أسامة مهدي: كشف مركز عراقي يوثق جرائم الحرب اليوم عن معتقلات سرية للحشد الشعبي العراقي باشرف فيلق القدس الإيرانيّ وبترتيب مع سلطات البلاد ومناطق وجودها والمشرفين عليها حيث يتعرض القابعون فيها الى شتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي.

وأبلغ ناشطون ومعتقلون في السجون السّريّة "المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب" وهو منظمة عراقية مستقلة بمعلومات دقيقة عن وجود أكثر من سجن سرّيّ يتبع لمليشيات الحشد الشعبي في العراق موزّعة في عدة أماكن من العاصمة بغداد وبقيّة المحافظات.

معتقلو التظاهرات في سبايكر بمحافظة صلاح الدين

واشار المركز في تقرير الخميس حصلت "إيلاف" على نصه الى ان أحد الناشطين قد اكد له أنّ معسكر سبايكر بمحافظة صلاح الدين (125 كم شمال غرب بغداد) يحوي أعدادًا كبيرة من معتقلي التظاهرات وبقيّة المناطق في شمال بغداد، ويشرف على السجن (أبو إيمان الباهلي) ومساعده (حجي ليث) مسؤول استخبارات الحشد ومسؤول المسيرات، وقد وثّق الناشط مقتل الشاب (عمر محمد عبدالله) من أهالي تكريت على يد حجي ليث أثناء التحقيق بعد أن تمّ اعتقاله في وقت سابق من قبل المليشيات المتواجدة في المدينة.

وبيّن الناشط أنّ (عمار كريم) الملقب بـ(أبو زهراء) أحد أتباع المدعو (حجي ليث) يرتدي زيّ قوّات مكافحة الشغب ويذهب إلى ساحة التحرير، ووثّقنا مقتل الطفل (عباس صباح جواد) على يده قرب ساحة الخلاني.

مختطفون في سجن اللطيفية السري

ووثّق أحد المعتقلين السابقين في سجن اللطيفية (35 كم جنوب بغداد) وصول مجموعة جديدة من المختطفين إلى السجن في 29 من الشهر الماضي كان أغلب افرادها من الشباب حيث تعرّضوا للتعذيب والضرب المبرح.

وقال المركز ان أحد أفراد الجيش الحكوميّ قد ابلغه أنّ "أوّل يوم بدأت فيه التظاهرات قامت هيئة الحشد الشعبي بوضع منتسبيها في حالة انذار قصوى وفتحت مقرات سرّيّة جديدة فضلا عن المقرات السرّية في منطقة (اللطيفية) وتحديدا في (منشأة القعقاع) سابقا، وهذا المقر هو عبارة عن مجموعة من السجون تعمل على حراستها قوات تسمى (روح الله) والمسؤول عنها شخص يدعى (أبو علي الجويبراوي) أحد عناصر منظمة بدر ومقرب من هادي العامري، ويشغل منصب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد.

وأمّا عمليّة التحقيق فهي بيد عناصر خاصة من استخبارات الحشد وتحديدًا من المقربين من المدعو (أبو إيمان الباهلي).

معتقلون عراقيون حشروا في إحدى قاعات سجن

هذه هي السجون السرية للحشد

واكد ناشطون للمركز أنّ لجانًا حكوميّة عثرت على معتقلين ومختطفين - فُقدوا في أحداث سابقة في بغداد وباقي المحافظات على يد مليشيات الحشد الشعبيّ - وهُم الآن موجودون في سجون سرّيّة منها:

.. سجن سرّيّ داخل سجن أبو غريب غرب العاصمة بغداد يحوي على معتقلين مدنيين من جرف الصخر والطارميّة والنخيب.
.. سجن المحاويل (65 كم جنوب بغداد) بمحافظة بابل.
.. سجن البو مصطفى والمحطّة الحرارية، وغالبيّة المعتقلين من أهالي الموصل الذين تم اعتقالهم في مدينة الرطبة ومنطقة الرزازة في الأنبار.
.. سجن عرب جاسم السري قرب بغداد وغالبيّة معتقليه من مختطفي مدينة الصقلاوية.
.. سجن جرف الصخربحزام بغداد ويقبع فيه مدنيّون من منطقة الكرخ في بغداد ومناطق زوبع والكراغول والجميلات، والبوعيسى، والغرير، والبوحمدان وهذه المناطق محاذية لمدينة بغداد وشهدت في السنوات الأخيرة سيطرة ميليشيا الحشد عليها عقب تنظيم الدّولة (داعش).

تعذيب مستمر

وأوضح الناشطون أنّ هذه السجون تُديرها مليشيات (النجباء) و(كتائب سيد الشهداء) و(حزب الله العراقي) و(عصائب أهل الحق) و(مليشيا الخراساني).

وأوضحوا أن "المعتقلين يتعرضون لانتهاكاتٍ نفسيّة وجسديّة، ويتم إخضاعهم لجلساتِ تحقيق يتخللها تعذيب تستمر لساعات طويلة" وقد اعتُقِل جميع هؤلاء على أيدي المليشيات أثناء دخولهم إلى المناطق التي شهدت اضطرابات في السنين الماضية بحجة مكافحة الإرهاب ثمّ تمّ تحويل القليل منهم إلى الأجهزة الأمنيّةِ وما زال الكثيرون محتجزون من غيرِ تُهم ولا محاكمات.

وأضاف المركز إنّ الجهة المسؤولة عن هذه السجون هي مليشيا الحشد الشعبيّ وفيلق القدس الإيرانيّ وبترتيب مع حكومة بغداد.

دعوة للافراج الفوري عن جميع المعتقلين

وطالب المركز العراقيّ لتوثيق جرائم الحرب بإيقاف عمليّات الاعتقال غير القانونيّة في جميع المحافظات، والإفراج الفوريّ عن جميع المعتقلين دون أيّ مسوّغ قانوني في جميع المعتقلات والسجون التابعة للحكومة والميليشيات.. كما دعا أيضا المجتمع الدّوليّ والأمم المتحدة ومجلس الأمن الى اتخاذ التدابير اللازمة في وقف هذه الانتهاكات ومحاسبة المجرمين.