القدس: ساد توتر في باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة بعد صدامات بين قوات الأمن الإسرائيلية ومصلين فلسطينيين أعقبت صلاة فجر الأحد قبل دخول عدد من اليهود إلى المكان لإحياء ذكرى خراب الهيكل حسب المعتقد اليهودي.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن "شبانا فلسطينيون كانوا في باحات الحرم القدسي بدأوا في الساعات الأولى من صباح اليوم بإلقاء الحجارة باتجاه قوات الشرطة التي فرقتهم" دون تسجيل إصابات.

القوات الإسرائيلية

في المقابل، ندّدت الأوقاف الإسلامية بـ"استفزازات" و"اعتداءات" قام بها اليهود وقوات الأمن.

وروى المسعف الفلسطيني أحمد ركن الذي تواجد في المسجد للصلاة لوكالة فرانس برس قائلا "أدينا الصلاة بكل هدوء قبل أن تقتحم القوات الإسرائيلية الباحات وتشرّع بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع وتطلق الرصاص المطاطي".

وبحسب ركن الذي يقول إنه بقي محتجزا داخل المصلى القبلي إلى جانب عشرات الشبان بعد أن أغلقت القوات الإسرائيلية بواباته بالسلاسل الحديدية، إنه قدم الإسعاف لنحو "18 حالة أصيبوا بالاختناق بالغاز أو بالرصاص المطاطي".

وكان في الإمكان رؤية انتشار عناصر أمن إسرائيلية في باحات المسجد، وفق صور التقطها صحافيو وكالة فرانس برس.

خراب الهيكل

ويحتفل اليهود اليوم بذكرى خراب الهيكل الذي دمره الرومان دمروه عام 70، ويؤمون جبل الهيكل في هذا اليوم.

في الوقت ذاته، دعا المسلمون إلى الرباط في المسجد في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة قبل عيد الأضحى الثلاثاء.

وقال مكتب العلاقات العامة في دائرة الأوقاف الإسلامية إن "1520 مستوطنا اقتحموا باحات المسجد"، في حين أكد نشطاء في مجموعة "إدارة جبل الهيكل" غير الحكومية الإسرائيلية والتي تشجع زيارات اليهود الى المكان، زيارة 1679 شخصا.

وحذّر مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس والرئاسة الفلسطينية الأحد من "التصعيد والانتهاكات" المستمرة بحق المسجد الأقصى.

ورأى المجلس في بيان أن هذه الانتهاكات "تعبّر عن تطرف وحقد دفين هدفه جر المنطقة إلى حرب دينية".

وقال المجلس إن الشرطة الإسرائيلية سمحت "لمتطرفين يهود باقتحام المسجد وعمل جولات استفزازية وأداء الصلوات والطقوس العلنية داخل باحاته عقب تفريغه من المصلين والاعتداء عليهم وإخراجهم بالقوة".

حرية العبادة

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أوعز "بمواصلة الزيارات المنظمة والآمنة ليهود إلى جبل الهيكل".

وبعد توتر اليوم، أكد في بيان ثان إنه "سيتم الحفاظ على حرية العبادة في الحرم القدسي بشكل كامل للمسلمين أيضا".

وحذرت الرئاسة الفلسطينية من "التصعيد الخطير" في باحات المسجد الأقصى، واعتبرت في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية (وفا) ذلك "تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار(...) محملة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد".

وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل باحات الأقصى الذي تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن.

ودانت وزارة الخارجية الأردنية "استمرار الانتهاكات الإسرائيلية" في المسجد الأقصى.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة ضيف الله الفايز في بيان، إن الوزارة "وجهت اليوم (الأحد) مذكرة احتجاج رسمية طالبت فيها إسرائيل بالكف عن انتهاكاتها واستفزازاتها، واحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني، واحترام حرمة المسجد وحرية المصلين وسلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية".

وعبرت بعثة الاتحاد الاوروبي في الأراضي الفلسطينية عبر حسابها على تويتر عن قلقها من التوترات المستمرة حول الحرم الشريف/جبل الهيكل، داعية إلى "تجنب أعمال التحريض واحترام الوضع الراهن".

ويخشى الفلسطينيون محاولة اسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الاقصى في اي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك الا في اوقات محددة وبدون الصلاة فيه.

وقبل عامين وفي أول أيام عيد الأضحى والذي صادف مع ذكرى خراب الهيكل أيضا، وقعت صدامات بين الشرطة الإسرائيلية ومصلين فلسطينيين أسفرت عن عشرات الجرحى في صفوف الفلسطينيين.

وشهدت باحات المسجد في شهر رمضان احتجاجات عنيفة على خلفية التهديد بإجلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح في القدس لصالح جمعيات استيطانية، وتطورت الاحتجاجات إلى تصعيد دام مع قطاع غزة.