الخرطوم: قبل سنوات صنفت واشنطن السودان ضمن دول "محور الشر" لكن العلاقات بين الدولتين شهدت تحسنا منذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي عمر البشير العام الماضي.

الجمعة 23 تشرين الأول/أكتوبر 2020 أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسميا شطب اسم السودان من قائمة "الدول الراعية للإرهاب" وأكد أن السودان بصدد تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقال البيت الأبيض إن الحكومة الانتقالية في السودان، أودعت مبلغ 335 مليون دولار في إطار اتفاقية لدفع تعويضات لناجين وأهالي قتلى أميركيين سقطوا في هجمات وقعت عندما كان البشير يوفر ملاذا لتنظيم القاعدة.

فيما يلي أبرز محطات العلاقات المتوترة بين السودان والولايات المتحدة خلال العقود الثلاثة الماضية:

بعد تولي عمر البشير السلطة في انقلاب في حزيران/يونيو 1989 بدعم من الإسلاميين، أصبحت السودان ملاذا للجهاديين ومن بينهم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

واستقبل السودان أيضا إيليش راميريز سانشيز، المعروف بكارلوس، أحد أكثر المطلوبين في العالم لضلوعه في الإرهاب الدولي في السبعينات والثمانينات الماضية.

عام 1993: الولايات المتحدة تدرج السودان على قائمة "الدول الراعية للإرهاب".

عام 1994: اعتقال كارلوس في الخرطوم على يد عناصر فرنسيين من جهاز مكافحة التجسس، بعد عقد السودان صفقة سرية مع الولايات المتحدة وفرنسا.

عام 1996: واشنطن تغلق سفارتها في الخرطوم إثر فرض عقوبات دولية على السودان.

يلي ذلك حظر اقتصادي.

عام 1998: الولايات المتحدة تقصف منشأة لتصنيع الأدوية في الخرطوم ردا على هجمات شنها تنظيم القاعدة على سفارتيها في كينيا وتنزانيا.

واشنطن تعلن أن المنشأة مرتبطة بانتاج أسلحة كيميائية وهو ما ينفيه السودان بشدة.

عام 2001: الخرطوم تستنكر هجمات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة وتؤكد دعمها الحرب على الإرهاب.

عام 2003: إحراق أعلام أميركية وبريطانية في الخرطوم خلال تظاهرات للتنديد بالغزو الأميركي للعراق.

في العام التالي، تعمد حشود على إحراق دمى تمثل الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، بعد قيام إسرائيل باغتيال الزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين.

حزيران/يونيو 2004: وزير الخارجية الأميركي كولن باول يصبح أكبر مسؤول أميركي كبير يزور السودان منذ 1978، لمحادثات حول النزاع في إقليم دارفور غربي البلاد، والذي يصفه ب"الإبادة".

يتواصل التقارب مع زيارة خلفه كوندوليزا رايس في العام التالي.

العامان 2006-2007: تشديد العقوبات الأميركية.

عام 2008: مقتل دبلوماسي أميركي وسائقه في إطلاق نار في الخرطوم. الحكم على أربعة إسلاميين بالإعدام على خلفية الهجوم.

2009: الخرطوم تأمل في "تغيير حقيقي" مع وصول الرئيس باراك أوباما. لكنه ينتهج سياسة العصا والجزرة.

عام 2010: تمديد العقوبات الأميركية.

كانون الثاني/يناير 2011: الولايات المتحدة تقول إنها على استعداد لتطبيع العلاقات في حال انفصال جنوب السودان ذي الغالبية المسيحية، بشكل سلمي.

تموز/يوليو 2011: تعترف كل من واشنطن والخرطوم بدولة جنوب السودان في يوم استقلالها.

أيلول/سبتمبر 2011: الخرطوم تطالب بإزالتها عن قائمة الإرهاب، لكن الولايات المتحدة تقول إن أعمال العنف في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان يجب أن تتوقف.

آذار/مارس 2012: واشنطن تحض السودان على السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى جنوب كردفان، ونجم هوليود جورج كلوني يتهم الخرطوم بجرائم ضد الإنسانية.

آب/اغسطس 2012: بعد اشتباكات بين السودان ودولة جنوب السودان في مناطق حدودية غنية بالنفط تحض وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الطرفين على وقف أعمال العنف.

عام 2013: واشنطن تعتبر طلب البشير تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة لحضور جمعية الأمم المتحدة "مستهجن". فالبشير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية للرد على اتهامات بالمسؤولية عن جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وابادة في دارفور.

عام 2014: الولايات المتحدة تدين الفظائع المرتكبة من ميليشيات موالية للحكومة في دارفور والضربات الجوية على مدنيين في النيل الازرق وجنوب كردفان.

تشرين الأول/أكتوبر 2017: الولايات المتحدة تعلن رفع حظر تجاري استمر 20 عاما على السودان لكن تبقي الخرطوم على قائمة الإرهاب.

نيسان/أبريل 2019: واشنطن ترحب بسقوط البشير الذي يعتقله الجيش بعد أربعة أشهر من احتجاجات شعبية.

كانون الأول/ديسمبر: وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يعلن إيفاد سفير أميركي إلى الخرطوم للمرة الأولى منذ 23 عاما.

يشطب اسم السودان أيضا من قائمة "دول تثير قلقا خاصا" حول حرية الأديان.

شباط/فبراير 2020: السودان يوافق على دفع تعويضات لعائلات 17 من البحارة الأميركيين الذين قتلوا في هجوم شنه تنظيم القاعدة على المدمرة الأميركية يو اس اس كول في 2000.

يعلن السودان عن قرب التوصل لاتفاق مماثل لأقارب الذين قتلوا في تفجيري السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998.

اتهمت الولايات المتحدة السودان بدعم المسلحين الذين نفذوا الهجمات، لكن فيما تنفي الخرطوم أي ضلوع لها، فإنّها توافق على دفع تعويضات إذا شطبت واشنطن اسمها من قائمة الإرهاب.

يتلقى رئيس المجلس السيادي الانتقالي في السودان الفريق عبد الفتاح البرهان، دعوة إلى واشنطن. في نفس الشهر يلتقي البرهان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في أوغندا.

تشرين الأول/أكتوبر 2020: ترامب يعلن شطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ويؤكد أن السودان بصدد تطبيع العلاقات مع إسرائيل.