بحث مشرعون بريطانيون في لندن الإجراءات المطلوبة لمواجهة النشاطات الإرهابية للنظام الإيراني في أوروبا، حيث تم الكشف عن العديد من هذه النشاطات في تيرانا وباريس وبرلين وواشنطن.

إيلاف: جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي نظمه&مكتب المجلس الوطني للمعارضة الإيرانية في لندن بمشاركة مشرعين بريطانيين مساء أمس، وحضرته "إيلاف"، ناقش تفاصيل جديدة حول الأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني في أوروبا، وتم خلاله الكشف عن معلومات جديدة حول ضلوع المسؤولين والمؤسسات الإيرانية في النشاطات الإرهابية في أوروبا وسلسلة القيادة في عملية صنع القرار في هذه النشاطات، اضافة الى شبكة وزارة المخابرات الايرانية العاملة في الخارج ومعلومات اخرى عن الشخص الرئيس الذي يوجّه العمليات الإرهابية خارج إيران وسلوكه وخلفيته.&

شارك في المؤتمر أعضاء من مجلسي البرلمان من مختلف الأحزاب البريطانية، حيث ناقشوا ايضا سبل التصدي للممارسات الايرانية وفضحها على المستوى الدولي.

إيران دولة بنظام إرهابي
قال ديفيد جونز، عضو في مجلس العموم البريطاني، إن "هذا موضوع مهم جدًا، ونحن نتحدث عن إيران بصفتها دولة إرهابية تشكل تهديدًا رئيسًا للمجتمع الدولي، والكل يعرف أنه لا يوجد هناك في داخل النظام الإيراني شخص معتدل، كما يدّعي البعض، وإنما متورط في كل ما يحدث".

أما اللورد مغينس عضو مجلس اللوردات البريطاني فقد أوضح قائلًا "أنا كنت أعمل منذ سنوات ضد الأعمال الإرهابية، ولي دراسات في هذا المجال.. أنتم تسمعون بكثير مما يجري في داخل النظام الإيراني، وممكن أن تثير الشك أو التعجب، ولكن لا مجال للشك، بل إن ما نسمعه عن طبيعة هذا النظام هو جزء ضئيل عن الواقع في مجال الأعمال الإرهابية التي يديرها النظام الإيراني، الأمر الذي للأسف لم يتغير لحد الآن في ظروف يعاني منها كثير من الإيرانيين من الفقر والبطالة، ولكن النظام الإيراني يكرّس جهوده لتوسيع نشاطاته الإرهابية بدلًا من حل هذه المشاكل والأزمات.&

وأشار إلى أن الحكومات الغربية تجاهلت هذه الحقائق، واعتبرت إيران شبه ديمقراطية رغم أن أوضاع إيران لم تتغير بالنسبة إلى الشعب، رغم رئاسة روحاني للبلاد، والذي وصف بالمعتدل.

من جهته، قال باب بلك عضو مجلس العموم البريطاني "نجتمع اليوم هنا لكي نناقش الأعمال الإرهابية التي قام بها النظام الإيراني منذ أشهر ضد المقاومة الإيرانية في ألبانيا ومن ثم في ألمانيا وبلجيكا وأخيرًا محاولته تنفيذ العمل الإرهابي ضد ممثلي المقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة،&على الرغم من أن النظام الإيراني لم يحصل على أية نتيجة من خلال هذه المحاولات، ولكنه من الواضح أنه سيقوم بمحاولات أخرى في المستقبل.&

وحذر من أن الصمت تجاه ممارسات النظام الإيراني هذه سيشجّعه على مواصلة أنشطته الإرهابية.. ودعا الدول الأوروبية إلى طرد الدبلوماسيين الإيرانيين من أراضيها.

تفاصيل جديدة عن النشاطات الإرهابية للسلطات الإيرانية &
وقد كشف كل من دولت نوروزي ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا وحسين عابديني عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس عن تفاصيل جديدة للنشاطات الإرهابية لنظام طهران ودور سفاراته في أوروبا بهذه النشاطات.

