إيلاف من لندن: انطلقت في بغداد حوارات الاطراف السياسية الفائزة في الانتخابات لما وصفت بانها نقاشات جس النبض لمواقفها وامكانية دخولها في تحالفات مابعد المصادقة على نتائج الانتخابات لتشكيل الكتلة الاكبر التي ترشح رئيس الحكومة الجديدة.

وعلى امتداد أمس الاثنين فقد شهدت الساحة العراقية جولات ماراثونية من الحوارات والنقاشات السياسية بين مختلف القوى الرئيسية الفائزة في الانتخابات استطلع خلالها كل فريق آراء ومواقف الفريق الاخر من مختلف القضايا التي تهم البلاد والمطلوب للمرحلة التي تسبق انعقاد البرلمان وتشكيل الحكومة الجديدة وبرنامجها الذي ستعرضه على البرلمان لنيل ثقته كما أوضح مسؤولويها وبياناتها التي اصدرتها وتابعتها "ايلاف" والتي تعتبر بمثابة جس النبض نحو تحالفات تشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر التي ترشح رئيس الحكومة الجديدة.

العراق لا يحتمل المزيد من الخلافات

فقد بحث قادة الإطار التنسيقي الشيعي للقوى الرافضة لنتائج الانتخابات المبكرة الاخيرة برئاسة رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي مع تحالف عزم السني برئاسة خميس الخنجر تداعيات ازمة نتائج الانتخابات واخر التطورات السياسية والامنية التي تشهدها البلاد .

واكد الجانبان على "اهمية مواصلة التفاهمات السياسية من أجل متطلبات المرحلة المقبلة والعمل بما يسهم في استقرار البلاد من خلال المشاركة الفعَّالة في الحكومة المقبلة والبرلمان وايجاد تنسيق عالي بين السلطات لضمان تحقيق الاستقرار والنهوض بالوضع الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين العراقيين" بحسب الاطار التنسيقي.
ومن جهته قال الخنجر في تغريدة على تويتر "استقبلنا اليوم وفد الاطار التنسيقي برئاسة نوري المالكي وتناولنا تداعيات الانتخابات المبكرة وما رافقها من مواقف سياسية".. مشددا على التزام تحالف عزم "بالحوار الوطني مع الجميع، ولن نكون مع طرف على حساب آخر.. فالعراق لا يحتمل المزيد من الخلافات".


شعارات قوى الاطار التنسيقي الشيعي العراقي (تويتر)


حوار الاكراد مع الصدريين


وخلال اجتماع عقده هوشيار زيباري وزير الخارجية السابق رئيس الوفد المفاوض للحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزني مع حسن العذاري رئيس الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر فقد اكد الاخير على "أهمية تغيير المسار الذي سارت عليه العملية السياسية ومغادرة لغة المحاصصة وتوزيع المناصب والثروات بين الكتل التي أدت إلى وصول البلد إلى حافة الهاوية".

وبحث الجانبان "أهم القضايا المتعلقة بالتفاهمات الثنائية سعيًا لتشكيل حكومة وطنية تلبي تطلعات الجماهير في مرحلة جديدة تنقذ البلد وتحافظ على سيادته وتضمن هيبته واستقلاله، كما تبادلا وجهات النظر حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالتطورات على الساحة العراقية".
وجدد العذاري "موقف الكتلة الصدرية من تشكيل حكومة أغلبية وطنية قوية بالتعاون مع الكتل والأحزاب السياسية" .. مشددًا على "ضرورة بناء تفاهمات صلبة تستند على أسس الوحدة والأخوة والمصير المشترك بين جميع القوميات وألاطياف".
ومن جانبه أعتبر زيباري "أبناء التيار الصدري من أقرب الجهات التي يرغب الكرد بالتفاهم معهم حول تشكيل الحكومة المقبلة".


زيباري مجتمعا في بغداد الاثنين 13 ديسمبر كانون الاول 2021 مع رئيس الكتلة الصدرية حسن العذاري (مكتب الصدر)

.. ومع الحكيم
كما بحث زيباري في اجتماع اخر مع رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية عمار الحكيم تطورات المشهد السياسي في العراق والمنطقة ونتائج الإنتخابات الأخيرة "وما سببته من إرباك نتيجة إنعدام التوازن في أغلب الساحات الوطنية فضلا عن مناقشة الإستحقاقات والتحديات التي تواجه العراق في المرحلة المقبلة".


