إيلاف من لندن: اتفق ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في اجتماع مرئي عن بعد الثلاثاء على عدة مسارات تهدف الى تعزيز وتطويرعلاقات بلديهما سياسا وامنيا وتجاريا واستثماريا وسياحيا اذ تم الاتفاق على العديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في ميادين الطاقة والصناعات التحويلية والزراعة والتعليم والشباب والرياضة والنقل والمنافذ الحدودية والموانئ.

وناقش الامير محمد بن سلمان والكاظمي اعمال الدورة الرابعة لمجلس التنسيق السعودي العراقي التي اختتمت في بغداد اليوم وما تمخضت عنه الدورات الثلاث السابقة من اتفاقيات ومذكرات تفاهم تصب في تعزيز العلاقات بين البلدين واعتماد نتائج أعمال المجلس في دورته الرابعة وما توصلت إليه اللجان المنبثقة منه.

وقال الديوان الملكي السعودي في بيان صحافي بثته وكالة الانباء السعودية وتابعته "إيلاف": "انطلاقاً من الروابط والوشائج الأخوية الراسخة والتاريخية التي تجمع بين المملكة العربية السعودية وجمهورية العراق، وبين شعبيهما الشقيقين وتعزيزاً للعلاقات المتميزة بينهما، تم عقد اجتماع مرئي عن بعد بين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، ورئيس مجلس الوزراء في جمهورية العراق مصطفى الكاظمي حضره من الجانب السعودي وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان ووزير التجارة رئيس الجانب السعودي في مجلس التنسيق السعودي العراقي الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي..فيما حضره من الجانب العراقي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية الدكتور علي عبد الأمير علاوي رئيس الجانب العراقي في مجلس التنسيق السعودي العراقي ووزير الخارجية فؤاد محمد حسين ووزير التخطيط الدكتور خالد بتال".

تعزيز العلاقات

أكد الامير محمد والكاظمي على عزم البلدين تعزيز العلاقات بينهما في كافة المجالات واستعرضا أعمال الدورة الرابعة لمجلس التنسيق السعودي العراقي وما تمخضت عنه الدورات الثلاث السابقة من اتفاقيات ومذكرات تفاهم تصب في تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين اواعتمدا نتائج أعمال المجلس في دورته الرابعة وما توصلت إليه اللجان المنبثقة منه (لجنة الطاقة والصناعات التحويلية، اللجنة السياسية والأمنية والعسكرية، اللجنة الثقافية والإعلامية والشؤون الإسلامية، لجنة الزراعة، اللجنة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية والإغاثية، لجنة التعليم والشباب والرياضة، لجنة النقل والمنافذ الحدودية والموانئ، اللجنة المالية والمصرفية) وذلك على النحو الآتي:

- التأكيد على أهمية توسيع آفاق التعاون الثنائي وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين في المجالات المختلفة ولاسيما السياسية والأمنية والتجارية والاستثمارية والسياحية، والبناء على ما سبق وأن تحقق من نتائج إيجابية في الزيارات المتبادلة بين البلدين خلال الفترة الماضية.

- أكد الجانبان على أهمية التعاون في مجالات الطاقة وتبادل الخبرات وتنسيق المواقف في المجال النفطي ضمن نطاق عمل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) (أوبك بلس) والالتزام الكامل بكافة القرارات التي تم الاتفاق عليها، وبما يضمن التوصل إلى أسعار نفط عادلة ومناسبة للمصدرين والمستهلكين على حد سواء في سوق النفط العالمية. كما جددت جمهورية العراق دعوتها للشركات السعودية للاستثمار في الفرص الواعدة في العراق وفي مختلف المجالات.

- استمرار التعاون المشترك في مواجهة خطر التطرف والإرهاب بوصفهما تهديدا وجودياً لدول المنطقة والعالم، واتفقا على استمرار دعم جهود العراق بالتعاون مع التحالف الدولي للتصدي للإرهاب والتطرف، كما أكد الجانبان على أهمية التعاون في تأمين الحدود بين البلدين الشقيقين.

