براغ: فاز رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش السبت في الانتخابات التشريعية، لكنّه سيواجه صعوبات في تشكيل تحالفات نيابية تضمن له غالبية في البرلمان، ما يعني أن الحكومة الجديدة قد لا تبصر النور قبل أسابيع، وربما أشهر.

النتائج

وتشير النتائج الجزئية إلى تصدّر حزب بابيش الوسطي "آنو" مع 28 بالمئة من الأصوات، على الرغم من اتّهامات الفساد التي تطاوله وورود اسمه في تحقيق "وثائق باندورا" الأسبوع الماضي.

وحل تحالف "معا" الذي يضم الحزب الديموقراطي المدني اليميني وحزب "توب09" اليميني والاتحاد الديموقراطي المسيحي (وسط) ثانيا مع 27 بالمئة من الأصوات، بعد فرز ما يزيد بقليل عن 90 بالمئة من بطاقات الاقتراع.

وحل تحالف حزب القرصان المناهض للمنظومة الحاكمة مع رؤساء بلديات وسطيين ومستقلين ثالثا مع 15 بالمئة من الأصوات.

وسيكون بإمكان التحالفين تشكيل غالبية في البرلمان المؤلف من 200 نائب، وفق توقّعات التلفزيون التشيكي الذي أفادت تقديراته بأن التحالفين سينالان ما مجموعه 103 مقاعد في المجلس مقابل 75 لحزب "آنو".

ومن بين الشركاء المحتملين لـ"آنو"، حركة الحرية والديموقراطية المباشرة اليمينية القومية المناهضة للمسلمين، بقيادة رجل الأعمال توميو أوكامورا المولود في طوكيو والتي نالت عشرة بالمئة من الأصوات.

ومع فرز الغالبية الساحقة من البطاقات الانتخابية، بلغت نسبة المشاركة 65 بالمئة مقابل 60,84 بالمئة في الانتخابات التشريعية الماضية التي أجريت في العام 2017.

وقطب الصناعات الغذائية والكيميائية والإعلام البالغ من العمر 67 عاما متهم بشبهة اختلاس مساعدات مالية أوروبية وهو ما أثار استياء الاتحاد الأوروبي الذي يأخذ عليه تضارب مصالح بين دوريه كرجل أعمال وسياسي.

"وثائق باندورا"

وفي نهاية الأسبوع الماضي كشف تحقيق "وثائق باندورا" أن بابيش استخدم أموالا من شركاته الخارجية لتمويل شراء عقارات في جنوب فرنسا في 2009، بينها قصر.

ويرى بابيش في هذه الاتهامات حملة تشهير ضده.

واقتصاد تشيكيا العضو في الاتحاد الأوروبي والبالغ عدد سكانها 10,7 ملايين نسمة، في طور التعافي بعدما تباطأت عجلته بسبب جائحة كوفيد-19.

إلا أن الزيادات الأخيرة التي أدخلت على الرواتب التقاعدية ومعاشات الموظفين رفعت عجز المالية العامة.

ويترأس بابيش الذي يحتل المرتبة الخامسة بين أصحاب الثروات في تشيكيا حسب مجلة فوربز، حكومة أقلية مع الاشتراكيين الديموقراطيين، بدعم ضمني من الحزب الشيوعي الذي حكم تشيكوسلوفاكيا السابقة من 1948 إلى 1989.

والسبت فشل الشيوعيون في تخطي الحد الأدنى المؤهل لدخول البرلمان المحدد بخمسة بالمئة من الأصوات، وبالتالي لن يكونوا ممثلين في البرلمان للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.

ويعود إلى الرئيس الموالي لروسيا ميلوش زيمان تعيين رئيس الوزراء الجديد ويمكن لبابيش الاعتماد على حليفه السابق في هذا المجال.

ويرى يوسيف ملينيك، المحلل في جامعة كارلوفا في براغ ملينيك أن رئيس الدولة "سيبذل جهوده القصوى لإبقاء حزبه في السلطة".

لكن زيمان يعاني من مشاكل صحية تفرض عليه ملازمة مقر إقامته، وبحسب وسائل إعلام قد يعيق وضعه الصحي تسمية رئيس للوزراء.