إيلاف من لندن: في محاولة لاستعادة دوره على الساحة العراقية بعد تراجعه وتياره السياسي شعبيًا، طالب مقتدى الصدر القوى الشيعية بالعمل على ترميم بيتها تحت شعارات طائفية حيث استثنى القوى السنية والكردية الاخرى من دعوته لميثاقين عقائدي وسياسي.

وقال الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي تويتر مساء الاربعاء وتابعتها "ايلاف" انه من المصلحة الملحة الاسراع بترميم البيت الشيعي لكتابة ميثاقين "عقائدي وسياسي".

كما طالب القوى الشيعية بالاستجابه لطلبه لمواجهة المتظاهرين الذين وصفهم بصبيان لا وعي لهم يعتدون على الله ويسيئون إلى المذهب الشيعي من دون تسميته، متناسيًا أن الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي انطلقت في الاول من اكتوبر 2019 اندلعت في العاصمة و9 محافظات وسطى وجنوبية، أغلبية أبنائها الساحقة من الشيعة.

وقال الصدر في نص تغريدته: "في خضم التعدي الواضح والوقح ضد (الله) ودينه ورسوله واوليائه من قبل ثلة صبيان لاوعي لهم ولا ورع تحاول من خلاله تشويه سمعة الثوار والاصلاح والدين والمذهب.. مدعومة من قوى الشر الخارجية ومن بعض الشخصيات في الداخل.. أجد من المصلحة الملحة الاسراع بترميم البيت الشيعي من خلال اجتماعات مكثفة لكتابة ميثاق شرف عقائدي وآخر سياسي نرفع فيه راية : لا اله الا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، بمنهج اصلاحي وحدوي نزيه بلا فساد ولا تبعيين، فهل من مجيب".

من جهتها، اعتبرت مصادر عراقية مطلعة على تطورات الاوضاع السياسية في البلاد دعوة الصدر هذه محاولة لخوض الانتخابات المبكرة المنتظرة في 6 يونيو المقبل بمشاركة قوى اخرى شيعية يستند اليها خوفًا من خسارة تياره الواسعة لعدد كبير من مقاعد البرلمان الذي يحوز على 56 منها حاليًا من المجموع الكلي لعدد النواب البالغ 329 نائبًا.

أشارت الى ان القوى الشيعية التي دعاها الصدر لتوقيع الميثاقين ليست على علاقة ود مع الصدر، وقد تحفظت على قتل واصابة أنصاره للعشرات من شباب التظاهرات في مدينتي النجف في 5 فبراير الماضي، والناصرية في 27 من الشهر الماضي.

وعن وصفه شباب الاحتجاجات بالصبيان الذين لا وعي لهم واتهامه لهم بالتعدي على الله، اشارت المصادر الى ان الأغلبية العظمى من الناشطين هم من المثقفين وطلبة الجامعات ورافضي فساد الطبقة الحاكمة، مؤكدين انه في خلال اكثر من عام من التظاهرات، لم يتم رصد اي شعارات او اعتداءات على الذات الإلهية او على الدين او المذهب الشيعي حيث ان الأغلبية الساحقة من المشاركين فيها هم من ابناء المكون الشيعي.

لاحظت المصادر ان وصف الصدر نفسه بالامامي الاثني عشري يثير حساسيات طائفية في وقت تجاهل فيه المكونين الاخرين في البلاد السني والكردي من دعوته للميثاقين.

يشار الى ان الصدر عرف بمواقفه المتقلبة من تظاهرات الاحتجاج خلال عام من انطلاقها فقد كان مؤيدا لها في البداية ثم سعى الى احتواء مطالبها وشعاراتها الوطنية تحت شعار "نريد وطنًا". لكن رفض المتظاهرين إصباغ صفة حزبية على نشاطهم دفعه الى مهاجمتهم في بياناته وتغريداته ونعتهم بابشع الصفات كما وجه انصاره الى مضايقتهم ثم الاعتداء عليهم بالرصاص الحي ما اثار غضبا شعبيا واسعا ضده بدأ يحاول تداركه بطرح مشاريع يسعى من خلالها لإثبات دوره "المؤثر" في الساحة السياسية العراقية.