جرجيس: تجمع عدد من صيادي الاسماك الاحد في مرفأ جرجيس في جنوب شرق تونس للتصدي لسفينة استأجرها ناشطون يمينيون متطرفون يعملون على مكافحة الهجرة غير الشرعية الى اوروبا.
وعبرت السفينة "سي ستار" التابعة لمجموعة "جينيريشن آيدنتتي" أو "جيل الهوية" المياه المحاذية للسواحل الليبية الأحد.
وتعقبت السفينة لمدة وجيزة سفينة "ام اس اكويريوس" التابعة لمنظمة "اس او اس ميديتيراني" الفرنسية غير الحكومية التي تشارك في عمليات البحث والانقاذ في منطقة سبق ان شهدت غرق زوارق عدة تقل مهاجرين.
ويعتقد أن السفينة البالغ طولها 40 مترا والتي غادرت قبرص في الأول من آب/اغسطس، باتت بحاجة إلى المؤن، إلا أن الصيادين في ميناء جرجيس قرب الحدود الليبية أكدوا أنهم لن يسمحوا لها بالرسو.
وقال شمس الدين بوراسين، رئيس جمعية الصيادين لوكالة فرانس برس انه اذا اقتربت السفينة من المرفأ "فسنغلق القناة التي تستخدم للمؤن. هذا اقل ما يمكننا القيام به نظرا لما يجري في البحر المتوسط وموت العديد من المسلمين والافارقة".
وأكد مسؤول في جرجيس لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته "ان نسمح للعنصريين بدخول هذا المكان امر لن يحدث ابدا".
وتوجهت "سي ستار" من قبرص إلى المياه الإقليمية الليبية بعدما اختار طاقمها عدم التوقف أثناء رحلته في اليونان أو صقلية، حيث تخشى السلطات إمكان اندلاع تظاهرات رافضة لها.
وكانت المنظمة غير الحكومية، المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، عبرت السبت عن معارضتها "لرسو السفينة +سي ستار+ في المرافىء التونسية" ودعت "الحكومة الى عدم التعاون مع طاقمها العنصري والخطير".
وكانت مجموعة "جيل الهوية"، وخصوصا فروعها الفرنسي والايطالي والنمسوي والالماني، استأجرت السفينة في اطار عمليتها "دافعوا عن اوروبا" (ديفيند يوروب) لاعتراض السفن واعادة المهاجرين الذين يحاولون التوجه الى اوروبا.
وبعد وصول السفينة إلى ميناء فاماغوستا في قبرص الشهر الماضي، قدم عدد من أفراد طاقمها طلبات لجوء، وهو تماما ما تشكلت البعثة منذ البداية لمحاربته.
ويشير طاقم "سي ستار" إلى أن هدفه الأساسي هو فضح التعاون القائم في رأيه بين قوارب الإغاثة التابعة للمظمات غير الحكومية والمهربين الذين يرسلون قوارب تغص بالمهاجرين من ليبيا.
من جهتها، تشير المجموعات المدافعة عن حقوق الإنسان إلى أن شبكة "جيل الهوية" تحاول فقط الترويج لنفسها عبر رحلتها.
- 1015 شخصا منذ الخميس -
منذ مطلع عام 2014، تم انقاذ نحو 600 ألف مهاجر من افريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا ونقلوا إلى ايطاليا فيما توفي أكثر من 10 آلاف.
وتدهورت العلاقة بين السلطات الايطالية وفرق الإغاثة التي أنقذت قواربها نحو ثلث الأشخاص الذين تم انقاذهم هذا العام، وبلغ عددهم 100 ألف.
واعتقلت السلطات الايطالية الأسبوع الماضي طاقم إحد هذه القوارب واتهمته بالتواصل مباشرة مع مهربين لتنظيم عملية تسلم مجموعة من المهاجرين من مناطق قريبة جدا من الساحل الليبي.
والأحد، شارك فريق "اكويريوس" إلى جانب أعضاء منظمة أطباء بلا حدود في عملية انقاذ تم خلالها انتشال نحو 100 شخص من قارب مطاطي وجه نداء استغاثة.
وأفادت البحرية الليبية الاحد أن خفر السواحل، الذين تلقوا تدريبات ومعدات من ايطاليا، اعترضوا منذ الخميس ستة زوارق تقل ما مجموعه 1015 شخصا.
وكانت المنظمات الحقوقية أعربت عن قلقها من إعادة القوارب إلى ليبيا حيث يواجه المهاجرون خطر الاعتقال في مخيمات مزدحمة والتعرض إلى التعذيب والعنف الجنسي والعمل القسري.
التعليقات