تباحث وزير الدفاع العراقي جمعة عناد في طهران مع كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين الإيرانيين، لتوقيع اتفاق تعاون عسكري بين البلدين، وتعزيز أمن الحدود المشتركة.

إيلاف من لندن: بدأ وزير الدفاع العراقي جمعة عناد في طهران الأحد مباحثات مع كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين الإيرانيين، تستهدف توقيع اتفاق تعاون عسكري بين البلدين، وتعزيز أمن الحدود المشتركة، فيما أشار مسؤولون عسكريون إيرانيون إلى أن دعم بلادهم للعراق هو الذي انهى احتلال داعش لمدنه.

خلال اجتماع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني مع وزير الدفاع العراقي عناد، اكد أن إيران ستتصدى بحزم لأي عنصر من عناصر انعدام الأمن التي ترمي إلى تعكير صفو السلام وزعزعة أمن الشعبين الإيراني والعراق.

جيد وفعال

ووصف التعاون الدفاعي والأمني بين إيران والعراق في مكافحة الإرهاب المنظم بالجيد والفعال في مواجهة أميركا وحلفائها. كما نقلت عنه وسائل اعلام إيرانية تابعتها "إيلاف" تنويهه بالدعم الذي قدمته إيران لتحرير المدن العراقية من احتلال داعش، مشددًا على ضرورة رفع مستوى التعاونين الأمني والعسكري بين البلدين إلى مستويات استراتيجية.

أوضح شمخاني أن أحد أهداف أميركا المعلنة عن وجودها في منطقة غرب آسيا هو خلق الفتنة والصراع بين دول المنطقة، مؤكدًا ضرورة توخي جميع دول المنطقة اليقظة، لمواجهة هذه المؤامرة الشريرة.

واشار إلى الأهمية القصوى لأمن حدود البلدين قائلًا إن إيران ستتصدى بحزم لأي عنصر من عناصر زعزعة الأمن والذي يريد استهداف استقرار شعبي البلدين، مشيدًا بقرار البرلمان العراقي من أجل إخراج القوات الأميركية من العراق، معتبرًا أن أحد أهم مقومات إحلال السلام في المنطقة هو الانسحاب الكامل للقوات الأميركية.

ونوه شمخاني بأنه لا يمكن دولة ثالثة أن تؤثر على العلاقات بين البلدين.

بدوره، ثمن وزير الدفاع العراقي دعم إيران لبلاده ومساعدتها الشاملة في القضاء على الإرهاب، وشدد على ضرورة تعزيز العلاقات الإيرانية – العراقية، خصوصًا في المجالين العسكري والأمني.

وثيقة تعاون عسكري

خلال اجتماع رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري مع وزير الدفاع العراقي جمعة عناد، بحثا سبل تعزيز العلاقات الدفاعية والعسكرية بين طهران وبغداد.

أشار اللواء باقري في تصريحات عقب الاجتماع "إلى العلاقات الواسعة والمشتركات التاريخية للبلدين"، وقال: "زار إيران وزير الدفاع وقادة القوات البحرية والجوية والدفاع الجوي وبعض القادة العراقيين الآخرين وناقشوا كيفية تطوير وترسيخ التعاون الدفاعي والعسكري بين البدين".

وأوضح اللواء باقري أنه ناقش مع الوزير العراقي القضايا المتعلقة بالصناعة الدفاعية وأمن الحدود المشتركة فضلًا عن القضايا المتعلقة بالتعاون وتبادل الخبرات والتدريبات العسكرية المشتركة.

قال: "أن العراق واجه عدة مؤامرات في السنوات الأخيرة ومنها قضية داعش، ووقف المقاتلون والمستشارون الإيرانيون إلى جانب المقاتلين العراقيين وقدمنا شهداء غالين في هذا الطريق، ومنهم الشهيد العظيم الحاج قاسم سليماني والآن يحاول الأميركيون إعادة نشر الإرهابيين في المنطقة وهذا التعاون الثنائي سيوفر أمنا أفضل للعراق".

وكشف عن اعداد البلدين وثيقة تعاون عسكري هي في مراحلها النهائية، وسيتم التوقيع عليها قريبًا، لافتًا إلى أن إيران تتعاون حاليًا مع العراق في المجالات التدريبية والعملاتية والاستشارية.

تعزيز قدرات العراق

وكان وزير الدفاع العراقي قد اجتمع السبت مع نظيره الإيراني أمير حاتمي الذي أكد أن إيران على استعداد لتعزيز قدرات العراق الدفاعية.

وقال إن وزارته وبما تمتلكه من قدرات وبنيته تحتية كبيرة مستعدة لتلبية احتياجات القوات المسلحة العراقية وتعزيز قدراتها الدفاعية، مشيرًا إلى التعاون المتميز على صعيد إرساء الأمن في المنطقة ومكافحة الإرهاب بين البلدين، ومضيفا أن إيران تعتبر هذا التعاون أنموذجًا جيدًا وبنّاءً.

ولفت إلى "أن تنمية العراق وتطوّره أمر ضروري لإرساء الاستقرار والأمن في هذا البلد ونحن مستعدون للمشاركة في إعادة إعمار العراق وتنميته".

وكان وزير الدفاع العراقي قد وصل طهران السبت على رأس وفد عسكري رفيع المستوى تلبية لدعوة رسمية من نظيره الإيراني العميد حاتمي في اطار تعزيز التعاون الامني والتوقيع على اتفاقية دفاعية وعسكرية بين البلدين.