تجري السلطات السودانية تحقيقات مكثفة مع وداد بابكر، الزوجة الثانية للرئيس السوداني عمر البشير، في قضايا تتعلق بالفساد والإثراء الحرام، وصادرت الأجهزة الأمنية المجوهرات الخاصة بها، أثناء تفتيش منزلها للمرة الثانية، وشددت الحراسة عليها، ومنعت عنها الزيارة إلا من أبنائها فقط.
إيلاف من القاهرة: داهمت السلطات السودانية منزل وداد بابكر، الزوجة الثانية للرئيس السابق عمر البشير، وصادرت المجوهرات الخاصة به، والوثائق التي تثبت ملكيتها لأراض وأرصدة بنكية.
نقلت صحيفة "الراكوبة" السودانية، عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن وداد بابكر جلبت في وقت سابق إلى مقر نيابة الثراء الحرام &في عربة سجون، وسط إجراءات أمنية مشددة.
قالت الصحيفة إن حرم الرئيس السوداني المخلوع بدا "على وجهها الإرهاق والتعب والتوتر"، فيما أفادت المصادر المطلعة بأن رجال المباحث قاموا باستلام الذهب والمجوهرات الخاصة بزوجة البشير من منزلها، مشيرة إلى أن النيابة جددت حبس وداد بابكر لمدة أسبوعين على ذمة التحري في مكتب المباحث في منطقة بحري.
وأكد مصدر أن أفراد المباحث قاموا بعملية تفتيش لمنزلها بحثًا عن أي مستندات لم تظهر في التحري. وقد واصلت نيابة الثراء الحرام تحرياتها مع وداد بابكر، والمنظمة التي تترأسها لمعرفة مصادر الأموال التي حصلت عليها. ومازالت وداد حبيسة بحراسة التحقيقات الجنائية في بحري رهن التحريات، ويسمح بزيارتها لأقرب الأقربين خاصة الأبناء الذين يقومون بالوقوف على احتياجاتها وإدخال الأطعمة التي تحتاجها وفق القانون.
كشفت المصادر أن وداد بابكر أقرّت بامتلاك قطعتي أرض، لكنها في الوقت نفسه نفت امتلاكها لأي حسابات بنكية خارجية أو محلية.
تركزت أسئلة المحققين حول امتلاك زوجة الرئيس السوداني المخلوع "حسابات في ماليزيا، وعلاقتها ببعض رجال الأعمال"، وردت وداد بابكر بالقول إنها زارت ماليزيا مرتين في حياتها، ولا تملك أية حسابات في بنوك خارجية.
ونقلت&الصحيفة عن المصادر أن النيابة العامة السودانية "تراقب هاتف وداد وترصد اتصالاتها"، ورفضت طلبًا لمحامي زوجة البشير للسماح له بحضور التحقيق والتحريات.
في السياق عينه، ذكرت صحيفة الصيحة السودانية، أنّ نيابة الثراء الحرام والمال المشبوه، أصدرت توجيهات صارمة لإدارة التحقيقات الجنائية، بشأن وداد بابكر، تتعلّق بمنع الزيارة عنها في حراسة نيابة التحقيقات الجنائية، لاسيما بعد ضبط هاتف جوال بحوزتها في السجن.
قالت المصادر، إنّ وداد أقرّت في التحقيق الذي أجرته النيابة بأن ابن أختها منحها "هاتفًا سيارًا" بغرض التنسيق في بعض القضايا الأسرية.
وفي التفاصيل، قالت المصادر إن السلطات ضبطت جهاز "موبايل" في حقيبة وداد بابكر أثناء التحقيق معها في الأسبوع الماضي، خلال ثاني جلسة بتهم مرتبطة بالثراء الحرام، قبل نقلها إلى سجن النساء في أم درمان دار التائبات.
تحاكم وداد بابكر الزوجة الثانية للرئيس المخلوع عمر البشير في نيابة المال العام في الخرطوم بتهم مختلفة تتعلق بالفساد المالي والثراء الحرام وامتلاك أراضٍ سكنية وعقارات وحسابات بنكية. وتربحها من خلال الأعمال الخيرية عبر منظمة سند، وتهريب الذهب عبر مطار الخرطوم، بجانب امتلاك منازل فخمة في أحياء راقية في العاصمة.
تنحدر وداد بابكر من مدينة المناقل في ولاية الجزيرة في وسط السودان، وهي من أسرة بسيطة تتبع قبيلة الكواهلة، ولدت في سبعينيات القرن الماضي، وتزوجت اللواء إبراهيم شمس الدين، أحد أبرز قادة الانقلاب العسكري الذي حمل البشير إلى السلطة، وهي في سن مبكرة وفق مقربين منها، وعاشت مع إبراهيم شمس الدين نحو 10 سنوات، حتى مقتله في حادثة تحطم طائرة شهيرة عام 2004م، وأنجبت له 5 من البنين والبنات.
بعد فترة قصيرة قرر الرئيس المعزول عمر البشير الزواج بوداد بابكر، وذلك وفاء لصديقه الراحل إبراهيم شمس الدين، ورغبة منه في تربية أبنائه، حسب ما صرح وقتها، على الرغم من الاتهامات التي كان تلاحق البشير بشأن تصفية شمس الدين، خشية من منافسته على رئاسة البلاد.
دخلت وداد بابكر القصر الرئاسي كسيدة أولى للسودان، وقامت بدراسة القانون في جامعة النيلين بعدما جلست لامتحان الشهادة الثانوية في العام 2005م.
لم تكن وداد بابكر معروفة من قبل الشارع السوداني الذي تعرف إليها عقب زواجها بالبشير بعد وفاة زوجها الأول إبراهيم شمس الدين، حيث رافقت الرئيس السابق في سفرياته الداخلية والخارجية.
التعليقات