بروكسل: طالبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الاربعاء بانخراط الولايات المتحدة مجددا في عملية السلام، بعد اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لاسرائيل، والذي اثار جدلا واسعا وموجة تنديدات واحتجاجات.

وقالت موغيريني في اعقاب اجتماع للدول المانحة للفلسطينيين في بروكسل، لمناقشة قرار الادارة الاميركية وقف المساعدات للفلسطينيين، "انها مرحلة صعبة".

وكانت واشنطن قررت تجميد 65 مليون دولار اميركي مخصصة لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا).

وكان ترمب هدد اوائل الشهر الجاري بقطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين في تغريدات على موقع تويتر، متهما اياهم برفض التفاوض مع اسرائيل.

وقالت موغيريني "اذا امكنني اختصار الموضوع في مقولة واحدة (اقول) لا شيء بدون الولايات المتحدة، ولا شيء بالولايات المتحدة لوحدها"، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع اينه ماري اريكسن وزيرة خارجية النروج، احدى اكبر الدول المانحة. 

وكان ترمب اعلن في 6 كانون الاول/ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، واعطى توجيهاته لنقل السفارة الأميركية إليها، ما أثار ادانات عارمة في العالمين العربي والاسلامي والمجتمع الدولي.

وشهدت العلاقات الفلسطينية الاميركية توترا شديدا بعد قرار ترمب والذي انهى عقوداً من الدبلوماسية الاميركية المتريثة، وأكد الفلسطينيون انه ليس بامكان الولايات المتحدة لعب دور الوسيط في عملية السلام.

ويهدد الخلاف بعرقلة خطط الادارة الاميركية لعملية السلام، والتي من المقرر ان تطرحها واشنطن على الاسرائيليين والفلسطينيين خلال العام الجاري.

ويُعتبر الاتحاد الاوروبي اكبر الجهات المانحة للفلسطينيين وقد وجه انتقادات لقرار ترمب.

وقالت موغيريني "في ما يتعلق بخطط الولايات المتحدة، دعونا ننتظر لنرَ. ليس لدينا في الوقت الراهن تفاصيل او جدول اعمال".

وتابعت "ما يهمنا هو اولا ان يقر الجميع بان مشاركة الولايات المتحدة اساسية لكي تحظى اي عملية بفرص واقعية للنجاح. ولكن ايضا، ان يقتنع اصدقاؤنا الاميركيون بانه سيكون من الاصعب عليهم تحقيق اي انجازات لوحدهم".

وكان ترمب قال الاسبوع الماضي خلال لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على هامش منتدى دافوس، ان الفلسطينيين "قللوا من احترام" الولايات المتحدة بمقاطعتهم زيارة نائبه مايك بنس الى المنطقة.

وهدد ترمب بتجميد مئات ملايين الدولارات التي تقدمها بلاده كمساعدات للفلسطينيين الى حين عودتهم الى طاولة المفاوضات.

وأثار ترمب غضبا فلسطينيا بتأكيده ان قراره "أزال عن طاولة" المفاوضات قضية القدس، على الرغم من انه كان سابقا قال ان اعترافه لا يتعارض مع اجراء مفاوضات لاحقة حول الحدود والوضع النهائي.