إيلاف: في محاولة لتهدئة الغضب الشعبي والرسمي من تهديدات قيادي في كتائب حزب الله العراقي بحرق العراق واتهامه للكاظمي رئيس جهاز المخابرات بمساعدة الاميركيين على قتل سليماني والمهندس فقد تبرأت قيادة الحشد الشعبي اليوم من تصريحاته مؤكدة عدم علاقتها بها، فيما تم اعتقال عدد من قياديي الكتائب في اول ضربة توجّه اليها من مؤسسة أمنية داخلية.

وقالت هيئة الحشد الشعبي في بيان صحافي الاربعاء اطلعت "ايلاف" على نصه "توكد هيئة الحشد الشعبي مرة أخرى عدم وجود متحدث عسكري ناطق باسمها بالوقت الراهن، كما تنفي علاقتها بأي تصريحات تصدر بين حين واخر تسيء الى المؤسسات الامنية العراقية وتطالب وسائل الاعلام بتوخي الحيطة والحذر في نقل الاخبار".

جاء البيان اثر تغريدة على تويتر نشرها الاثنين الماضي ابو علي العسكري المسؤول الامني لكتائب حزب الله العراق تعليقا على تردد اسم رئيس جهاز المخابرات مصطفي الكاظمي مرشحا لرئاسة الحكومة الجديدة قائلا "لقد تداول بعضهم ترشيح مصطفى الكاظمي لمنصب رئيس الوزراء وهو أحد المتهمين بمساعدة العدو الأمريكي لتنفيذ جريمة اغتيال قادة النصر القائد سليماني ورفيقه والحاج المهندس ولا نرى ترشيحه إلا إعلان حرب على الشعب العراقي والذي سيحرق ما تبقى من أمن العراق" على حد قوله في اشارة الى قتل طائرة اميركية مسيرة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس في الثالث من يناير الماضي قرب مطار بغداد الدولي.

مصطفى الكاظمي

وقد رد جهاز المخابرات على الاتهامات الموجهة الى رئيسه في بيان تسلمت "إيلاف" نصه امس مؤكدا "إنّ المَهمات الوطنية التي يقوم بها لخدمة الوطن والشعب ليست خاضعة للمزاجات السياسية ولا تتأثر باتهامات باطلة يسوّقها بعض من تسوّل له نفسه إيذاء العراق". وشدّد على حقه في الملاحقة القانونية لكل من يستخدم حرية الرأي لترويج اتهامات باطلة تضر بالعراق وبسمعة الجهاز وواجباته المقدسة بحفظ أمن العراق وسلامة شعبه".

وقال الجهاز ان واجباته تحددها مصالح العراق لا انفعالات واتهامات الخارجين على القانون في اشارة الى الكتائب.

ضربة ناجحة واعتقالات
بالترافق مع ذلك اشارت وسائل اعلام محلية الى شن المخابرات العراقية حملة اعتقالات بأوامر قضائية الليلة الماضية طالت قادة في كتائب حزب الله العراقي خارجة عن القانون هددوا العراقيين بالاغتيال والقتل حيث تم فعلا اعتقال 5 منهم.

واعتبرت مصادر عراقية رد رئاسة المخابرات الحاسم على اتهامات القيادي في الكتائب واعتقال قياديين فيها او ضربة ناجحة توجهها مؤسسة امنية عراقية لميليشيا عراقية مرتبطة بايران توغلت بأعمالها الاجرامية من خلال استهدافها وتهديداتها لكبار المسوؤلين والناشطين.

وتتولى كتائب حزب الله مهمات الاستخبارات والتحقيقات والإدارة داخل هيئة الحشد الشعبي التي تضم ميليشيات موالية لايران كما إن مديرية إعلام الحشد خاضعة لنفوذها وهي تتحدى أحيانا سلطة رئيس هيئة الحشد فالح الفياض على هذه المؤسسات وتتصرف وكأنها هيئة مستقلة مرتبطة بالحرس الثوري الايراني.

وكانت كتائب حزب الله العراقية قد تم وضعها على قائمة العقوبات الأميركية عام 2009.

من هو العسكري
وأبو علي العسكري هو المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراقية واسمه الحقيقي هو حسين مؤنس وهو عضو في مجلس شورى الكتائب ويعمل مستشار أمنيا وعسكريا في هذه الميليشيا.

يستخدم مؤنس اسما حركيا لكونه من القيادات الأمنية ومهمته إيصال رسائل تهديد للمسؤولين وكشف معلومات استخباراتية محددة للجمهور عند الحاجة كما تقول قناة الحرة الاميركية بالعربية، موضحة انه يحمل صفة المتحدث باسم الكتائب، لكنه "لم يظهر أبدا في الإعلام بعنوانه هذا، وانما بعنوان مسؤول العلاقات العامة في الكتائب وكنى نفسه بأبي موسى.

وقد حجب موقع "تويتر" امس الثلاثاء حساب "أبو علي العسكري" لمخالفته شروط النشر على المنصة. ومن خلال هذا الحساب هدد العسكري رئيسي الجمهورية برهم صالح والبرلمان محمد الحلبوسي وجهاز مكافحة الإرهاب العراقي والمتعاونين مع القوات الأميركية والقوات الأميركية نفسها وحتى الرئيس ترمب، لكن الحساب أغلق بعد تهديده رئيس جهاز المخابرات العراقية بساعات.

اما كتائب حزب الله العراقي فهي إحدى الفصائل المسلحة الشيعية العراقية وتتبع فكريا نظام ولاية الفقية في ايران وتحظى بتمويل وتسليح وتدريب ودعم إيراني وكان يرأسها ابو مهدي المهندس العضو في الحرس الثوري قبل ان تقتله طائرة اميركية مسيرة رفقة سليماني.

رئيس مجلس القضاء الاعلى مجتمعًا مع رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي

بدأت هذه الحركة عام 2003 عقب سقوط النظام العراقي السابق في تحالف دولي عسكري قادته الولايات المتحدة ثم تشكلت عام 2006 من كتائب تحمل اسم لواء ابي الفضل العباس وكتائب كربلاء وكتائب السجاد وكتائب زيد بن علي وجميعها فصائل مسلحة شيعية أعلنت تجمعها وتوحدها تحت اسم "حزب الله العراقي" وذلك الوقت كان الهدف المعلن لهذه التجمعات هي محاربة المحتل الأميركي على حد قولها برغم ان الاحزاب الشيعية العراقية هي التي ساعدت على هذا الاحتلال بدعمها للقوات الاميركية في غزو العراق.

وترتبط الكتائب بإيران عقائديا ومذهبيا، وهي لاتخفي ذلك، وعادة ما تصدر بيانات مؤيدة للسلطات الايرانية ومعادية ومهددة للولايات المتحدة التي ادرجتها عام 2009 على قائمتها الدولية للارهاب، لكنه بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق في نهاية عام 2011 اصبحت الكتائب تعلن ارتباطها وتقليدها مذهبيًا للمرشد الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي والعمل على تحقيق الجمهورية الإسلامية في العراق كما في إيران.

وتتهم واشنطن كتائب حزب الله باستهداف قواعد عسكرية عراقية تتواجد فيها قوات اميركية بطلب من الحكومة العراقية وضربها بين الحين والاخر بالصواريخ ما دعا القوات الاميركية الى شن غارات على مقارها وتدميرها وقتل قياديين فيها.