اعتقلت السلطات السودانية مجموعة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين المصريين، بينهم نواب سابقون في مجلس الشعب، ونسبت السلطات القضائية إليهم تهمًا تتعلق بالإرهاب، والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر، انطلاقًا من الأراضي السودانية.

إيلاف من القاهرة: في ضربة جديدة لجماعة الإخوان المسلمين، ألقت السلطات الأمنية في السودان القبض على أعضاء خلية ينتمي عناصرها إلى الجماعة، ومن بينهم نواب سابقون في مجلس الشعب المصري. وقالت السلطات السودانية إن أعضاء الخلية كانوا يخططون لشن هجمات إرهابية في مصر، انطلاقًا من الأراضي السودانية.

وفقًا لأوراق القضية التي قررت النيابة العامة في السودان اعتبارها قضية إرهاب، وسجلتها تحت رقم 65 من قانون مكافحة الإرهاب و26 من قانون الأسلحة والذخائر، فإن أعضاء الخلية تلقوا تدريبات في السودان على صناعة وتركيب المتفجرات، والقيام بأعمال عنف وشغب واسعة.

حسب المعلومات المتوافرة لـ"إيلاف"، فإن النائب السابق في مجلس الشعب المصري، جمال حنفي، يتولى قيادة الخلية المقبوض عليها، إضافة إلى أعضاء سابقين في البرلمان، ومنهم النائب السابق ياسر حسانين، والنائب السابق عزب مصطفى، وعبد الهادي شلبي القيادي الإخوان، وصهر النائب السابق أمير بسام، إلى جانب قياديين آخرين في الجماعة هما: محمد الشريف ويوسف حربي.

كشفت أوراق القضية أن أعضاء الجماعة دخلوا السودان باستخدام أوراق وجوازات سفر مزورة، وأنهم جاؤوا إليها قادمين من تركيا وماليزيا، أثناء حكم الرئيس السابق عمر البشير، وكانوا يتحصنون في السودان، هربًا من الأحكام القضائية الصادرة بحقهم في مصر، وحتى لا يستطيع الأمن المصري تعقبهم في السودان.

تضم الخلية نحو 27 عنصرًا، دخلوا السودان بأوراق ثبوتية وجوازات سفر مزورة، وتسرّبوا إلى السودان على دفعات عدة بعد ثورة 30 يونيو 2013 التي أسقطت نظام حكم الجماعة في مصر.

تولى القيادي في التنظيم الدولي للإخوان الراحل عبد المالك الحلوجي، الذي حصل على الجنسية السودانية بقرار من الرئيس السابق عمر البشير، ترتيب عمليات الإقامة وتوفير سبل الحياة الآمنة لهم، وذلك قبل وفاته في شهر نوفمبر الماضي، ودفن في مدينة إسطنبول في تركيا، وخلفه في المهمة زعيم الخلية جمال حنفي، بعدما انتقل إلى الإقامة في السودان.

ويعتبر محمد البحيري مدير فرع الإخوان في أفريقيا، الرجل الثاني في الخلية التي تم اعتقال أفرادها في السودان، وكان يتولى مهمة التنسيق بين الأعضاء وتوفير مراكز التدريب، وتغيير محل الإقامة من وقت إلى آخر في الخرطوم والنيل الأبيض وأم درمان ودنقلة.

هرب الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى السودان، بعد ثورة 30 يونيو 2013، التي أطاحت بنظام حكم الجماعة، وألقت السلطات المصرية القبض على بعضهم أثناء الفرار، ومنهم رئيس الوزراء السابق هشام قنديل.

وفر نظام حكم الرئيس السابق عمر البشير، المأوى الآمن للإخوان الفاريّن إلى السودان، ورفض تسليمهم إلى مصر، ما شكل أحد أخطر نقاط الخلاف بين البلدين، أثناء حكم البشير.

بعد سقوط حكم البشير، جرت عمليات تنسيق بين السلطات في السودان ومصر، وتم تسليم نحو 300 شخص إخواني في العام الماضي، بينهم أعضاء في حركة حسم المصنفة تنظيمًا إرهابيًا، والتي تتهمها السلطات في مصر بشن عمليات إرهابية.