وأشارت نوروزي إلى أن الممارسات الإرهابية للسلطات الإيرانية على مستوى أوروبا على وجه التحديد قد دخلت منذ مطلع العام الحالي مرحلة مختلفة عن الماضي كمًا ونوعًا.. موضحة أن المعلومات المحصل عليها من داخل النظام تشير إلى أن هذه الممارسات يتم إقرارها على أعلى مستوى في مجلس الأمن الأعلى للنظام برئاسة حسن روحاني، وتتم الموافقة عليها من قبل مكتب علي خامنئي قائد النظام ومن شخصه بالتحديد.&

أضافت أن المعلومات هذه تؤكد كذلك أن الانعكاسات السلبية المحتملة لهذه الأعمال في أوروبا، بما فيها إيذاء شخصيات أوروبية، قد تم أخذها في&الاعتبار، ولكن تقييم النظام هو أن أوروبا لن تقوم بأي ردود فعل حقيقية لمواجهة ذلك.

وأكدت أن هذه الأعمال الإرهابية في العالم بشكل عام وفي أوروبا بشكل خاص هي تحت رعاية وزارة المخابرات، وبالتحديد تتبع جهازًا يسمى (منظمة الاستخبارات الخارجية والحركات) واستطاعت المعارضة الوصول إلى مسؤول هذا الجهاز، وهو شخص إرهابي مهم تابع للنظام، واسمه رضا أميري مقدم، وله ارتباط وتواصل مباشران مع وزير المخابرات الإيراني.

وأوضحت نوروزي أن هذا الدبلوماسي الإيراني الذي خطّط لتفجير المؤتمر العام للمقاومة الإيرانية في باريس في 30 يونيو الماضي، والذي قام بتسليم القنبلة شخصيًا إلى الإرهابيين لتنفيذ العملية، يقبع الآن في سجن في ألمانيا، وقد كان على تواصل مع رضا أميري مقدم ومنظمة الاستخبارات الخارجية.&

أضافت نوروزي أن سفارات النظام الإيراني في أوروبا تقوم بتنفيذ دور مهم ومفصلي في مراحل مختلفة من العمليات الإرهابية. &

نشاطات إرهابية إيرانية في تيرانا وباريس وبرلين وواشنطن
وأوضحت المعارضة الإيرانية أنه في مارس الماضي تم إفشال مؤامرة إرهابية ضد تجمع بمناسبة حلول العام الإيراني الجديد الذي حضره آلاف الأشخاص من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في العاصمة الألبانية تيرانا. وكان هدفه هو تفجير سيارة مليئة بالمواد المتفجرة خلال عقد المؤتمر، ولكن تم اعتقال إيرانيين اثنين بشكل موقت، كانا يتستران تحت غطاء مراسلين صحافيين إلى ألبانيا.&

وقالت إن هدفهما كان التعرف والحصول على معلومات أكثر من أجل هذه العمليات الإرهابية. وقد أكد رئيس الوزراء الألباني، ومن بعده وزير الخارجية الأميركي على أن العمل الإرهابي الذي&تم في مارس ضد المعارضين الإيرانيين قد تم إفشاله.&

أضافت أنه في 30 يونيو الماضي تم إفشال مؤامرة إرهابية أخرى لتفجير التجمع السنوي الكبير للمقاومة الإيرانية في قاعة فيلبنت بضواحي باريس قبل ساعات عدة من موعد التفجير، حيث كانت تجمع هذه القاعة عشرات الآلاف من الأشخاص وقرابة 600 شخصية سياسية جاءت من حوالى 70 دولة حول العالم، بما فيهم أميركا وأوروبا والشرق الأوسط. وقد تم اعتقال ضابطين تابعين للنظام الإيراني، كانا يقومان بنقل القنبلة التي تم كشفها، وكان دبلوماسي واحد تابع للنظام هو المصمم والمخطط لهذا التفجير.&

وقالت إنه وفقًا لتصريح نائب ألماني فإن هذا الدبلوماسي هو من قام بتسليم القنبلة شخصيًا إلى الضباط المنفذين للعملية في لوكسمبورغ، وتم اعتقاله في ألمانيا في الأول من يوليو الماضي، وهناك شخص آخر تم اعتقاله على خلفية هذا الموضوع نفسه وجميعهم الآن موجودون في السجن، وتستمر بحقهم العملية القضائية.&

أضافت نوروزي أنه في 20 أغسطس أعلنت وزارة العدل الأميركية اعتقال ضابطين تابعين للنظام الإيراني في واشنطن بتهمة التجسس وجمع المعلومات عن المعارضين الإيرانيين المرتبطين بمجاهدي خلق بهدف تنفيذ أعمال إرهابية.. مشددة في الختام على أنه "لا مجال للشك في أننا نواجه اتجاهًا جديدًا ومتسارعًا من النشاط الإرهابي في إيران".