أسامة مهدي: انتخبت الحكومة المحلية لمحافظة نينوى العراقية الشمالية وعاصمتها الموصل اليوم، قائدا عسكريا، قاد قوات عملياتها، وهو مقرب من البنتاغون، محافظا جديدا للمحافظة.. فيما أكدت السلطات أن حرائق وسط بغداد متعمدة من قبل ما اسمتها بعصابات تهدف الى جر البلاد الى الفوضى، مشددة على تصديها لها واعتقال عناصرها ومن يقف وراءهم.

واليوم الاحد، صوت مجلس الحكومة المحلية لمحافظة نينوى الشمالية وسط اجراءات أمنية مشددة لانتخاب قائد عمليات المحافظة سابقا اللواء نجم الجبوري محافظاً بدلاً عن المحافظ منصور المرعيد، حيث حصل على 23 صوتا من أصل 24 هم أعضاء مجلس المحافظة.

وقال الجبوري خلال مؤتمر صحافي في مدينة الموصل عقب فوزه بمنصب محافظ نينوى من بين ثلاثة مرشحين، إن أساس عمله سيكون العدل والانصاف، مشيرًا الى أن اختياره من قبل أبناء المحافظة يعتبر تكريما للقوات المسلحة التي قدمت تضحيات كبيرة من اجل تحريرها من سيطرة تنظيم داعش منتصف عام 2017.

وعاهد الجبوري مواطني محافظة نينوى "بعربهم وكردهم وتركمانهم ومسيحييهم وشبكهم وايزيدييهم" بأنه سيكون لجميع أهالي المحافظة، ويعمل جاهداً على توفير فرص العمل لابنائهم. واكد انه سيتعاون داخل محافظة نينوى مع جهود الشباب والنساء "للانتقال بواقع المحافظة المزري الى واقع أفضل وجيد"، بحسب قوله.

لكن انتخاب الجبوري لقي معارضة من محافظ نينوى منصور المرعيد الذي قال في بيان تابعته "إيلاف"، مؤكدا "لا نعترف بجميع قرارات مجلس المحافظة بما في ذلك جلسة اليوم، التي صوت بها على اختيار احد المرشحين لمنصب المحافظ، كونها تفتقر الى السند القانوني، وما زلت امارس مهامي كمحافظ".

وأوضح أنه قدم طعنا الى القضاء للبت في شرعية مزاولة مجلس المحافظة مهام عمله واصفاً الامر بالمخالفة القانونية". وشدد على انه لن يتخلى عن مهام عمله إلا بمرسوم جمهوري مثلما كُلف بذلك من خلال مرسوم جمهوري سابق.. مشيرا الى ان "النظر في الطعن الذي قدمه مجلس محافظة نينوى ضد قرار البرلمان سيتم النظر فيه خلال&فبراير من العام المقبل حيث يعتبر مجلس المحافظة معطلا وغير شرعي، حتى موعد النظر في الطعن المقدم من قبله.

ونجم الجبوري قائد عسكري عراقي اشترك في الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988 وقد ولد في 28 أكتوبر عام 1956 في ناحية القيارة بمحافظة نينوى الشمالية لعائلة سنية تنتمي إلى قبيلة الجبور الكبيرة والشهيرة في المنطقة.

محافظ نينوى الجديد الفريق المتقاعد نجم الجبوري &لدى تقديم طلب ترشيحه للمنصب

وأنهى الجبوري بحسب سيرته الذاتية على موقعه بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مراحل تعليمه الأولية في عدة مدارس أغلبها في العاصمة بغداد ثم التحق بالكلية العسكرية في العراق عام 1976 فتخرج فيها عام 1979 برتبة "ملازم" بسلاح الدفاع الجوي. ثم درس لاحقا في كلية القيادة حيث تخرج عام 1986 وبعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 ارتبط بـ"مركز الدراسات الإستراتيجية للشرق الأدنى وجنوب آسيا" في جامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون بواشنطن وتخرج فيه عام 2009.

