ثريا تامر متطوعة في "الخوذ البيضاء" تروي ما شهدته بأم العين بعد الزلزال في المناطق خارج سيطرة نظام دمشق.
إيلاف من بيروت: وصفت عاملة إنقاذ متطوعة في المناطق السورية التي يسيطر عليها المتمردون الدمار الذي شاهدته أثناء عملها على خط المواجهة، وقالت إن زلازل 6 فبراير هز المنازل بقوة أكبر من أي غارة شنتها الحكومة على مدى 12 سنة ماضية.
فمنذ أكثر من أسبوعين، تحاول ثريا تامر إنقاذ من لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض في إدلب التي يسيطر عليها المتمردون بعد زلزالين هائلين ضربا جنوب تركيا وشمال سوريا. وكان زملاؤها في الخوذ البيضاء يسحبون الرجال والنساء والأطفال من المباني التي تعرضت للقصف لسنوات، لكن عادة، من موقع واحد أو موقعين فقط في كل مرة. لكن منذ الزلزالين الذي كانا بقوة 7.8 و 7.5 على مقياس ريختر، كان عليهم التعامل مع ما يقرب من أربعة ملايين شخص تضرروا بشكل مباشر من الكارثة لكن بإمدادات أقل من المعتاد.
قال تامر لموقع "ميدل إست آي": "مع بدء الزلزال، اندفعنا للخروج من المنزل، وكان بإمكاني سماع أصوات الجيران والأطفال وهم يهرعون من بيوتهم. بدأت المباني في الانهيار. كانت حالة الذعر خيالية. أدركت حينها أنني خيط الأمل الوحيد المتبقي لديهم. لا يمكنك الوقوف عاجزًا. عليك أن تتصرف".
بدأ أفراد الخوذ البيضاء - المعروفة رسميًا باسم الدفاع المدني السوري - المنتمون إلى السوريين في جميع أنحاء المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، في مساعدة الناس مع تصاعد الحرب في سوريا في عام 2012 واكتسبت المنظمة شهرة عالمية، فمنقذوها يذهبون حيث يخشى الآخرون.
رفض رئيس النظام السوري بشار الأسد وداعموه، بما في ذلك روسيا، هذه الجماعة باعتبارها أداة دعاية يرعاها الغرب وزعموا أنها نفذت بعض عمليات الإنقاذ. هذه المزاعم - التي تقول الجماعة إنها جزء من حملة تضليل تهدف إلى تشويه سمعتها - قادت الخوذ البيضاء إلى إنشاء عملية إعلامية مصقولة للفت الانتباه إلى محنة أولئك الذين يعيشون في المنطقة.
عليك أن تكون قوية
بالنسبة إلى تامر، كانت جهود الإنقاذ في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون صعبة في المقام الأول بسبب بطء استجابة الأمم المتحدة في أعقاب الزلزال، لكن أيضًا بسبب قرار طلب تفويض الأسد إيصال المساعدات عبر معابر حدودية إضافية مع تركيا. قالت فرق الإنقاذ المحلية إن مئات المدنيين ربما لقوا حتفهم في الأيام الثلاثة الأولى بعد الهزة الأولى بسبب عدم وجود مساعدات تنقذهم.
قالت تامر إنه على الرغم من قدرتها على إنقاذ البعض، جاءت كل عملية إنقاذ مصحوبة بنبأ وفاة المزيد والمزيد. وتذكرت إحدى الحالات التي أنقذت فيها فتاة اسمها آية لتجد والديها قد لقيا حتفهما تحت الأنقاض. قالت: "عندما تشعر بفرحة إنقاذ شخص ما، تشعر بالارتياح، لكن بعد فترة وجيزة، تشعر بألم إنقاذ الطفل الوحيد الباقي في العائلة. مات باقي أفراد الأسرة، وفقدوا حياتهم. مشاعر الحزن تحاول تجاوزك، لكن عليك أن تكون قوياً لتواجه الكارثة".
مع انتهاء جهود البحث والإنقاذ في شمال غرب سوريا، قالت تامر إنها تحمل نفسها مسؤولية عدم قدرتها على إنقاذ المزيد من الناس. قالت: "أريد أن أبعث برسالة إلى كل الأشخاص الذين طلبوا مساعدتنا لكننا لم نتمكن من توفيرها. طلبوا منا إنقاذ عائلاتهم وأطفالهم من تحت الأنقاض، لكن الموت كان أقرب إليهم وأسرع منا. أعتذر لكل من مات في الزلزال ولم نتمكن من إنقاذه".
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها خالد شلبى ونشرها موقع "ميدل إيست آي"
التعليقات