دفعت الأزمة الاقتصادية في لبنان والإجراءات المفروضة بسبب تداعيات فيروس كورونا إلى أزمة من نوع آخر. فقضية عاملات المنازل أثارت ضجة كبيرة في البلد بعد تجمع عدد منهم أمام قنصلية بلدهن بسبب استغناء أصحاب العمل عنهن.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، عاملات منازل من الجنسية الإثيوبية، وقد افترشن الأرض أمام قنصلية بلادهن في العاصمة بيروت، بعد تسريحهن.

واشتكت العاملات من عدم تقاضيهن لرواتبهن لمدد تتراوح بين شهر وأربعة أشهر، إضافة إلى رفض العائلات توفير أي مأوى لهن، والتخلص منهن بإلقائهن قسراً أمام مقر قنصلية بلادهن.

وقامت وزارة العمل اللبنانية بنقل العاملات من أمام القنصلية إلى أحد الفنادق لتأمين المنامة لهنّ.

وقالت العاملات إنه تم طردهن بشكل تعسفي بدعوى الأزمة الاقتصادية وعدم قدرة العائلات على دفع رواتبهن بالدولار أو حتى بالليرة اللبنانية.

وتطالب العاملات بالعودة إلى بلدهن أو توفير فرص عمل بعد الاستغناء عن خدماتهن. ومنذ منتصف مارس الماضي، أغلق لبنان المعابر الجوية والبرية والبحرية، في إطار إجراءات مكافحة تفشي وباء كورونا في البلاد.

وقررت وزارة الخارجية الإثيوبية، إلزام الراغبات في العودة إلى البلاد بالحجر 14 يوماً، وعلى نفقتهن الخاصة.

من جانبه، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن غياب التدابير الحكومية في لبنان لحماية عاملات المنازل الأجنبيات فاقَم من سوء ظروفهن، في ظل جائحة فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية الشديدة التي تشهدها البلاد.

وندد المرصد الأورومتوسطي ومقره جنيف في بيان صحفي، بطرد عائلات لبنانية عشرات العاملات الإثيوبيات ورميهن على طريق القنصلية وتركهن يواجهن مصيرا مجهولا، في ظل تقطع السبل أمامهن نتيجة إغلاق المطارات وتعطيل حركة السفر في هذه الفترة.