إيلاف من لندن: قرر القضاء العراقي الثلاثاء تأجيل محاكمة المتهم الرئيسي باغتيال الخبير الامني هشام الهاشمي الى العام المقبل من دون توضيحات اسباب التأجيل.. فيما شرعت قوات الامن بالبحث عن اربعة اشخاص بينهم ضابط اختطفهم داعش.

فقد قرر مجلس القضاء الأعلى اليوم تأجيل محاكمة المتهم الرئيسي باغتيال الهاشمي الى 28 شباط فبراير من العام المقبل واوضح مصدر بمحكمة الرصافة في العاصمة العراقية ان المحكمة اجلت الحكم بالدعوى المرفوعة ضد المتهم حيث كان مقررا محاكمته اليوم وهو ضابط شرطة وعضو احدى المليشيات. ويعتقد ان اسباب التأجيل وهو الثالث من نوعه ياتي لاستكمال المعلومات خاصة وان الثلاثة الاخرين المشاركين في الجريمة مازالوا طلقاء.

وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد اعلن منتصف تموز يوليو الماضي عن القبض على قتلة الخبير الامني الاستراتيجي هشام الهاشمي الذي اغتاله مسلحون في السادس من تموز يوليو عام 2020 وقال في تغريدة على "تويتر" تابعتها "ايلاف" انه قد "وعدنا بالقبض على قتلة هشام الهاشمي وأوفينا الوعد وقبل ذلك وضعنا فرق الموت وقتلة أحمد عبد الصمد أمام العدالة وقبضت قواتنا على المئات من المجرمين المتورطين بدم الابرياء". واضاف ان "من حق الجميع الانتقاد، لا نعمل للإعلانات الرخيصة ولا نزايد، بل نقوم بواجبنا ما استطعنا لخدمة شعبنا واحقاق الحق".
واثر ذلك كُشف النقاب عن تهريب "جهات" ثلاثة من قتلة الهاشمي الى خارج البلاد واعتقال رابع مثل امام التحقيق وادلى باعترافات حول تفاصيل ارتكاب الجريمة.

اغتيال الهاشمي

وكان اربعة اشخاص يستقلون دراجتين ناريتين قد ارتكبوا جريمة قتل الهاشمي حيث نفذها اثنان منهم باطلاق النار عليه فيما كان الاخران يراقبان مسرحها امام منزله في منطقة زيونة شرقي بغداد.
والهاشمي مولود في التاسع من مايو أيار عام 1973 وهو مؤرخ وباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية والجماعات المتطرفة والمليشيات المسلحة ومختص بملف تنظيم داعش وانصاره وعادة ما كان يظهر على وسائل الاعلام كاشفا عن الكثير من اسرار هذه الجماعات.

واشارت مصادر عراقية الى ان اغتيال الهاشمي جاء باوامر من كتائب حزب الله الموالية لايران اثر كشفه عن خلية مسلحة عراقية قام بتشكيلها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني السابق قاسم سليماني الذي قتل في غارة جوية اميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع العام الحالي.
وجاءت عملية الاغتيال بعد ايام من تلقي الهاشمي تهديدات من قياديين في كتائب حزب الله العراقي الموالية لايران حيث توعده القيادي في الكتائب أبو علي العسكري قائلاً "سوف أقتلك في منزلك" بعد ان انتقد الهاشمي العسكري واسمه الحقيقي هو "حسين مؤنس" باعتباره مسؤولاً عن "أزمات سياسية بين مؤسسات الدولة العراقية الرسمية وخلايا وشبكات اللا دولة المسيطرة على الدولة العراقية".
وأثارت حادثة الاغتيال ردود أفعال غاضبة في داخل البلاد وكذلك على المستويين الاقليمي والدولي وطالبت تلك الجهات السلطات العراقية بالكشف عن الجهات المنفذة للجريمة.


أحمد حمدي الكناني المتهم الرئيسي بجريمة اغتيال الخبير الامني هشام الهاشمي (تويتر)


اعترافات

وبحسب اعترافات المتهم الرئيسي بقتل الهاشمي وهو احمد حمداوي عويد الكناني التي بثتها قناة العراقية الرسمية فانه من مواليد عام 1985وينتمي إلى مجموعة خارجة عن القانون دون ذكر اسمها وهي تسمية تطلق على المليشيات الموالية لايران.
واشار الى انه "تعين في سلك الشرطة في عام 2007 ويعمل ضابط شرطة برتبة ملازم أول في وزارة الداخلية" وقال "تجمعنا في منطقة البو عيثة وذهبنا بدراجتين وعجلة نوع كورلا لتنفيذ عملية الاغتيال".

وكان تقرير لبعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي"، قد وثق العام الماضي 48 حادثة أو محاولة اغتيال منذ الأول من تشرين الأول 2019 إلى 15 أيار عام 2020 . واشار الى أن هناك ما لا يقل عن 20 متظاهرا ممن اختطفتهم "عناصر مسلحة مجهولة الهوية" مفقودين من دون معرفة مكانهم أوإطلاق سراحهم حيث توجه اهتمامات للمليشيات العراقية المرتبطة بايران بالمسؤولية عن هذه الجرائم.

يشار الى ان العراق قد شهد انتفاضة شعبية غير مسبوقة في معظم محافظات البلاد اندلعت في الاول من تشرين الاول اكتوبر 2019 ضد الفساد وانعدام الخدمات ومعارضة الهيمنة الايرانية على مقدرات البلاد واسفرت عن مقتل 560 متظاهرا واصابة 21 الفا اخرين من المحتجين ورجال الامن وارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة وتولي الكاظمي رئاستها ليعلن عن اجراء انتخابات مبكرة جرت فعلا في العاشر من تشرين الاول اكتوبر الماضي استجابة لمطالب المحتجين.

البحث عن أربعة أشخاص

شرعت القوات الامنية العراقية الثلاثاء بحملة بحث في محافظة ديالى شمال شرق بغداد عن أربعة أشخاص بينهم ضابط اختطفهم عناصر تنظيم داعش اختفوا قرب بحيرة حمرين بناحية السعدية اثناء رحلة صيد.
واحد المختطفين ضابط برتبة مقدم وآخر منتسب في الحشد الشعبي ومواطنين اثنين والمنطقة التي اختطفوا فيها معروفة بنشاطات لمسلحي داعش الذين يختبئون في كهوف جبال حمرين ومناطقها الوعرة.

وقالت خلية الاعلام الامني العراقية في بيان تابعته "ايلاف" ان "القوات الأمنية ضمن قاطع قيادة عمليات ديالى شرعت بعملية بحث وتفتيش عن ٤ مواطنين تعرضوا للخطف على يد عناصر عصابات داعش الإرهابية في بحيرة حمرين بناحية السعدية في محافظة ديالى، اثناء رحلة صيد بين منطقة نارين وتل العويسات، وسنوافيكم التفاصيل لاحقاً".

وقال مدير ناحية السعدية (120 كم شمال شرق بغداد) احمد الزركوشي في تصريحات صحافية ان "عائلة من بغداد جاءت في زيارة لاقربائهم في احدى القرى القريبة من بحيرة حمرين شرقي السعدية بينهم ضابط ثم خرجوا الى الصيد وفقد اثرهم وتبين فيما بعد ان عناصر داعش قد اختطفوهم.
وقد وصلت القوات الأمنية إلى موقع الحادثة وفرضت طوقا للبحث عن المختطفين أو المتورطين في عملية الخطف وسط استنفار أمني قرب بحيرة حمرين حيث تتوفر هناك مواقع للصيد يرتادها محبوها بشكل دائم.