القدس: أشاد بنيامين نتانياهو بخطة السلام الأميركية باعتبارها انتصارا لاسرائيل تحت رعايته، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى علاقته الشخصية بالرئيس دونالد ترمب، لكن من غير المعروف اذا كانت هذا الانجاز سيساعده في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة.

وانتخابات 2 مارس العامة هي الثالثة التي تجرى في اسرائيل خلال أقل من عام بعد ان فشل حزبي الليكود بزعامة نتانياهو وخصمه السياسي زعيم حزب ازرق ابيض بيني غانتس، بتشكيل حكومة ائتلافية، وتشير استطلاعات الرأي الى تقارب النتائج بين الحزبين.

"تغيير جدول الأعمال"

وقف رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو مبتهجا بجانب ترمب في البيت الابيض عندما اعلن عن خطته ونشر بعد ساعات شريط فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يشكر أنصاره على "شرف" تمثيلهم في حدث "يقوي اسرائيل بشكل كبير".

وقبل حدث البيت الأبيض الكبير في واشنطن وبتعد أن سحب طلب الحصانة، قدم افيخاي مندلبليت المستشار القضائي للحكومة لائحة اتهام في ثلاث قضايا فساد ضد نتانياهو الى سكرتارية المحكمة المركزية في شارع صلاح الدين في القدس الشرقية المحتلة. وتشمل تهم الفساد تلقي هدايا فاخرة من السيجار والشمبانيا والمجوهرات.

وقال استاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية بالقدس جدعون راهط والباحث بمعهد اسرائيل للديمقراطية "ان خطة ترمب تغير جدول الاعمال من قضايا نتانياهو الشخصية الى أجندة دبلوماسية".

وتصدرت اخبار خطة ترمب عناوين الصحف الإسرائيلية الأربعاء، فيما تراجعت قضية نتانياهو للكسب غير المشروع إلى العناوين الثانوية.

وقال محللون إن تفاصيل خطة ترمب للسلام يمكن أن توفر ايضا مزايا سياسية لنتانياهو اذ انها ستسعد اليمينيين من خلال دعوات لضم أراضي الضفة الغربية وربما استرضاء اليسار بدعم رمزي على الأقل لدولة فلسطينية.

واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صباح الاربعاء فوز الليكود بزعامة نتانياهو بـ 35 مقعدا في البرلمان الاسرائيلي من اصل 120 مقعدا مقارنة بـ 33 مقعدا لتحالف أزرق ابيض.

بينما بينت نفس شركة الاستطلاع قبل أسبوعين فقط بان حزب الليكود سيحصل على 32 مقعدًا، وأزرق أبيض على 34 مقعدًا، لكن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان إعلان ترمب سيحسن من حظوظ الليكود.

إقبال عربي قوي؟

وقال أستاذ العلوم السياسية والاتصالات في كلية هرتسليا جادي ولفسفيلد "إن هناك أيضًا فرصة بان تكون خطة ترمب التي يتباهى بها نتانياهو سببا لايذائه سياسياً.

وأضاف ولفسفليد "يمكن أن أرى سيناريو (عرب إسرائيل) يخرجون بقوة أكبر في هذه الانتخابات بسبب ما تقترحه خطة ترمب".

وأضاف و"هذا بالطبع سيجعل من الصعب عليه الحصول على 61 مقعدا" في إشارة إلى عدد المقاعد اللازمة لتشكيل حكومة أغلبية.

وأوضح "يجب أن يكون هناك قرار من قبل الرئيس. هل يمكن لرجل يواجه محاكمة بان يشكل ائتلافا حكوميا؟ هذا يتوقف على الرئيس".

وأضاف "ربما يتعين عليه الذهاب إلى المحكمة العليا، لديه الكثير من العقبات التي يتعين اجتيازها حتى لو كانت خطة ترمب ناجحة".

وبعث ايتسيك شمولي من حزب العمل اليساري الأربعاء رسالة الى النائب العام افيخاي مندلبليت يطالبه بمنع نتانياهو من اتخاذ اي إجراءات من شأنها تغيير الوضع على أرض الواقع وخصوصا ان نتانياهو لا يحظى "بإجماع واسع".

وكتب كل من اميخاي كوهين وعمير فوكس الباحثين في المعهد الدولي للديمقراطية الأربعاء "من المحتمل أن يقرر المدعي العام أنه وفقا للسوابق القانونية، فإن الحكومة الانتقالية قد لا يكون بامكانها اتخاذ مثل هذه القرارات".