حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء من "خطاب خطير" يغذي التهديدات باللجوء إلى الأسلحة النووية في العالم، خلال منتدى دولي حول "تحالف الحضارات" التأم في المغرب.وأسف غوتيريش إزاء "انقسامات متزايدة تهدد السلام والأمن العالميين، تسبب مواجهات جديدة، وتجعل حلّ نزاعات قديمة أكثر صعوبة"، وذلك في مؤتمر صحافي على هامش المنتدى في مدينة فاس (شمال).وأضاف محذرا من "خطاب خطير يصعد التوترات النووية"، في وقت تتّهم عواصم غربية روسيا بأنها تهدد باستخدام أسلحتها النووية، لثنيها عن دعم كييف في الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ شباط/فبراير.وتابع "في هذه الأثناء نقترب بشكل خطير من هاوية كارثة مناخية بينما تتفشى خطابات الكراهية والتضليل (...) ومعاداة السامية والتمييز ضد المسلمين واضطهاد المسيحيين ومناهضة الأجانب والتمييز العنصري".ودعا إلى العمل "في هذا العالم المضطرب على أن نهدئ التوترات، ونشجع الاندماج والوئام الاجتماعي، وبناء مجتمعات أكثر وحدة وصمودا".من جهتهم ،اعلن المشاركون في المنتدى العالمي التاسع للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الثلاثاء أن المنتدى حقق هدفه الرئيسي بجعل تحالف الحضارات للأمم المتحدة التزاما عالميا حقيقيا بأهداف شاملة، وكذا التحسيس بالحاجة الملحة إلى النهوض بريادة مسؤولة في كافة مجالات العمل.
وأقر المشاركون في "إعلان فاس"، الذي جرى اعتماده خلال الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة أصدقاء تحالف الحضارات، بأهمية مساهمة الشباب، ولاسيما الأفارقة في النقاشات التي شهدها منتدى فاس، مشيدين بالتزام هؤلاء الشباب بتقديم النموذج من خلال الانخراط في أنشطة المنتدى ذات الصلة بالإعلام والتعليم والهجرة.
ودعا الإعلان إلى "التنفيذ الكامل لما تم التوافق عليه والالتزام التام به في منتدى فاس حتى تتمكن الحكومات، بدعم من المجتمع المدني، من تجاوز التحديات والتقدم نحو أهداف العيش المشترك، في مجتمعات سلمية ودامجة، تحقيقا للتنمية المستدامة.
كما نوه بعقد المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات للأمم المتحدة، للمرة الأولى في القارة الإفريقية، وتحديدا بفاس، المدينة الروحية والعريقة، مشيدا بالالتزام التام للمغرب، البلد المضيف، تحت قيادةً الملك محمد السادس، المدافع القوي عن قيم السلام والتعايش على الصعيدين الوطني والدولي، بجعل هذا المنتدى فضاء مثمرا لتعزيز التفاعل الإنساني وتشجيع الحوار والسلام.
من جهة أخرى، رحب "إعلان فاس" بطلب غينيا الاستوائية استضافة الاجتماع الإقليمي الإفريقي لتحالف الحضارات للأمم المتحدة سنة 2023، وكذا الطلب الذي تقدمت به البرتغال باستضافة المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات للأمم المتحدة بلشبونة سنة 2024.
وسجل المشاركون أن "حرية التعبير وحرية المعتقد مترابطتان بشكل وثيق وتعززان بعضهما البعض"، مشددين على "الدور الذي يمكن أن تضطلع به هذه الحقوق في محاربة كافة أشكال التعصب والتفرقة القائمة على الدين أو المعتقد".
واعتبروا أن "احترام التنوع الثقافي والحقوق الثقافية لجميع الأشخاص، وفقا للمعايير الدولية، يعزز التعددية الثقافية من خلال المساهمة في تبادل أوسع للمعرفة وفهم أفضل للسياق الثقافي، بما يعزز ضمان حقوق الإنسان والتمتع بها في جميع أنحاء العالم، ويوطد علاقات مستقرة وودية بين شعوب وأمم العالم أجمع".
وأعرب المشاركون عن "انشغالهم العميق" باستخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة مثل الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لغايات تتعارض مع احترام القيم الإنسانية، مؤكدين على أن تكنولوجيا المعلومات تحدث تغييرا جذريا في طريقة تفاعل الأفراد والمجتمعات وتجزية الوقت، مع بروز آثار جديدة وغير متوقعة على الصحة والمجتمع، كثير منها إيجابي وبعضها مثير للقلق. وأدان "إعلان فاس"، في هذا الصدد، كل دعوة للكراهية التي تشكل تحريضا على التمييز والعداء والعنف، سواء من خلال توظيف الصحافة المكتوبة أو المسموعة او المرئية أو الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة أخرى.
وأكدت الوثيقة على الحاجة إلى وضع وتنفيذ سياسات وخطط عمل واستراتيجيات ذات صلة بتعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية، وإذكاء الوعي والقدرة على الوقاية من التضليل الإعلامي وخطاب الكراهية، وتتبعه والتصدي له.
وجدد الإعلان ايضا التأكيد على الالتزام السياسي بالركائز الخمس لعمل تحالف الحضارات، والمتعلقة بالشباب والتعليم والهجرة والإعلام والمرأة، مبرزا العمل المنجز في هذه المجالات ودورها البناء في تعزيز قيم الوقاية من النزاعات والوساطة والمصالحة.
وحث المشاركون التحالف على مواصلة عمله من خلال مجموعة من المشاريع، بالتعاون مع الحكومات والمنظمات الدولية والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، وكذا وسائل الإعلام.
وأكد "إعلان فاس" على الدور المهم لمنتدى تحالف الأمم المتحدة لحوار الحضارات باعتباره منصة للحوار بين الثقافات والأديان، وفضاء لتشجيع التعاون والتضامن والأخوة الإنسانية.
ودعا المشاركون إلى مواصلة المنتدى تعزيز وتوسيع التزامه تجاه القيادات والفاعلين الدينيين، وتمكينهم من فرص الحوار بين الأديان، من أجل نشر قيم التسامح والاحترام والتفاهم المتبادل ونبذ العنف.