كما نال الجبوري شهادات متخصصة في مجالات وضع الخطط لمكافحة التهديدات العابرة للحدود وتلقى عدة دورات في الأمن الإلكتروني. وتولى عدة وظائف ومسؤوليات عسكرية وأمنية، حيث كان آمرا لرعيل دفاع جوي 148 صواريخ بين عامي 1979 و1982 ومديرا لشرطة غرب نينوى بين عامي 2004 و2005 وقائم مقام قضاء تلعفر خلال الاعوام 2005-2008.

وخلال إقامته في الولايات المتحدة عُين زميلا باحثا في مركز "نيسا" المسؤول عن إعداد الدراسات للبنتاغون. كما شارك في مؤتمرات حول مكافحة الإرهاب منها: مؤتمر مكافحة الإرهاب في نيويورك عام 2010 ومؤتمر التعاون في مكافحة الإرهاب في الاردن عام 2012.

وقد تدرج الجبوري في صفوف الجيش العراقي فرُقي إلى درجة عميد عام 1999 وواصل خدمته العسكرية حتى سقوط النظام العراقي السابق ربيع عام 2003 حين تم تعيينه مديرا لشرطة غرب نينوى وقضاء تلعفر خلال عامي 2004 و2005 حتى تولى منصب "قائم مقام" قضاء تلعفر بين عامي 2005و2008.

وبعد انسحاب القوات الأميركية من قاعدة تلعفر بمحافظة نينوى في صيف عام 2008 وصل الجبوري وعائلته إلى العاصمة الأميركية واشنطن اواخر العام نفسه، حيث ظهر محاضرا وباحثا في مركز "نيسا" الذي يعتبر من أهم مراكز الدراسات هناك.

وفي نوفمبر عام 2009 كتب الجبوري مقالا في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية وصف فيه قضاء تلعفر تحت مسؤوليته بأنه "صار نموذجا لإستراتيجية التطهير والسيطرة والبناء ذات الفضل في تحويل مجرى الحرب (على التمرد والإرهاب) في أشد لحظاتها سخونة... مع بناء جسور الثقة مع السكان".

وحين اجتاح تنظيم داعش في صيف عام 2014 مناطق غرب وشمال العراق بما فيها مدينة الموصل الإستراتيجية عينه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي قائدا لعمليات محافظة نينوى وعاصمتها الموصل والمناطق المجاورة لها للإشراف على استعادتها من قبضة التنظيم.

وحين أعطى العبادي أمره بانطلاق معركة تحرير الموصل في 17&اكتوبر عام 2016 تولى الجبوري قيادة مركز التنسيق الأمني الثاني الذي يقع في قاطع مخمور جنوب شرق الموصل ويتبع للجيش العراقي وهو أحد المراكز الثلاثة التي تم منها إدارة معركة الموصل الخاصة بالضربات الجوية والتقدم الميداني.

يشار إلى أن الجبوري يجيد اللغة الانكليزية الى جانب العربية وكان تنظيم داعش قد أقدم في 24 يونيو عام 2015 عقب شهرين من استلامه منصب قائد عمليات تحرير نينوى على اعدام 16 شخصا من الدرجة الاول من ابناء عمومته وأقاربه.

وكانت السلطات العراقية قد اعلنت رسميا في العاشر من&يوليو عام 2017 عن تحرير مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية من قبضة تنظيم داعش الذي احتلها منتصف عام 2014.

بغداد: حرائق وسط العاصمة مخطط لجر العراق إلى الفوضى

أكدت السلطات العراقية اليوم أن غالبية الحرائق التي شهدتها مناطق وشوارع بوسط بغداد متعمدة، وحذرت من انها جــزء مــن مـخـطـط لجـر الــعــراق الـى الــفــوضــى والــتــخــريــب،فيما اتهم المتحدث باسم عبد المهدي ما اسماها بعصابات بالوقوف وراء هذه الاعمال.

