ايلاف من لندن: دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي الخميس الى دعم دور بلاده المحوري في نزع فتيل الأزمات في المنطقة وتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة.

واكد الكاظمي الذي وصل الى روما مساء اليوم في ختام زيارته الى بروكسل ان قوات بلاده الامنية تبذل كل الجهود لضمان الأمن الانتخابي لحماية المقترعين والمراقبين الدوليين والصحافيين.

وخلال اجتماعه في العاصمة البلجيكية مع رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي في مقر البرلمان فقد اشار الكاظمي الى تطلع العراق لبناء علاقات متميزة مع جميع دول الإتحاد الأوروبي، وبما يساعد على تجاوز العراق لأزماته، ويدعم الأمن والإستقرار في الشرق الأوسط، فضلاً عن دعم دور العراق المحوري في نزع فتيل الأزمات في المنطقة.

وقال الكاظمي الذي وصل الى العاصمة البلجيكية الثلاثاء الماضي أنه يعوّل على تطوير علاقات البرلمان الأوروبي مع مجلس النواب العراقي، في مجال تبادل الخبرات التشريعية وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان والدفاع عن الأقليات وترسيخ الديمقراطية. واكد إن الحكومة العراقية ماضية في تنفيذ الإصلاحات الإقتصادية وتنويع الإستثمار وإحياء المشاريع المتوقفة، مثلما تسعى الى جذب المستثمرين وتأمين بيئة إستثمارية مُثلى عبر تسهيل كل الإجراءات المتعلقة بالإستثمار.

وبين أن حكومته أحرزت تقدماً مهماً في مكافحة الإرهاب وقلع جذوره، وكذلك حصر السلاح بيدها من خلال دعم القوى الأمنية وإعادة الثقة بينها وبين المجتمع، للتصدي لدورها في مواجهة الارهاب والسلاح المنفلت وعصابات الجريمة.

وشدد رئيس الوزراء العراقي على تطلع حكومته تطلع الحكومة الى الدعم الأوروبي في حشد الجهد الدولي لدعم قضية المقابر الجماعية والمفقودين الذي خلفهم تنظيم داعش من خلال حملات القتل الجماعي المنظم، والعمل المشترك مع الجهات العراقية والدولية ذات العلاقة، .. منوها الى ضرورة دعم الإتحاد الأوروبي لجهود العراق في تأمين إستقرار المناطق المحررة، من خلال تقديم المساعدات الانسانية وتعزيز الاستقرار وإعادة الاعمار.

من جانبه اكد رئيس البرلمان الأوروبي دعم البرلمان لكل الخطوات الحكومية الرامية الى الاصلاح، وكل ما من شأنه ان يعزز الامن والاستقرار في العراق والمنطقة.

دعم الناتو

وخلال اجتماعه مع الممثلين الدائميين لدول حلف شمال الأطلسي في بروكسل فقد اكد الكاظمي ان العراق يقدر عاليًا التعاون مع منظمة حلف شمال الاطلسي الناتو والدول الأعضاء فيها، من أجل دعم إعادة بناء مؤسسات العبراق العسكرية وتعزيز قدرات القوات المسلحة وألاجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب.

واشار الى ان العراق عانى "من الاضطراب السياسي والأمني لأكثر من اربعة عقود، وآخرها هجمة الإرهاب عبر خوارج العصر، تنظيم داعش الإرهابي، الذي لم تشهد المنطقة والعالم مثيلاً لجرائمه في القتل الجماعي وتشريد المدنيين وتدمير المعالم الحضارية والبنى التحيتية".

ونثمن الدور الذي لعبه حلف شمال الاطلسي في المعركة ضد الارهاب منوها الى انه كان شريكاً في توفير الدعم لجهود العراق في دحر تنظيم داعش الارهابي.. وقال "لن ننسى بالتأكيد التضحيات الجسام التي قدمها أبناء القوات الأمنية العراقية من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والبيشمركة والمتطوعين من أبناء العشائر في مختلف مناطق العراق".

الخط الاول

واضاف رئيس الوزراء العراقي ان بلاده كانت ولا تزال هي الخط الأول في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، وقد أكسبت هذه الحرب، بغض النظر عن ضراوتها، القوات الأمنية العراقية خبرة لا يستهان بها على المستوى الإقليمي والدولي.

