أعلنت الصين أنها ابتداء من الأحد المقبل، لن تعترف بجواز السفر الوطني البريطاني الخارجي الذي يحمله مواطنو إقليم هونغ كونغ.

وجاء إعلان الصين بعد إعلان بريطانيا أنه وابتداء من فبراير/شباط المقبل سيكون في مقدور حاملي هذا الجواز، والمؤهلين، أن يعيشوا ويدرسوا ويعملوا في المملكة المتحدة.

وقالت الخارجية الصينية إن لندن تسعى لتحويل عدد كبير من مواطني هونغ كونغ إلى "مواطنين بريطانيين من الدرجة الثانية".

وتقول بريطانيا إن هذه الخطوة من جانبها تأتي في إطار الردّ على فرْض بكين قانونا أمنيا في هونغ كونغ العام الماضي ينتهك حقوقا ديمقراطية نصّت عليها معاهدة عاد بموجبها الإقليم إلى الصين عام 1997.

وتتوقع بريطانيا استقبال نحو 300 ألف من مواطني هونغ كونغ، مستخدمين تأشيرات سفر جديدة يبدأ سريانها يوم الأحد المقبل.

وسيتمكن مواطنو هونغ كونغ الذين يحملون جواز السفر الوطني البريطاني الخارجي (الخاص بمواطني أقاليم ما وراء البحار البريطانية) ومَن يعولونهم، من التقدم بطلب للحصول على تأشيرة السفر الجديدة عبر تطبيق متاح على الهواتف الذكية.

وسُمح بالفعل لنحو سبعة آلاف من مواطني هونغ كونغ بالإقامة في المملكة المتحدة منذ يوليو/تموز، بحسب وزارة الداخلية البريطانية.

في المقابل، أعلنت الصين أنها ابتداء من 31 يناير/كانون الثاني الجاري لن تعترف بجواز السفر الوطني البريطاني الخارجي كوثيقة سفر، ولا حتى للتحقق من هوية حامله.

وقالت الصين إنها تحتفظ بحق الرد عبر مزيد من التدابير. وسبق أن حذرت بكين المملكة المتحدة من التدخل في "شؤون داخلية".

وأعلنت بريطانيا عن هذه التأشيرات الجديدة في يوليو/تموز بعد فرض الصين قانونا أمنيا جديدا في هونغ كونغ.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن خطوة بلاده جاءت لتأكيد "علاقات تاريخية وصداقة عميقة" مع المستعمرة البريطانية السابقة.

بوريس جونسون: بريطانيا ستغير قواعد الهجرة بسبب قانون صيني

وقد استعادت الصين السيطرة على هونغ كونغ، المستعمرة البريطانية السابقة، من التاج البريطاني عام 1997.

وسيتمكن الحاصلون على هذه التأشيرة الجديدة من التقدم بطلب للحصول على إقامة بعد خمس سنوات ثم الجنسية البريطانية بعد 12 شهرا إضافية.

ومُنحت جوازات السفر الوطنية البريطانية الخارجية لكل مواطني هونغ كونغ المولودين قبل استعادة الصين للإقليم عام 1997، وفيما تسمح هذه الجوازات لحامليها ببعض الحماية من قبل الخدمة الخارجية في المملكة المتحدة، فهي لا تمنح حاليا لهؤلاء الحق في الإقامة أو العمل في بريطانيا.

جواز سفر بريطاني
Reuters
مُنحت جوازات السفر الوطنية البريطانية الخارجية لكل المواطنين المولودين قبل استعادة الصين السيادة على هونغ كونغ عام 1997

ويُعدّ نحو 2.9 مليون مواطن من هونغ كونغ مؤهلا للانتقال إلى المملكة المتحدة، ومعهم نحو 2.3 مليون ممن يعولون. لكن الحكومة البريطانية تتوقع إقدام نحو 300 ألف من هؤلاء على الاستفادة من العرض في السنوات الخمس الأولى.

وسمحت السلطات البريطانية من منطلق إنساني لسبعة آلاف من هونغ كونغ كانوا قد وفدوا إلى المملكة المتحدة قبل سبعة أشهر بالإقامة قبل بدء سريان نظام التأشيرة الجديدة.

وقال جونسون: "فخور للغاية بفتح هذا الباب أمام أبناء هونغ كونغ الحاملين لجواز السفر الوطني البريطاني الخارجي لكي يعيشوا ويعملوا ويجدوا لأنفسهم وطنا في بلادنا".

على الجانب الآخر، وصف المتحدث باسم الخارجية الصينية زهاو ليجيان، الخطوة البريطانية بأنها انتهاك لسيادة الصين وتدخل سافر في هونغ كونغ وشؤون داخلية صينية.

ونقلت وسائل إعلام حكومية صينية عن زهاو قوله: "البريطانيون يتناسون حقيقة عودة هونغ كونغ للصين قبل 24 عاما".

وتبلغ قيمة رسوم التأشيرة الجديدة للبقاء خمس سنوات في المملكة المتحدة حوالي 342 دولار أمريكي للشخص.

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل إن هذه الخطوة تستهدف تأمين المقبلين عليها من مخاوف استهدافهم من قِبَل السلطات.

قانون الأمن في هونغ كونغ: الصين تقر التشريع المثير للجدل

وبموجب مبدأ "بلد واحد، ونظامان" تتمتع هونغ كونغ منذ إعادتها إلى الصين في 1997 وحتى 2047، ببعض الحقوق التي لا تعرفها مناطق أخرى في الصين، خصوصا حرية التعبير ونظام قضائي مستقل.

لكن المملكة المتحدة ترى أن الاتفاقية المبرمة مع الصين عام 1984 بشأن هونغ كونغ باتت مهددة بعد إعلان بكين عن قانون أمني جديد في يونيو/حزيران الماضي يخوّل الصين إحكام قبضتها على شعب الإقليم.

وتقول الصين إن القانون ضروري للحيلولة دون تكرار المظاهرات التي شهدها الإقليم عام 2019. غير أن القانون أثار قلقا في هونغ كونغ وخارجه. ويقول منتقدون إن القانون الصيني الجديد يحرم الإقليم من حريات يحظى بها كونه يتمتع بحكم شبه ذاتي.