إيلاف من بيروت: أشاد هادي مطر، الأميركي من أصل لبناني الذي طعن سلمان رشدي في غرب نيويورك، بآية الله الخميني الإيراني في مقابلة حصرية مع صحيفة "نيويورك بوست" الأربعاء، معترفًا بأنه لم يكن يعتقد أن رشدي سينجو من الطعن.

قال مطر للصحيفة الأميركية: "عندما سمعت أنه نجا، فوجئت" وذلك في مقابلة مصورة من سجن مقاطعة تشاوتاكوا.كان مطر (24 عاما) صامتا بشأن ما إذا كان فعله مستوحى من فتوى الخميني بقتل رشدي في عام 1989 بسبب كتابه 'آيات شيطانية. لكنه قال: "أحترم آية الله الخميني. أعتقد أنه رائع"، مشيرا إلى أنه قرأ فقط صفحتين من الرواية.

تصرفت بمفردي

نفى المتهم بالطعن أن يكون على اتصال بالحرس الثوري الإيراني ولمح إلى انه تصرف بمفرده تماما. وقال إنه استلهم فكرة الذهاب إلى تشاوتاوكوا بعد أن رأى تغريدة في وقت ما في الشتاء تعلن فيها عن زيارة رشدي:
'أنا لا أحب هذا الشخص. لا أعتقد أنه شخص جيد. أنا لا أحبه. أنا لا أحبه أبداً. إنه شخص هاجم الإسلام، وهاجم معتقدات المسلمين".

وتعرض رشدي، الذي أمضى سنوات في السابق مختبئا بسبب المكافأة الإيرانية البالغة 3 ملايين دولار على رأسه، للطعن 10 مرات على الأقل، وعانى من تلف في الكبد وأعصاب مقطوعة في ذراعه وعينه، وفقا لوكيله الأدبي أندرو ويلي. لكن تم إخراجه من جهاز التنفس الصناعي ويقال إنه 'على طريق التعافي'. واتهم مطر بالشروع في القتل والاعتداء ودفع ببراءته من خلال محاميه في جلسة استماع للمحكمة يوم السبت.

خلال المقابلة التي استمرت نحو 15 دقيقة الأربعاء، ارتدى مطر بذلة السجن بالأبيض والأسود وقناعا من القماش الأبيض. نظر إلى الأسفل في بعض الأحيان وتحدث بنبرة مسطحة. ووصف كيف استقل حافلة من نيوجيرسي إلى بوفالو في اليوم السابق للهجوم، ثم نقلته سيارة إلى تشاوتاكوا.

وعلى الرغم من أن مطر أقل دراية بأعمال رشدي المكتوبة، فإنه قال إنه شاهد مقاطع فيديو للمؤلف على موقع يوتيوب: "رأيت الكثير من المحاضرات. أنا لا أحب المخادعين".

عاد من لبنان متغيراً

ولم يرد مطر، المولود في الولايات المتحدة لأبوين من جنوب لبنان، على أسئلة حول رحلة استغرقت شهرا في عام 2018 إلى لبنان لزيارة والده، بحسب ما ذكرت صحيفة 'ديلي ميل' البريطانية. وقالت والدته، سيلفانا فردوس، التي تبرأت من مطر بسبب الاعتداء المزعوم، إن هذه الزيارة "غيرته" وأصبح أكثر تدينًا وعزل نفسه في قبو المنزل بعد عودته. كنت أتوقع منه أن يعود متحمسا، وأن يكمل دراسته، وأن يحصل على شهادته ووظيفته. لكنه بدلا من ذلك حبس نفسه في الطابق السفلي. تغير كثيرا، ولم يكلمني ولا كلم أخواته أشهرًا".

وقال مطر إنه عمل في مارشال في إدجووتر في الخريف لمدة شهرين، لكنه قضى معظم وقته في قبو والدته "مستخدمً الإنترنت، وألعاب الفيديو، ومشاهدًا نتفليكس".

لم يقل مطر عن رشدي سوى القليل، لكنه اشتكى من ظروف سجنه، إذ يحتجز من دون كفالة. وقال: 'الكثير من الطعام الذي قدموه لي محرم تناوله في ديني، لكن كل شيء على ما يرام".

دعت فتوى الخميني في عام 1989 أتباعه إلى قتل أي شخص متورط في نشر كتاب رشدي 'آيات شيطانية'. في عام 1991، طعن هيتوشي إيغاراشي، المترجم الياباني للرواية، حتى الموت خارج مكتبه في جامعة تسوكوبا. وفي الشهر نفسه، تعرض إيتوري كابريولو، المترجم الإيطالي للكتاب، للطعن في منزله في ميلانو. نجا كابريولو من الهجوم. وفي عام 1998 حاول المسؤولون الإيرانيون النأي بأنفسهم عن الفتوى. لكن يقال إن المشاعر المعادية لرشدي ظلت مرتفعة في إيران، واستمرت بعض المنظمات في الدعوة إلى وفاته.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية