طهران: أكّدت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، أنها بدأت تلمس "واقعية" غربية في المباحثات بشأن إحياء الاتفاق النووي التي تستأنف في وقت لاحق في فيينا.

إلّا أنّ المتحدث سعيد خطيب زاده رأى أنّ الوقت لا يزال مبكراً للحكم على جدية الولايات المتحدة في رفع العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية.

وتستكمل إيران والأطراف التي ما زالت منضوية في الاتفاق (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا والصين)، بمشاركة أميركية غير مباشرة، الاثنين الجولة الثامنة من المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق الذي انسحبت واشنطن منه أحادياً عام 2018، معيدة فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.

وقال خطيب زاده في مؤتمر صحافي "نلحظ اليوم تراجعاً، أو بالأحرى واقعية من جانب الطرف الغربي في مباحثات فيينا، بأنه لا يمكن أن يتقدّموا بطلبات تتجاوز (إطار) الاتفاق النووي".

وتابع "لا يزال الوقت مبكراً للحكم ما اذا كانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث وضعت على جدول الأعمال بشكل جدي، الانخراط في رفع العقوبات".

الجولة الثامنة

وعاد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إلى العاصمة النمسوية صباح الإثنين تمهيداً لاستكمال الجولة الثامنة من المباحثات، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وكان باقري أشار في تصريحات الخميس عشية استراحة المفاوضين، إلى أنّ طهران لمست تحقيق "تقدم مرضٍ نسبياً خلال الأيام الأولى من الجولة الثامنة".

وتابع "نأمل أنه بعد أيام الاستراحة لنهاية السنة الميلادية، ستتم متابعة عمل أكثر جدية من قبل مختلف الأطراف حول مسألة رفع العقوبات".

وبدأت مفاوضات فيينا في نيسان/أبريل الماضي، وأجريت منها ست جولات حتى حزيران/يونيو. وبعد تعليق لنحو خمسة أشهر، استؤنفت المباحثات اعتباراً من 29 تشرين الثاني/نوفمبر.

وتشدد طهران على أولوية رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن في أعقاب ذلك، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي. في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على أهمية عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق، والتي بدأت التراجع عنها بدءاً من 2019 رداً على انسحاب واشنطن.

وأتاح الاتفاق رفع عقوبات اقتصادية مفروضة على إيران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلّا أنّ مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحادياً منه عام 2018، معيداً فرض عقوبات قاسية.

رفع العقوبات والضمانات

وأبدى الرئيس جو بايدن الذي خلف ترامب مطلع 2021، استعداده لإعادة بلاده إلى الاتفاق النووي، لكن بشرط امتثال طهران مجدداً لمندرجاته.

واعتبر خطيب زاده في تصريحاته الإثنين، أنّ الوقت حان ليظهر الأطراف الآخرون "التزامهم (...) وإظهار أنه يمكننا أن نتقدّم في مسألة رفع العقوبات والضمانات والتحقق" من رفع هذه العقوبات بشكل عملي.

وتابع "بطبيعة الحال، علينا أن نضمن أن الشركات (الأجنبية)" ستصبح قادرة على التعامل مع إيران دون أن تخشى التعرض لإجراءات عقابية أميركية.