ايلاف من لندن: اعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي السبت الطائفية كالصهيونية والعنصرية في بث الفرقة وشدد على حاجة بلاده الى الخطاب الديني المعتدل ودعا رجال الدين الى لعب دور مهم في الحوار الوطني الشامل الذي دعا له مؤخرا.
وقال الكاظمي خلال مأدبة افطار اقامها بحضور عدد من رجال الدين من مختلف أطياف الشعب العراقي "أدعو الله سبحانه أن يكون هذا الشهر مدعاة للتقوى والخير والتعاون بين جميع أبناء شعبنا العراقي العظيم" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

وعبر عن سعادته "بلقاء هذه المجموعة من علماء الدين المفكرين الذين لهم دور كبير في بناء هذه الأمة، أحفاد الانبياء والأئمة الأطهار، وأحفاد المدارس الفكرية التي أنجبت خير ما أنجبت للعالم الإسلامي".

واشار الى ان "هناك دور كبير يقوم به علماء الدين في نشر التوعية الصحيحة التي نحن بأمس الحاجة لها، بعد سنين طويلة من الحروب التي نالت الكثير من قيمنا والمبادئ التي تربينا عليها". وقال منوها "ان لعلماء الدين دور كبير في إعادة الوضع الطبيعي للمجتمع العراقي الذي عانى من الظلم والدكتاتورية والفوضى".. وخاطب رجال الدين قائلا "نراهن عليكم كثيرًا ايها السادة، والتأكيد على أهمية دور الدين في المجتمع، الذي يدعو الى القيم التي يحتاجها الفرد والمجتمع وكذلك الدولة بحاجة إليها".

خطاب ديني معتدل

وشدد الكاظمي على الحاجة للخطاب المعتدل الذي ساعد كثيراً في الخلاص من المرحلة الطائفية التي مر بها العراق .. وقال "خطابكم المعتدل هو الذي ساعد على الاستقرار الذي نعيشه اليوم".

ونوه الى ان الطائفية حالها مثل العنصرية، ومثل الصهيونية ،لا فرق، كلها تبني قيمها على العنصرية وبث الفرقة المهم كيف نؤدي دورنا كدولة لتوفير الظروف لرجال الدين من أجل أن يؤدوا دورهم في بناء الجيل الجديد في المجتمع".

واضاف ان "أولوياتنا تبدأ من الإهتمام بالجيل الجديد، وأرى أنها مسؤولية دور العبادة ، كما هي مسؤولية المدرسة والجامعة والدولة والإعلام بشكل عام، واهمية التعاون من أجل بناء قيم المواطنة الصحيحة.. الدين هو ركن أساس في هوية المجتمع العراقي، والإسلام هوية، والدستور احترم الإسلام، واشترط عدم مخالفة ثوابته واحترام مشاعر غالبية الشعب العراقي وعدم المساس برموزه وشعائره".

واكد رئيس الوزراء العراقي بالقول "إننا بأشد الحاجة اليوم الى نشر الأمل والدعوة إليه عن طريق دور العبادة وعن طريق رجال الدين، نحتاج للأمل الذي يصنع المجتمعات ويصنع الأمة والعمل والتكامل لبناء بلدنا".

للمشاركة في الحوار الوطني

وقال "دعوت سابقًا الى حوار وطني بين مختلف أطياف الشعب، لبناء ودعم مستقبل العراق، وعلى رجال الدين ان يكون لهم دور مهم في هذا الحوار، وهذا الشهر الفضيل وأجواؤه الروحانية هو فرصة جيدة لتعزيز جهود هذا المسار".

ونوه الكاظمي في الختام الى ان "شعب العراق شعب عظيم منذ آلاف السنين، قدّم الكثير للعالم والبشرية، وتجاوز الكثير من المحن والمشاكل، وهو قادر اليوم على المضي بخطى ثابتة نحو مستقبل زاهر يستحقه، والحوار الديني ممكن أن يلعب دورًا اساسيا في تجاوز الكثير من آلام الماضي".

وبين أن "الدكتاتورية والإحتلال والطائفية والارهاب تجاوزناها وأصبحت من الماضي، ونتطلع حاليا بثقة الى البناء والعمران".. مشيرا الى ان "العراق يؤدي اليوم دوره التاريخي في تقريب وجهات النظر في المنطقة، وبدأ يستعيد عافيته، وعلينا أن نعمل جميعًا لإعادة هيبة الدولة عن طريق البناء والايمان بأهمية المواطنة والإنتماء للوطن".

واوضح الكاظمي في الختام الى انه "كان لعلماء العراق دورهم البارز في كل ما تم انجازه من تهدئة وبناء وحياة وتكامل اجتماعي مستقر، وقدمتم تضحيات كبرى وقدمتم الشهداء من رجال الدين، واليوم نعوّل عليكم ايضًا في توعية المجتمع والأخذ به نحو الرقي في كل المجالات لاسيما التعليم والصحة".

وكان الكاظمي دعا في التاسع من آذار مارس الماضي القوى السياسية العراقية المختلفة الى حوار وطني شامل يهدف الى الابتعاد عن لغة الخطاب المتشنج والتسقيط السياسي وإلى التهيئة لإنجاح الانتخابات المبكرة ومنح الشعب فرصة الأمل والثقة بالدولة واتفاق على حل جذري للمشكلات المتراكمة بين بغداد وأربيل بما يحفظ وحدة الاراضي العراقية واكد استعداد بلاده للعب دور فعّال في تكريس التهدئة وفتح أبواب الحوار لحل أزمات المنطقة.