إيلاف من لندن: أثيرت تساؤلات قانونية في الساحة البريطانية، حول احتمال العروس الجهادية اعتقال شميما بيغوم التي سمح قرار قضائي يوم الخميس، بعودتها من سوريا للترافع بشأن جنسيتها التي كانت أسقطت لتورطها مع تنظيم (داعش)، واستجوابها قبل اتهامها بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب.

وفي الوقت الذي تستعد فيه وزارة الداخلية البريطانية، لاستئناف حكم قضاة محكمة الاستئناف من أجل الحؤول من دون عودة بيغوم، فإن محاميها تسنيم أكونجي قدم اعترافا استثنائيا حين صرح لقناة (آي تي في – ITAV) بأنه "لا يمكن لأحد أن يكون متأكدًا" إذا كانت لا تزال تشكل تهديدًا إرهابيًا لبريطانيا، لكنه أصر على السماح لها بالعودة إلى المملكة المتحدة على أي حال.

وخلال تقرير للقناة التلفزيونية البريطانية، التقطت صورة من الخلف لشميما بيغوم وهي ترتدي الجينز وقميصا وقبعة زرقاء أثناء المشي في مخيم للاجئين السوريين حيث تحتجز، وذلك بعد فوزها بقرار صاروخي من جانب قضاة محكمة الاستئناف البريطانية.

وقال المحامي أكونجي إن "نقص التكنولوجيا" في المخيم السوري حيث تعيش بيغوم يعني أنها لا تستطيع القتال بشكل عادل لإعادة جواز سفرها البريطاني.

محاكمة في سوريا
وظهر في برنامج (آي تي في) الإخباري، ماشر جيفورد، تاجر العملات البريطاني السابق الذي سافر إلى سوريا للقتال مع ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية ضد الدولة الإسلامية (داعش)، وقال إن بيغوم يجب أن يواجه المحاكمة في سوريا أو العراق.

وأضاف جيفورد: أنا لا أثق في النظام القانوني البريطاني للحصول على هذا الحق. فقط 1 من كل 10 جهاديين عادوا إلى بريطانيا وجدوا أنفسهم في المحكمة "وخوفي هو أن تعود شميما بيغوم إلى المملكة المتحدة وستخرج في غضون عامين بعد العقوبة. لماذا لا يتم محاكمتهم في سوريا والعراق حيث ارتكبوا هذه الجرائم؟".

يشار إلى إنه كان تم تجريد بيغوم، التي غادرت للانضمام إلى داعش قبل خمس سنوات عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، من جنسيتها البريطانية بعد أن تم العثور عليها، وهي حامل في شهرها التاسع، في مخيم للاجئين السوريين في فبراير من العام الماضي، وقد تم تصويرها في السابق وهي ترتدي البرقع الأسود.

استئناف عادل
لكنها فازت يوم الخميس بالطعن القانوني لإسقاط جنسيتها، بعد أن حكم القضاة أنها لم تحصل على استئناف "عادل وفعال". وقالوا إنه يجب السماح لها بالعودة إلى جلسة استماع جديدة في محاولة لإلغاء قرار وزارة الداخلية.

ورد مقر 10 داونينغ ستريت على القرار بالقول إنه شعر "بخيبة أمل شديدة" بسبب الحكم، وقال ساجيد جافيد، وزير الداخلية السابق الذي أشرف على سحب جنسية شميما بيغوم إنه "قلق للغاية".
ويعتقد معظم البريطانيين بأنه عندما تقسم بالولاء لبلد آخر يعلن الحرب على بريطانيا، فإنك تتخلى عن جميع الحقوق والحماية والامتيازات الخاصة بجنسيتك البريطانية.

إلى ذلك، فإن وزارة الداخلية البريطانية، ستقدم أوراقها للمحكمة العليا في غضون أيام، لطلب استئناف قرار عودة شميما بيغوم، وسوف ينظر القضاة في حجج الوزارة ثم يقررون بحلول نهاية شهر يوليو الحالي ما إذا كانوا سيعطون جلسة استماع كاملة حول هذه القضية.

عودة وشيكة
وإذا رفض قضاة المحكمة العليا طلب استئناف وزارة الداخلية في المرحلة الأولى بعد جلسة استماع كاملة للحجج، فمن المحتمل أن تعود بيغوم إلى المملكة المتحدة في غضون ساعات.
يذكر أن لجنة الاستئناف الخاصة بالهجرة، وهي محكمة بريطانية شبه سرية تنظر في قضية الأمن القومي، قررت في وقت سابق من العام الماضي، أن شميما بيغوم لم تصبح عديمة الجنسية من قبل المملكة المتحدة لأنها تستطيع أن تطلب من بنغلاديش الجنسية حيث جنسية والدتها بنغالية.

وقالت مصادر بريطانية، إنه من المحتمل أن تجري المداولات القضائية، حول ما إذا كانت لدى الحكومة البريطانية أسباب شرعية للأمن القومي لمنع بيغوم من العودة إلى المملكة المتحدة.
وسيتم القبض على شميما بيغوم لحظة عودتها من سوريا، حيث ستقوم شرطة سكوتلاند يارد بإجراء تحقيق لتحديد ما إذا كانت قد ارتكبت أي جرائم إرهابية، وما إذا كانت تشكل تهديدًا للأمن القومي البريطاني؟