- تكثيف التعاون وتبادل وجهات النظر بخصوص المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وضرورة إبعاد المنطقة عن التوترات والسعي لإرساء الأمن المستدام. واتفقا على استمرار التواصل والزيارات المتبادلة استكمالاً للمشاورات الثنائية على أعلى المستويات، لتوسيع ومتابعة مجالات التعاون المشترك وبما يخدم مصالح البلدين الشقيقين.

- تعزيز التنسيق في مجال الدعم والتأييد المتبادل في إطار الدبلوماسية المتعددة الأطراف ولاسيما للمناصب والوظائف في المنظمات الدولية.

- ثمنت جمهورية العراق مشاركة المملكة العربية السعودية في مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق الذي عقد خلال المدة 12-14 شباط 2018 وتعهداتها ومساهمتها فيه، وجرى الاتفاق على السبل الكفيلة للاستفادة من مخرجات هذا المؤتمر بخصوص الوعود والتسهيلات الائتمانية المالية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية.

- الاتفاق على افتتاح منفذ جديدة عرعر الحدودي والذي سيتم تدشينه وتشغيله بعد (7) أيام كما سيتم تدشين وبدء أعمال الملحقية التجارية السعودية في بغداد قريبا.

- اتفق الجانبان على خطة العمل المشتركة لبدء العمل بها والسعي لبدء تطبيق بنود اتفاقية منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى بشكل ثنائي بين البلدين الشقيقين، وتشكيل مجلس الأعمال المشترك بين البلدين.

- قدم العراق الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة لمبادرتها في مشروع (هدية خادم الحرمين الشريفين للشعب العراقي) ببناء ملعب رياضي في العراق وجارى الاتفاق على وضع الأسس للبدء بالمشروع، كما ثمن العراق استجابة المملكة للتعاون بين وزارتي الصحة في كلا البلدين في مجال مكافحة جائحة كورونا ودعم العراق بتزويده بالمستلزمات الطبية الضرورية لمواجهة هذه الأزمة.

في ختام اللقاء ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء العراقي على أهمية تعزيز العلاقات التي تربط الشعبين في المجالات كافة والمضي بها قدماً لتتناسب مع طموحات ورؤى قيادتي البلدين بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز أمن واستقرار المنطقة، ويدفع بعجلة التنمية لما يعود بالنفع على الشعبين ويحقق رفاهيتهما.

مؤتمر صحافي مشترك

خلال مؤتمر صحافي مشترك عبر دائرة تلفزيونية مشتركة عقب مباحثات الامير محمد والكاظمي فقد اكد وزيرا خارجية العراق فؤاد حسين ونظيره السعودي الامير فيصل بن فرحان على اهمية علاقات بلديهما لامن واستقرار المنطقة.

وقال الوزير السعودي أن العلاقة مع العراق مهمة واستثمارات بلده لن تركز على منطقة معينة مشيرا الى ان علاقة السعودية مع العراق مهمة لاستقرار المنطقة.

أضاف أن "استثماراتنا في العراق ستكون مميزة ولن تركز على منطقة معينة وكذلك سنسمح بزيارة مستثمرين عراقيين للبحث عن استثمارات في بلادنا".

واشار الى ان السعودية تواصل التعاون الأمني مع العراق خاصة في مكافحة الإرهاب والتطرف .. منوها الى ان هذا التعاون قائم وممتاز معتبرا افتتاح منفذ عرعر الاسبوع المقبل خطوة أولى لتوسيع العلاقات التجارية بين البلدين.

ومن جهته اشار الوزير العراقي الى أن الاجتماعات في بغداد مع الجانب السعودي كانت مثمرة وستصب بمصلحة مواطني البلدين.

واكد أن "العراق يرغب في الاستفادة من تجربة السعودية في مكافحة الإرهاب .. منوها الى ان العراق والسعودية سيتعاونان في مجال مكافحة الارهاب أمنياً وفكرياً".

وجاءت هذه التطورات في ختام اجتماعات اللجنة الرابعة لمجلس التنسيق الاعلى العراقي السعودي بدورته الرابعة في بغداد التي شهدت على مدى الايام الثلاثة الماضية اجتماعات مكثفة واسعة بين البلدين تمخضت عن الاتفاق على العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين البلدين في مختلف المجالات.