واشار الحكيم الى ضرورة " النظر بالطعون والشكاوى من قبل المحكمة الإتحادية إذ أنه يصب في مصلحة المعترضين و الفائزين فكلما كان النظر بالطعون جديا وشفافا كلما عزز مكانة الفائزين من جميع الكتل السياسية". وبين "أهمية المرحلة القادمة وصعوبتها محملا الجميع مسؤولية التنازل للمصلحة الوطنية العليا للبلاد التي تصب في خانة الجميع".. وقال أن "الحكومة القادمة تنتظرها الكثير من المهام الجسام على المستوى الخدمي والإقتصادي والاجتماعي و السياسي لذا لابد من تشكيل حكومة تستند إلى معادلة ثابتة ورصينة قادرة على تحقيق التوازن التنفيذي والتشريعي".

لا تحالفات قبل المصادقة على نتائج الانتخابات

وقد استبعد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني عقد تحالفات سياسية في المرحلة الحالية وذلك قبل مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج النهائية للانتخابات.
وقال القيادي في الحزب عبدالسلام برواري إن "الحديث عن تحالفات سابق لأوانه لغاية الآن وذلك لأن النتائج لم يصادق عليها بشكل رسمي" مؤكدا ضرورة التوجه الى ديمقراطية حقيقية قائلا "لقد جرّبنا مشاركة الجميع ومعارضة الجميع فوصلنا إلى ما وصلنا إليه ولذلك يجب العمل على إيجاد معارضة قوية وبما يرسخ الممارسة الديمقراطية".

وأشار إلى أن "الانتخابات كانت مؤشرا واضحا من قبل المواطنين العراقيين بأنهم لا يريدون تكرار تجربة السنوات السابقة ومن حقهم الاستجابة لندائهم".. مؤكداً أن "المعارضة تقوي السلطة والنظام وتشعر أنهما بمراقبة تستوجب تقديم الأفضل".. مشددا على ان مطلب حزبه الوحيد هو "ضمان تطبيق الدستور بطريقة عادلة".

ورقة سياسية حول ادارة الدولة

ومن جانبه أعلن تحالف تقدم بزعامة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي عقب اجتماع لقيادته ناقش خلاله التحالفات السياسية المستقبلية وتشكيل الحكومة الجديدة عن إعداده ورقة سياسية تتضمن رؤيته حول ادارة الدولة لعرضها على الشركاء السياسيين.


اجتماع قيادة تحالف تقدم برئاسة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي مساء الاثنين 13 ديسمبر كانون الاول 2021 (مكتبه)

وقال التحالف إن قيادته قد شددت خلال اجتماعها على ضرورة "ألالتزام بالتوقيتات الدستورية ابتداء من مصادقة نتائج الانتخابات ومرورا بانعقاد مجلس النواب بدورته الخامسة وتشكيل حكومة قادرة على تلبية تطلعات المواطنين فضلا عن التأكيد على أن أي تأخير في هذه التوقيتات سينعكس سلبا على العملية السياسية والشارع العراقي، ويفرغ الانتخابات المبكرة من مضمونها، والتي كان قد طالب بها الشعب".

واشار الى انه قد تقرر "أن يعد التحالف ورقة سياسية تعرض على الشركاء السياسيين وتتضمن رؤية التحالف وأفكاره في إدارة الدولة والتي تنعكس نتائجها إيجابا على المواطن العراقي وأطياف الشعب عمومأ وعلى المناطق المحررة التي عانت كثيرة في عدة ملفات خلال المراحل السابقة".

يشار الى ان النتائج شبه النهائية للانتخابات المعلنة الشهر الماضي قد أظهرت تصدر التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لها بنيله 73 مقعدا يليه المستقلون بـ43 مقعدا ثم تحالف تقدم برئاسة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي (سني) بنيله 38 مقعدا وائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي (شيعي) بحصوله على 35 مقعدا ثم الحزب الديمقراطي برئاسة مسعد بارزاني (كردي) بنيله 30 مقعدا ثم ائتلاف عزم بزعامة خميس الخنجر (سني) بـ 14 مقعدا من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 329 مقعدا.