إيلاف من لندن: أكد العراق والسعودية اليوم أنهما مصممان على استثمار الإرث السياسي والتاريخي والديني المشترك لتعزيز علاقاتها.. فيما شدد عبد المهدي على أهمية مجلس التعاون الخليجي للعراق في تعزيز الأمن والاستقرار والتعاون الاقتصادي.. بينما تم الإعلان عن موافقة الرياض على منح العراقيين تأشيرات دخول مباشرة وزيادة عدد حجاجهم إلى 50 ألفًا.&

وقال بيان صحافي رسمي عراقي سعودي مشترك صدر الخميس من حكومتي البلدين لمناسبة اختتام رئيس الوزرء العراقي عادل عبد المهدي زيارته إلى الرياض، التي استمرت يومين، وحصلت "إيلاف" على نصه، إنه "بناءً على الدعوة الموجّهة من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي لزيارة المملكة، وانطلاقًا من الروابط التاريخية المتينة التي تجمع بين البلدين الشقيقين وترسيخًا للعلاقات وللرغبة المشتركة للدفع بها نحو آفاق أوسع واستثمارًا للإمكانات الكبيرة والفرص المتاحة لتعزيز التعاون القائم بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، فقد قام عبد المهدي بزيارة المملكة خلال الفترة 17 و18 إبريل" الحالي.

وأشار إلى أن الملك سلمان ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي عقدا "جلسة مشاورات تم خلالها بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين كما تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات في إطار مجلس التنسيق السعودي العراقي".

وأوضح أن الملك سلمان وعبد المهدي قد "أكدا على العلاقات التاريخية والدينية والاجتماعية بين السعودية والعراق وأهمية استثمار هذا الإرث السياسي والتاريخي والديني، وتعزيز العلاقات انسجامًا مع توجه القيادتين".

عبد المهدي مجتمعًا مع الزياني في الرياض

أضاف إن عبد المهدي قد التقى أيضًا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، واتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق بما يعزز وحدة الصف العربي والعمل العربي المشترك.

وبيّن البيان الصحافي المشترك في الختام أنه تم على هامش الزيارة عقد الاجتماع الأول للجنة الشؤون السياسية والأمنية والعسكرية، برئاسة وزيري خارجية البلدين.&

السعودية ستمنح العراقيين تأشيرات دخول مباشرة وزيادة عدد حجاجهم
وأعلن محافظ النجف لؤس الياسري أن المسؤولين السعوديين وافقوا على منح تأشيرة الدخول للعراقيين إلى بلدهم بصورة مباشرة.

وأوضح الياسري الذي يرافق رئيس الوزراء العراقي في زيارته للسعودية في بيان إطلعت عليه "إيلاف" أن الجانب السعودي وافق على الطلب العراقي، وأن هناك إجراءات سيتم اتخاذها سريعًا بهذا الاتجاه.&

وأشار إلى أن البلدين ناقشا إنشاء منطقة حرة للتبادل التجاري بين البلدين في محافظة النجف التي تشارك حدودها الإدارية الأراضي السعودية.

وقال إنه ناقش مع محافظ الهيئة العامة للجمارك السعودية أحمد الحقباني فتح منطقة حرة داخل الحدود العراقية وتفعيل طريق التبادل التجاري بين البلدين من خلال محافظة النجف عبر إنشاء طريق للتبادل التجاري بطول 239 كم قرب مخفر حاكم الحدودي.

من جانبه كشف مصدر رسمي عن طلب رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي خلال لقائه المسؤولين السعوديين بزيادة حصة العراق من الحجاج لتعويضه عن عدم استيفاء حصته لعقود طويلة ولزيادة عدد سكان العراق بشكل كبير من دون تعديل الحصة حسب نسبة عدد سكان العراق.

وأوضح المصدر أن المسؤولين السعوديين ووزارة الحج السعودية وعدوا بالتعامل الإيجابي مع الطلب العراقي، متوقعًا أن تصبح حصة العراق الجديدة خمسين ألف حاج في الموسم المقبل بدلًا من الحالية البالغة 36 ألفًا.

عبد المهدي للزياني: مجلس التعاون مهم للعراق لتعزيز الاستقرار والاقتصاد
وقبيل مغادرته الرياض عائدًا إلى بغداد فقد بحث رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي في مقر إقامته في قصر الملك سعود في الرياض مع أمين عام منظمة مجلس التعاون لدول الخليج الدكتور عبداللطيف الزياني تطوير العلاقات بين العراق ودول مجلس التعاون والقضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز فرص الأمن والاستقرار والتعاون الاقتصادي.

وأكد المسؤول العراقي على أن مجلس التعاون الخليجي مهم بالنسبة إلى العراق.. منوهًا بأن التعاون والعلاقات الاقتصادية يجب أن يتقدم نحو الأفضل.

وأشار إلى أن "العراق حريص على العمل ضمن بيئته العربية والإسلامية وإقامة علاقات متوازنة تخدم مصالح شعوبنا، ويهمنا أن يكون محيطنا مستقرًا ومزدهرًا، ولدينا الكثير من المشتركات التي تجمعنا، وننطلق منها لبناء الثقة وتجاوز الخلافات وإيجاد مناخات جيدة للتعاون".

من جهته أكد الزياني توافر الإرادة السياسية والرغبة الجادة لدول المجلس للتعاون في التعاون مع العراق وتحقيق عمل مشترك ومتكامل.. وقال "نسعى إلى بناء علاقات متميزة مع العراق، وأطمئنكم إلى أن إخوانكم في مجلس التعاون على استعداد تام لمد جسور التعاون مع العراق ودعمه، ولدينا رغبة كبيرة في العمل على تعزيز الأمن والاستقرار والتعاون الاقتصادي".. وأعرب عن ارتياحه لاستقرار العراق ولتوجهات الحكومة العراقية ومواجهتها للتحديات بمسؤولية وحكمة وتعاون.

عبد المهدي في معرض "مدن دمّرها الإرهاب" في الرياض
وزار عبدالمهدي اليلية الماضية المتحف الوطني السعودي / مركز الملك عبدالعزيز التأريخي، وافتتح المعرض المقام تحت شعار "مدن دمرها الإرهاب"، والذي تشرف عليه وزارة الثقافة السعودية، ويهدف إلى توثيق قصص المدن التأريخية العربية التي دمرها الإرهاب خلال سيطرته عليها، وفي مقدمتها مدن الموصل العراقية وحلب وتدمر السوريتان.

وأكد المسؤول العراقي خلال جولته داخل المعرض "أن كشف جرائم الإرهاب التي يساهم بها هذا المعرض يعطي رسالة إلى العالم عن أهمية القضاء على خطر الإرهاب والتطرف وما يلحقه من تدمير للإنسانية والآثار والتراث والمدن العريقة ويوفر فرصة للإطلاع على جرائم وأفعال الإرهابيين ويحفز على "تحصين شعوبنا ومجتمعاتنا ضد الإرهاب".

يشار إلى أن العراق والسعودية يرتبطان منذ عام 2017 بمجلس تنسيقي مشترك يهدف إلى رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية والاستثمارية والثقافية بينهما وتنسيق الجهود الثنائية بما يخدم مصالحهما المشتركة وتشجيع تبادل الخبرات الفنية والتقنية بينهما.