واشار الى انه "برغم التحديات الأمنية الضخمة، تمكنت قواتنا خلال الفترات الممتدة لما بعد دحر معاقل التنظيم من توجيه ضربات قاصمة وموجعة لحواضنه وملاذاته الآمنة الواحدة تلو الأخرى، ونجحنا في تفكيك شبكاته وخلاياه النائمة المنتشرة في مناطق مختلفة من البلاد".

وقال ان "ما أحرزناه من تقدم على الصعيد الأمني، يدفعنا من خلال الحوار الاستراتيجي الذي بدأناه عام 2020 مع التحالف الدولي الى إيجاد آليات زمنية وفنية لسحب القوات القتالية للتحالف، واستمرار التعاون في كل المجالات خصوصاً التسليح والتأهيل والتدريب والدعم الاستخباري".

واضاف " إننا نسعى الى التعاون مع دول الحلف في استدامة التدريب والعمل وبشكل مستمر على رفع جاهزية قدراتنا العسكرية والأمنية".. منوها بالقول "نتطلع إلى استمرار دول حلف الناتو في تدريب وتأهيل وتجهيز قواتنا المسلحة ودعم الكلّيات العسكرية وتوسيع برامج تدريب الشرطة وتدريب المهارات المتخصصة والفنيين في صنوف الأسلحة الجوية والبحرية لتمكينها من مواجهة الإرهاب".

وقال "نأمل من خلال هذه المساعي الحصول على الخبرات اللازمة لبناء المؤسسات العسكرية بما يساعد في رفع مستوى مهنيتها وكفاءتها مع ضرورة تجهيزها بالمعدات العسكرية اللازمة الحديثة والمتطورة، آملين أن نعزز من جهود اصلاح المنظومة الأمنية وبما يساهم في حفظ امن العراق واستقراره".

وشدد على "إننا في العراق نعتز بالتنوع الديني والمذهبي والقومي لمكونات الشعب العراقي، وقد نجح العراق بلعب دور بناء في تحقيق الأمن والاستقرار ضمن محيطه الإقليمي والدولي، فقد علمتنا الحروب والظروف الصعبة ان الحلول السلمية هي الاساس الذي ممكن ان نؤسس عليه علاقات استراتيجية وايجابية سواء مع دول الجوار، الدول الاقليمية، ودول العالم.العالم".

ودعا الكاظمي الدول الاعضاء في الحلف والمجتمع الدولي "الى استخدام الموارد الأمنية والعسكرية خدمة لتعزيز السلم والاستقرار، وإسناد ايصال المساعدات الانسانية الى المناطق المتضررة جراء الصراعات والحروب، ان الأزمات والحروب لن تخدم السلم والأمن الدوليين".

معالجة تحديات يواجهها الاقتصاد

واوضح الكاظمي ان حكومته قدمت ورقة اصلاحات اقتصادية سميت بالورقة البيضاء، هي خارطة طريق شاملة تهدف إلى إصلاح الاقتصاد العراقي ومعالجة التحديات الخطيرة التي تواجهه .. مشيرا الى التحديات قد تراكمت أمام الإقتصاد العراقي على مدى السنوات الماضية بسب السياسات الخاطئة وسوء الإدارة والفساد وغياب التخطيط بالإضافة إلى الاعتماد شبه الكلّي على النفط كمصدر أساسي لإيرادات الدولة.

وبين ان ورقة الإصلاح البيضاء تهدف الى اعادة التوازن للاقتصاد العراقي، ووضعه على مسار يسمح للدولة باتخاذ الخطوات المناسبة في المستقبل لتطويره الى اقتصاد متنوّع يخلق الفرص للمواطنين لعيش حياة كريمة.

ونوه الى إن الإصلاحات الاقتصادية لا يمكن تحقيقها دون تحقيق نمو اقتصادي، وان العراق ساعٍ الى تشجيع المجتمع الدولي على تعزيز فرص الاستثمار في العراق وبما يضمن تحقيق تنمية مستدامة تساهم في دعم الإصلاح الاقتصادي.