حرق مبنى الوقف الشيعي في الناصرية الصورة من الفرات نيوز

وقالت مديرية الدفاع المدني العراقية إن أغلب الحرائق التي نـشبت في شارعي النهر والرشيد وساحة الخلاني بوسط بغداد مـفـتعلـة، موضحة ان "آخر حريق استطاعت فـرق الـدفـاع المدني اخماده كان فجر الجمعة الماضية في بناية بالقرب من غرفة تجارة بغداد".. وعبرت عن الاسف "لتعرض منتسبي الاطفاء الى الرمـي بـالحجارة أثناء قيامهم بالواجب وعرقلة عملهم من قبل بعض المندسين".

وأشار مـديـر الاعلام والعلاقات في المديرية العقيد جودت عبد الرحمن داود في تصريح صحافي الاحد تابعته "إيلاف"، الى&أن "اغلب تلك الحرائق التي شهدها شارعا الرشيد والنهـر وساحة الخلاني مفتعلة، حيث أن بعـضها تـكرر مرتين او ثلاثا في الـبـنـايـة الواحدة".. موضحا أنها "نـشـبـت مــن خلال رمي زجاجات الحرق المعروفة بالمولوتوف".

وأضاف أن "عمل الدفاع المدني هو اطفاء الحرائق ومنع انتشارها ومن ثم يأتي دور فرق الادلـة الـجنائية الـتـي تحدد الاسـباب بـشكل دقيق وعلمي لاصـدار تقارير موثقة تبين لــلــرأي الــعــام والـجـهـات ذات الـعـلاقـة واصـحـاب المـبـانـي الـسـبـب الحقيقي وراء انــــدلاع تــلــك الــحــرائــق بـشـكـل متكرر".

مـن جانبه، أكد المتحدث بـاسم وزارة الـداخـلـيـة العميد خالد المحنا أن "افـتعال الحرائـق هو جزء مــن مـخـطـط لجر العراق الـى الفوضى والتخريـب.. منوها الى اعتقال بعض المتهمين تقوم الـــوزارة حاليا بجـمـع قـاعـدة بيانات بشأن هؤلاء المخربين.

اما اللواء عبد الكريم خلف الناطق الرسمي بإسم القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي فقد اتهم ماسماها "عصابات" باستغلال التظاهرات لمحاولة تدمير مؤسسات الدولة.

وقال خلف في بيان مقتضب إن "عصابات تستغل التظاهرات لمحاولة تدمير وحرق مؤسسات الدولة والموانئ والمنشآت النفطية وأملاك المواطنين". واكد انه سيتم التصدي لهذه العصابات بحزم وبروح المسؤولية ومنع التخريب ومجابهة واعتقال من يقف وراءها".

واليوم الاحد، امتدت مواجهات ما اطلق عليها "معركة الجسور" في بغداد اليوم الى محافظات جنوبية وسط سقوط قتلى ومصابين فيما احرق متظاهرون مبنى الوقف الشيعي وسط مدينة الناصرية.

فقد قطع محتجون الجسور في المدن الجنوبية الناصرية والنجف والبصرة اثر اشتباكات مع قوات الامن سقط فيها قتلى ومصابون، كما شهدت كربلاء صدامات بين الطرفين وطافت تظاهرات طلابية محافظة ديالى وعمّ الاضراب والعصيان المدني محافظة ميسان.

يذكر أن احتجاجات غاضبة قد تفجرت في العاصمة العراقية وتسع محافظات وسطى وجنوبية في 25 من الشهر الماضي سرعان ما توسعت بأنضمام ملاين الطلبة والعمال والمحامين والمعلمين والاطباء والمهندسين للمطالبة بمكافحة الفساد والبطالة ثم تحولت الى دعوات لاسقاط النظام والعملية السياسية القائمة على المحاصصة واجهتها السلطات بالعنف المفرط ما تسبب في مقتل حوالي 400 متظاهر واصابة اكثر من 16 الفا آخرين.