إيلاف من نيويورك: تحركت المانيا على أعلى المستويات بعد التصريحات التي ادلى بها مسؤول حكومي، وتناول خلالها مخاطر ارتداء اليهود للقلنسوة (الكيباه) في جميع الأوقات وفي كل مكان في ألمانيا.

وطالب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، ستيفن زايبرت، بضرورة اهتمام مؤسسات الدولة بإتاحة إمكانية ارتداء القلنسوة اليهودية (كيباه) بشكل آمن في كل مكان بألمانيا.

تحمل المسؤولية

وقال زايبرت: "على الدولة ضمان ممارسة العقيدة بحرية لكل شخص"، مؤكداً على ضرورة أن يتسنى لكل شخص في أي مكان بألمانيا – حتى مع ارتدائه الكيباه – أن يتحرك بأمان، وأضاف، "إننا نتحمل هذه المسؤولية".

وجاءت تصريحات زايبرت، ردا على كلام مفوض الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة معاداة السامية، فيلكس كلاين، الذي توجه إلى اليهود قائلا: "لا أستطيع أن أنصحكم بارتداء الكيباه في كل مكان بألمانيا في أي وقت. إنني مضطر لقول ذلك للأسف"، موضحاً "أنه غيّر رأيه في هذا الشأن مقارنة بالماضي للأسف".

الحكومة تحضّ على ارتدائها

دعت الحكومة الألمانية المواطنين الى ارتداء قلنسوة الكيباه اليهودية قبل تظاهرة مناهضة لاسرائيل كنوع من ابداء التضامن، في الوقت الذي يواجه فيه اليهود تصاعدا في معاداة السامية.

ويوم القدس الذي سيتم احياؤه السبت هو مناسبة سنوية ضد السيطرة الاسرائيلية على القدس.

وفي وقت سابق الإثنين، نشرت صحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار على صدر صفحتها صورة لقلنسوة كيباه يمكن قصّها وارتداؤها في محاولة لمكافحة تصاعد معاداة السامية.

ودعت الصحيفة القراء الى "التضامن مع جيرانهم اليهود" عبر صنع "الكيباه الخاصة بهم" والتي تحمل رسم نجمة داوود من أجل "مواجهة معاداة للسامية".&

وكان مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية فيليكس كلاين أثار ضجة عندما صرّح خلال عطلة نهاية الاسبوع لمجموعة "فانكي" الاعلامية انه ليس باستطاعته "نصح اليهود بارتداء الكيباه في كل مكان وفي جميع الاوقات في ألمانيا".

وراقبت المانيا مع دول اوروبية غربية أخرى بقلق تصاعد موجة معاداة السامية واشكال أخرى من خطاب الكراهية العنصري في السنوات المنصرمة بعد ان اصبحت الأجواء السياسية اكثر حدة واستقطابا.&

وارتفع عدد الجرائم الناتجة عن معاداة للسامية بنسبة 20 بالمئة في المانيا العام الماضي وفق بيانات وزارة الداخلية التي ألقت باللائمة في 9 من أصل 10 قضايا على اليمين المتطرف.

وقد ساهم أيضا في تغيير الأجواء السياسية صعود حزب البديل من اجل المانيا اليميني المتطرف، الذي يشكك قادته علانية بدور ثقافة التكفير في ألمانيا في فظائع الحرب العالمية الثانية.&

وأعربت ميركل أيضا عن استنكارها لـ"شكل آخر من أشكال معاداة السامية" الناتج عن تدفق طالبي اللجوء الذين جاء الكثير منهم من دول إسلامية مثل سوريا أو أفغانستان أو العراق.

وأصدر المجلس المركزي لليهود في ألمانيا العديد من التحذيرات حول ارتداء قلنسوة الكيباه في الأماكن العامة.

أصداء سلبية في تل ابيب

وخلفت تصريحات المفوض أصداء سلبية في تل ابيب، حيث اعرب الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين عن "صدمته العميقة" من تحذير كلاين، لليهود من ارتداء الكيباه في الأماكن العامة.

وكتب ريفلين على حسابه في موقع تويتر يقول "المسؤولية عن الرفاهية والحرية والحق في المعتقد الديني لكل فرد من أفراد الجالية اليهودية في ألمانيا تقع على عاتق حكومة ألمانيا وسلطات إنفاذ القانون بها".

التصرف مسبقا

وقال كلاين في تصريحات أخرى، امس الاثنين، "إن علينا التصرف قبل فوات الأوان"، موضحاً "أن تصريحاته ليست استسلاماً على الإطلاق، وإنما المقصود منها دعوة لاتخاذ إجراء".

أمر مخزٍ

وزيرة العدل الألمانية كاترينا بارلي، لفتت من جهتها، "إلى أن المجتمع بأسره بحاجة إلى توخي الحذر"، وقالت، "يجب أن نحمي الحياة اليهودية بكل الوسائل القانونية لدولتنا الدستورية ونحمل المرتكبين المسؤولية على الفور".

واعتبرت بارلي "أن تزايد العنف ضد اليهود أمر مخزٍ بالنسبة لألمانيا، حيث تهاجم الحركات اليمينية ديمقراطيتنا وتستهدف تعايشنا السلمي".

من جهته، اعرب هورست سيهوفر، عن اعتقاده "ان اضطرار اليهود الى إخفاء عقديتهم سيكون امرا غير مقبول في المانيا"، مضيفا، "يجب على الدولة ضمان حرية الدين بدون قيود".

واكد جوزيف شوستر، رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، أن المفوض كلاين كان يتحدث عن حقيقة مريرة، وقال "إن التهديدات لليهود الذين يمكن التعرف على هويتهم كانت حقيقة طويلة الأمد في بعض المدن الألمانية، وبالتالي فإن الأمر يستحق الترحيب إذا كان هذا الوضع يحظى بمزيد من الاهتمام على أعلى المستويات السياسية".

أميركا متضامنة

ولم تقف التصريحات التضامنية عند حدود المسؤولين الألمان، فالسفير الأميركي، لدى برلين، ريتشارد غرينيل، دعا الشعب الألماني الى ارتداء القلنسوة كخطوة تضامنية مع اليهود، والقول بـ"أننا شعب متنوع".