بين ليلة وضحاها، لم يعد بإمكان كبار مسؤولي الإدارة الأميركية تناول الغداء أو العشاء في مطاعم العاصمة ومحيطها من دون التعرّض لاحتجاجات المعارضين لسياسات الرئيس دونالد ترمب.
إيلاف من نيويورك: في غضون أسبوع واحد تعرّض ثلاثة مسؤولين لمواقف محرجة، أدت في نهاية المطاف إلى مغادرتهم المطاعم التي تواجدوا فيها، تارة بسبب غضب المحتجين، وطورًا بناء لرغبة أصحاب العمل.
سياسة الفصل هي السبب
ارتفعت وتيرة الاحتجاجات على أركان الإدارة بشكل كبير بعد تطبيق سياسة فصل أطفال المهاجرين عن ذويهم على الحدود الجنوبية.
وللمفارقة فإن ثلاثة من المسؤولين، الذين ارتبط اسمهم بصياغة سياسة الفصل وتأييدها، كانوا عرضة لاحتجاجات كبيرة بعد ظهورهم في أماكن عامة.
ميلر "الفاشي"
الإحتجاجات على وجود مسؤولي ترمب في المطاعم بدأت يوم الأحد الماضي، حيث تعرّض كبير مستشاريه ستيفن ميلر لموقف مهين أثناء تواجده في مطعم "أسبيتا ميزكاليريا"، وذلك بعد قيام أحد الزبائن بالاقتراب منه، والصراخ في وجهه، ونعته بـ"الفاشي" على مرأى الحاضرين ومسمعهم.
نيلسن مع الطعام المكسيكي وضد المهاجرين
لم يمض يوم واحد على إهانة ميلر، حتى جاء الدور على وزيرة الأمن الداخلي كيرستن نيلسن، التي أُرغمت من قبل محتجين على مغادرة مطعم مكسيكي في العاصمة واشنطن، بسبب دفاعها عن سياسة الفصل.
وأظهر مقطع الفيديو نيلسن وهي تستعد لتتناول العشاء، إلا أن المحتجين بادروها بوابل من عبارات الاستهجان، وتوجّه اليها أحدهم بالقول: "كيف يمكنك الاستمتاع بتناول طعام مكسيكي، بينما تقومين بإبعاد وسجن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين جاؤوا من المكسيك ليطلبوا اللجوء إلى الولايات المتحدة".
ساندرز تخرج بسبب المتحولين جنسيًا
اكتمل مسلسل الطرد مع المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره هاكابي ساندرز، التي عادت تجر أذيال الخيبة من مطعم "ذي ريد هين" في ليكنسنغتون في ولاية فرجينيا، بعد طلب ستيفاني ويلكينسون، صاحبة المطعم منها المغادرة، بسبب عملها لمصلحة إدارة أميركية "غير إنسانية وغير أخلاقية، ودفاعها عن سياسة ترمب الذي يمنع المتحولين جنسيًا من الخدمة في الجيش الأميركي"، كما قالت ويلكينسون للإعلام.
الديمقراطيون منقسمون
شغلت قضية طرد مسؤولي ترمب من المطاعم الشارع الأميركي. وانقسم نواب الحزب الديمقراطي بين متعاطف مع ساندرز، ومبرر لغضب المحتجين. فالنائبة ماكسين ووترز شجعت مؤيديها على التصدي للإدارة الحالية، وقالت إن "الشعب سيضايق مسؤولي دونالد ترمب".
وأضافت في حديث لشبكة MSNBC إن "المسؤولين الحاليين في الإدارة الذين يدافعون عن ترمب يعلمون أن ما يفعلونه خطأ".
تابعت: "لن يتمكنوا قريبًا من الظهور بسلام في الأماكن العامة، ولن يتمكنوا من الذهاب إلى المطاعم، ولن يتمكنوا من التوقف عند محطة وقود، ولن يتمكنوا من التسوق في المتاجر، لأن الناس سيحتجّون، وسيتعرّضون للمضايقات".
في المقابل، اعتبر النائب الديمقراطي البارز، إيليا كومينغز أن "صاحب المطعم أخطأ في الطلب من ساره ساندرز المغادرة، وأعتقد أنه كان عليه خدمتها".
التعليقات