أقر السبت المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتز، الذي تعرّض لانتقادات بعد تشكيله لائتلاف حاكم مع اليمين المتطرف، بـ "مسؤولية تاريخية" لبلاده في الإبادة الجماعية لليهود في الحرب العالمية الثانية، وذلك خلال إحياء ذكرى المحرقة.

إيلاف: كان كورتز تطرق إلى ماضي بلاده، مع اقتراب الذكرى الثمانين لضم ألمانيا النازية إلى بلاده، داعيًا المواطنين إلى عدم نسيان "الأيام الحزينة والمخجلة في مارس 1938" عندما تم تنظيم استقبال حافل للقوات النازية.

أغانٍ تمجد المحرقة!
كتب السبت المستشار النمساوي تغريدة على تويتر قال فيها إن "النمساويين كانوا مشاركين في جرائم المحرقة الشنيعة". تابع كورتز قائلًا: "نحن نتحمل مسؤولية تاريخية واضحة تعترف بها الحكومة بكل وضوح".

المستشار النمساوي المحافظ سيباستيان كورتز في برلين في 17 يناير 2018

قتل في المحرقة ستة ملايين يهودي خلال الحرب العالمية الثانية، غالبيتهم في غرف الغاز في معسكرات الموت النازية. جاءت تصريحات كورتز على خلفية تزايد معادة السامية في النمسا قولًا وفعلًا.

وكان الإدعاء وجّه خلال هذا الأسبوع الاتهام إلى أربعة أعضاء في أخوية طالبية لكتابتهم أغانيَ تحتوي على عبارات تمجّد المحرقة وأعمال وحشية نازية أخرى. من بين أعضاء الأخوية أودو لاندباور، وهو أحد المرشحين عن حزب الحرية اليميني المتطرف عن دائرة النمسا السفلى.

نفى لاندباور، الذي تعرّض لضغوط سياسية، علمه بكلمات الأغاني. وقال إنه كان طفلًا عندما نشرت. وأدى ذلك إلى موجة إدانات في مختلف أنحاء البلاد.

لا تزال حية
والجمعة، رفع مشاركون في تظاهرة في فيينا ضد اليمين المتطرف صورًا لكورتز وزعيم حزب الحرية هاينز كريستيان شتراخه على إشارات منع المرور ولافتات تندد بالنازية والعنصرية.

قال المستشار السابق كريستيان كيرن وزعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي إن "ما شهده أخيرًا يشكل تذكيرًا بأن الذكرى العالمية للمحرقة لم تفقد معناها". ودان الجمعة نائب المستشار وزعيم حزب الحرية هاينز كريستيان شتراخه كل أشكال معاداة السامية.

وفي 2007، اختارت الأمم المتحدة يوم 27 يناير يومًا عالميًا لذكرى تحرير معسكر أوشفيتز، أكبر معسكرات الموت النازية. وقاطع اليهود النمساويون الاحتفال الرسمي بالذكرى في البرلمان، لرفضهم مقابلة قادة حزب الحرية الذي تأسس على يد نازيين سابقين.