراجع الحس الجمعي للأمة وتنامي نزعة الشك لدى البعض من البعض الاخر، وهو ما سيؤدي بالنتيجة الى التنازع والفشل".
وحول التسوية السياسية المطروحة في العراق، اشار الجبوري الى اهمية الا تكون هذه التسوية مصطلحًا مصاحبًا للأزمة العراقية وحسب، بل ان المنطقة بأسرها بحاجة الى تسوية تاريخية تعمل على إنهاء كل مظاهر التوتر فيها حزمة واحدة مع قدر من التنازلات المؤلمة للأطراف الفاعلة عربيًا واقليميًا.
وحول القمة العربية التي ستستضيفها العاصمة الاردنية قريباً، شدد الجبوري على اهمية عمل الدول العربية على بلورة تصورات ومبادرات واضحة من شأنها تحسين وضع البيت العربي والإسراع في حسم قضاياه المختنقة بالجدل والتردد والعجز.. معبرًا عن الثقة "بقدرة القادة العرب على استجلاء هذه المشاكل وتفكيكها وتقديم الحلول الناجعة لها".
من جانبها، دعت لجنة العلاقات الخارجية النيابية الى تأسيس مجلس عربي مشترك لمحاربة الاٍرهاب والتطرف. وقال رئيس اللجنة عبد الباري زيباري خلال كلمة له في الاجتماع إن العراقيين مازالوا يقفون في خندق المواجهة الأمامي لحماية القيم الاسلامية، والتي تعمل على تشويهها مجاميع التطرّف والارهاب.. مؤكدًا على ضرورة ان تكون المرحلة المقبلة مرحلة تأسيس جبهة واسعة تضم جميع الدول العربية والإسلامية لمنع أي محاولة جديدة تنشأ هنا وهناك وتستهدف الامة. واشار الى اهمية بذل اعلى مستوى من التعاون لحماية البلدان العربية على المستوى الامني والعسكري.
وطالب بتأسيس مجلس عربي مشترك لمحاربة الاٍرهاب والتطرف يقوم على أساس استراتيجي وسياسي مشترك يعمل على توسيع ميدان التعاون الامني وتشكيل غرفة عمليات استخباراتية مشتركة.
وقد ناقش الاجتماع التشاوري الذي نظمته لجنة العلاقات الخارجية النيابية مستقبل المنطقة العربية ما بعد داعش، والآفاق والتحديات التي تعقبها.
&
التعليقات