تعهد بانتخابات نزيهة وعادلة

وزاد قائلا " أود أن أشير الى التعهد الذي قطعناه بداية تسنمي لمنصب رئيس الوزراء بإجراء الانتخابات التشريعية ، ونؤكد التزامنا وعبر نقاشات مع جميع القوى السياسية والقوى الشعبية على ضرورة ضمان انتخابات حرّة ونزيهة وعادلة".

وشدد بالقول" إننا نبذل كل الجهود لضمان الأمن الانتخابي عبر خططٍ عسكرية وأمنية نعد لها منذ أشهر، وعبر تدريبات وممارسات تقوم بها المؤسسات الأمنية استعداداً ليوم الانتخابات، الهدف منها حماية المقترعين والمراقبين الدوليين والصحافيين".

واشار الكاظمي الى ان حكومته قد تبنت قانون المفوضية العليا للانتخابات، وسعت إلى إقرار موازنة للمفوضية، كما رحبت بقرار مجلس الأمن الدولي الداعم للانتخابات في العراق بالإضافة إلى دور بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق من خلال تنسيق وجود المراقبين الدوليين لمراقبة الانتخابات".. وقال "وجهنا بتذليل جميع العقبات التي من الممكن ان تواجهها عملية التصويت والمرحلة التي تليها، وحددنا العاشر من شهر تشرين الأول المقبل موعداً لإجراء الانتخابات".

أمن المنطقة من أمن العراق

اضاف إن الإرهاب الذي يدمر المساجد والكنائس والمستشفيات ويقتل الأبرياء في مدن العراق هو ذاته الذي يضرب مدن العالم "لذا يتعين علينا السعي إلى تجنيب العراق أن يكون ساحة للصراعات الإقليمية من جهة أو الدولية من جهة أخرى".

وبين إن أمن العراق واستقراره يتأثر بأمن المنطقة، كما أن أمن المنطقة لا يتحقق إلا بالالتزام بالقرارات الدولية التي تدعو جميع إطراف النزاع إلى التقيد بالشرعية الدولية واحترام حقوق الإنسان وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول وتجنب شن أي عدوان عابر للحدود لأية دولة ذات استقلال وسيادة. مشيرين بهذا الصدد الى رفض العراق بشكل قاطع لأستخدام اراضيه للإعتداء على جيرانه.

وعبر الكاظمي عن التطلع قدما بأن يستمر التعاون في المجالات الحيوية والتدريب العسكري وتدريب الشرطة العسكرية في العراق وبالتشاور مع الحكومة العراقية.. مقدرا مساعدة دول الحلف للعراق في دعم مشاريع البناء والإعمار وتحقيق التنمية الاقتصادية التي تتطلب توفير أمن واستقرار بشكل يضمن للخبراء والفنيين والشركات الشروع باستثماراتهم ضمن ظروف أمنية مثلى، والتي بالتالي سوف تخدم أمن وسلامة واستقرار ومصالح شعوبنا المتطلعة للبناء والإعمار والرخاء والتقدم.

من جانبهم عبر الممثلون الدائميون للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، عن التزام دولهم بدعم العراق، واسناد جهود الحكومة لدعم قدرات الاجهزة الامنية، كما اكدوا تقديرهم للتقدم الذي حققه العراق في مختلف المجالات سياسيا وامنيا واقتصاديا، حيث ابدوا استعدادهم لدعم جهود الحكومة العراقية في تنظيم انتخابات مبكرة نزيهة وعادلة.

وكان الكاظمي قد دعا خلال اجتماعه امس مع رئيسة المفوضية الأوربية اورسولا فون دير لاين بمقر المفوضية فيبروكسل الاتحاد الاوروبي الى رفع اسم بلاده من لائحته للدول عالية الخطورة في غسيل الأموال مشددا على ضرورة تشكيل لجنة للتنسيق بين الطرفين لدعم جهود بغداد في محاربة الفساد واستعادة الاموال المهربة وملاحقتها في الدول الاوروبية.

وقال رئيس الوزراء العراقي في تصريحات له قبيل مغادرته بغداد الى بروكسل ان الزيارة ستركز على تفعيل الاتفاقات التي عقدت بين العراق ودول الاتحاد الاوربي وبما يسهم في تجاوز العراق الأزمة الاقتصادية وتوسيع نطاق الاستثمارات.