ماكاسار: قالت الشرطة إنّ أحد منفذي الهجوم الانتحاري الذي استهدف كاتدرائية في مدينة ماكاسار شرق اندونيسيا ينتمي لجماعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية سبق وهاجمت ثلاث كنائس في الارخبيل الآسيوي وكذلك في الفيليبين المجاورة.

وقال رئيس الشرطة الوطنية ليستيو سيغيت برابوو للصحافيين إنّه "عضو بجماعة انصار الدولة المتطرفة"، التي أوضح أنها "جزء أو مرتبطة بجماعة نفذت عملية في جولو في الفيليبين" في إشارة لهجوم وقع في 2019.

وأصيب 14 شخصا على الأقل بجروح في الهجوم الانتحاري. وإثر هذا الانفجار القوي الذي وقع قرابة الساعة 10,30 (3,30 ت غ)، كانت أشلاء بشرية منتشرة خارج حرم الكاتدرائية الواقعة في إقليم سيولايسي الجنوبي.

دان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو "بشدة هذا الهجوم الإرهابي". وقال إن "الإرهاب جريمة ضد الإنسانية"، مضيفا "أدعو الجميع لمكافحة الإرهاب والتطرف المناقضين للقيم الدينيّة".

وأعلنت الشرطة أن 14 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح بدون إعطاء توضيحات حول وضعهم الصحي.

وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية أرغو يوونو "كان هناك شخصان على دراجة نارية حين حصل الانفجار عند المدخل الرئيسي للكنيسة، وكان المنفذان يحاولان الدخول الى حرم الكنيسة".

وأضاف "لقد دمرت الدراجة النارية وكان هناك اشلاء، لا نزال نجمع الأدلة ونحاول تحديد جنس المنفذين".

وكانت شرطة إقليم سيلاويسي الجنوبي وعاصمته ماكاسار أعلنت في وقت سابق أن انتحاريا على الأقل قتل. ولم تؤكد الشرطة الوطنية هذه المعلومات.

من جهته قال محمد رمضان رئيس بلدية هذه المدينة الساحلية التي تعد 1,5 مليون نسمة "هناك الكثير من الاشلاء البشرية قرب الكنيسة وفي الشارع أيضا".

تحدث شاهد عيان عن انفجار "قوي جدا".

وقال شاهد آخر "كان هناك عدة جرحى في الشارع. لقد ساعدت امرأة مصابة ومضرجة بالدماء"، مشيرا إلى أن "حفيدها أصيب أيضا".

أعلنت الشرطة أن عنصر أمن حاول منع الدراجة النارية من دخول حرم كاتدرائية قلب يسوع الأقدس مقر أبرشية ماكاسار قبل الانفجار الذي وقع بعد القداس.

يحتفل المسيحيون من الطوائف الغربية الأحد بالشعانين قبل بدء أسبوع الآلام وعيد الفصح في نهاية الأسبوع المقبل.

وقال الكاهن ويليموس تولاك للصحافيين "انتهى القداس وكان الناس يهمون بالمغادرة عندما وقع الانفجار".

من جهته، قال البابا فرنسيس إنه يصلّي من أجل جميع ضحايا العنف، و"ولا سيما ضحايا الهجوم الذي وقع صباح اليوم في إندونيسيا أمام كاتدرائية ماكاسار".

وتضررت عدة سيارات قرب الكاتدرائية حيث فرضت الشرطة طوقا أمنيا بحسب مصور وكالة فرانس برس في المكان.

وسبق للكنائس أن كانت هدفا لهجمات متطرفين في إندونيسيا، الدولة الإسلامية الاكثر تعدادا للسكان في العالم.

في مايو 2018 قتل نحو عشرة أشخاص في هجمات انتحارية استهدفت ثلاث كنائس في سورابايا ثاني مدن الأرخبيل، نفذتها عائلة من ستة أشخاص بينهم طفلتان وابنان شابان.

وفي اليوم نفسه قامت عائلة ثانية بتفجير قنبلة في شقة، على ما يبدو عرضا، وفي اليوم التالي ارتكبت عائلة ثالثة هجوما انتحاريا ضد مركز شرطة.

هذه الاعتداءات التي أوقعت 15 قتيلا بمجملها و13 قتيلا من المهاجمين بينهم خمسة أطفال، كانت الأكثر دموية التي يشهدها الارخبيل منذ أكثر من عقد.

والعائلات الثلاث المتطرفة كانت مرتبطة بجماعة انصار الدولة المتطرفة التي تدعم تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى هذه الهجمات.

وباتت تقاليد التسامح في اندونيسيا على المحك في السنوات الأخيرة مع ظهور تيارات إسلامية محافظة أو حتى متشددة. وتعبر الأقليات الدينية، المسيحية وأيضا البوذية والهندوسية عن قلق بشأن التعايش الديني في البلاد.

وقتل أكثر من 200 شخص في العام 2002 في اعتداءات في جزيرة بالي نسبت الى تنظيم الجماعة الاسلامية الاندونيسي.