برلين: نددت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل بالتصريحات "المخزية" لأحد زعيمي حزب "البديل لألمانيا" اليميني المتطرف الذي قال إن العهد النازي ليس "سوى روث طير" في تاريخ البلاد الطويل.
وقال المتحدث باسم ميركل شتيفن سايبرت للصحافيين في برلين إنه "من المخزي أن يكون علينا الرد على مثل هذه التصريحات التي يدلي بها عضو في البرلمان الألماني".
وأضاف إن "الحكومة ترفض كليا وبشكل قاطع اي تقليل من خطورة جرائم النازية"، واصفا نظام هتلر ومحرقة اليهود بأنه أكبر جريمة ضد الإنسانية.
وتابع أن ألمانيا تمكنت من ان تصبح "شريكا جيدا للأمم الأخرى" مجددا فقط لأن الألمان اعترفوا "بمسؤولياتهم الدائمة" عن "المعاناة المروعة" التي سببها النازيون.
وكان سايبرت يرد على تصريحات ألكسندر غاولاند أحد زعيمي حزب "البديل لألمانيا" اليميني المتطرف.
وقال هذا المسؤول السياسي الذي هو أيضا الرئيس المشارك لكتلة حزبه النيابية إن "هتلر والقوميين الاشتراكيين ليسوا سوى روث طير وسط امجاد ألف عام من التاريخ الألماني".
وتابع متحدثا خلال اجتماع لمنظمة الحزب الشبابية في سيباخ في تورينغن (شرق) "أجل، نعترف بمسؤوليتنا عن السنوات الـ12" من الديكتاتورية النازية. وقال بحسب ما نقلت عنه وكالة دي بي إيه أيضا "كان لنا تاريخ من الأمجاد، استمر أطول بكثير من تلك السنوات الـ12 اللعينة".
وأثارت هذه التصريحات عاصفة من التنديد في ألمانيا.
وقال الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يتمتع بسلطة اخلاقية كبيرة في البلاد "ان من يعملون اليوم على نكران او التقليل من خطورة القطيعة غير المسبوقة مع الحضارة" التي مثلها ادولف هتلر والنازية، انما "يسخرون من ملايين الضحايا".
واتهم في احتفال بمناسبة الذكرى العاشرة لاقامة نصب تذكاري لضحايا النازية من المثليين، ان المتطرفين اليمينيين "يريدون ايضا عمدا اعادة فتح ندوب قديمة، ونشر الكراهية، ولا بد لنا من مواجهتهم".
فيما قالت الأمينة العامة للاتحاد المسيحي الديموقراطي أنيغريت كرامب كارنباور المقربة من المستشارة أنغيلا ميركل على تويتر "خمسون مليون ضحية حرب ومحرقة اليهود والحرب الشاملة، كل هذا ليس سوى +روث طير+ برأي البديل لألمانيا وغاولاند. هذا هو وجه هذا الحزب خلف القناع المتمدن".
وقال المتحدث باسم ميركل إن "الحكومة والمستشارة ولحسن الحظ غالبية العظمة من الشعب الألماني يتشاركون" في إدانة تصريحات غاولاند.
وليس هذا أول استفزاز يقدم عليه غاولاند (77 عاما) العضو السابق في الاتحاد المسيحي الديموقراطي، ولا أول هفوة يرتكبها.
فقد اشاد خلال حملة الانتخابات التشريعية في ايلول/سبتمبر بجنود القوات المسلحة النازية.
وحقق البديل لألمانيا اختراقا كبيرا في الانتخابات التشريعية مع فوزه بأكثر من تسعين مقعدا نيابيا ليصبح قوة المعارضة الأولى في المجلس. وفي ضوء نجاحه، شكك في التوافق الالماني حول ماضي البلاد النازي.
وتغير مسار الحزب الذي أنشئ عام 2013 كقوة معارضة لليورو، ليصبح مع موجة تدفق المهاجرين عام 2015 حزبا معاديا للهجرة والإسلام ولميركل.
التعليقات