ايلاف من لندن : بحث الأمين العام للأمم المتحدة في بغداد الاربعاء مع السوداني مواصلة جهود العراق لتسوية الأزمات الإقليمية، داعيا المجتمع الدولي الى دعم العراق في مواجهة تحديات المناخ.

وخلال اجتماع عقده الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بغداد اليوم مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني فقد تم بحث العلاقات بين العراق والمنظمة الدولية، وآفاق التعاون في ملفات النازحين والدور الدولي المطلوب في هذا المجال ومواجهة تحديات المناخ والحاجة للمساعدة الدولية في هذا الملف، وكذلك جهود العراق في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز التنمية المستدامة، ودوره الريادي في خفض التوترات بالمنطقة وضمان استقرارها كما قال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

واعتبر السوداني "أن العراق تجاوز أزمته السياسية، وتركزت جهوده على التحديات الاقتصادية والبيئية وقد وضعت حكومته عدة أولويات لمواجهة تلك التحديات".. وأشار الى "أن انتصار العراق على عصابات داعش الإرهابية، حصل لتلاحم العراقيين وإيمانهم بالتعايش السلمي، ليصبح العراق اليوم مفتاحاً لحل الكثير من أزمات المنطقة، والقيام بدور إيجابي في تسوية الأزمات الإقليمية" في اشارة الى وساطة بغداد بين السعودية وايران ومساعيها لتحسين العلاقات بين ايران وكل من مصر والاردن..

من جانبه أكد غوتيريش دعم المجتمع الدولي للعراق في ملف التحديات المناخية، وملف النازحين، مشيداً بأولويات الحكومة وتركيزها على ملف مكافحة الفساد وثمن قرارها لإعادة النازحين إلى مناطقهم، ووصفه بالقرار الشجاع والإيجابي.. مشددا على استعداد المنظمة الدولية لدعم حكومة العراق إزاء التحديات التي تواجهها كما قال البيان.

مؤتمر صحافي مشترك

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع السوداني عقب انتهاء مباحثاتها الرسمية فقد دعا غوتيريش المجتمع الدولي لدعم العراق بمعالجة التحديات البيئة وتنويع الاقتصاد.

واشار الى ان "التحديات التي يواجهها العراق جاءت نتيجة عقود من الحروب والتدخلات".. مؤكداً أن "هناك أملاً لتحقيق التقدم".. مثمنا التزام السوداني بمعالجة التحديات التي تواجهها البلاد بما فيها محاربة الفساد وتحسين الخدمات وتنويع الاقتصاد".

وأعرب عن تطلعه لمشاركة العراق في مؤتمر المياه الذي سيعقد في نيويورك في 22 من الشهر الحالي .. مشيراً إلى أن "العراق من بين الدول الأكثر تاثراً بالتغيرات المناخية".. داعيا المجتمع الدولي إلى "دعم العراق في معالجة التحديات البيئية وتنويع الاقتصاد".

ولفت إلى أن "العراق مهم ومركزي"، مشيداً بـ"دبلوماسية الحكومة العراقية على أساس حسن الجوار".

وشدد على اعتقاده بأن "العراق سيكسر دائرة عدم الاستقرار والهشاشة ويتجه نحو المزيد من الحرية والسلام".

غوتيريش ملتقيا في بغداد الاربعاء اول مارس 2023 مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني

من جهته، أكد السوداني ان حكومته تعمل على الإعداد لمؤتمر بغداد بنسخته الثالثة . واشار الى ان العراق يشهد حاليا حالة من الاستقرار السياسي والأمني كما انه اصبح مفتاحا للحل .. مبينا ان "العراق يلعب الان دوراً ريادياً بين الاشقاء والاصدقاء".

واشتكى السوداني من ان بلاده تواجه تحديات المناخ وارتفاع نسبة التصحر.. مشيرا الى ان مواقع مدرجة في لائحة التراث العالمي مهددة بسبب شح المياه".. متطلعا الى دعم الامم المتحدة لجهود مواجهة تلك التحديات.

غوتيريش بحث مع رشيد الامن والنازحين والمناخ

قبل ذلك، في خلال اجتماع عقده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالقصر الرئاسي ببغداد مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، تم بحث "الجهود المتحققة لترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد، وآليات عمل بعثة الأمم المتحدة في العراق، والدور الذي تضطلع به إلى جنب الجهود الوطنية ودور المنظمات والدول الصديقة في دعم النازحين والمهجرين.

أكّد رشيد تطلّع العراق إلى دعم المجتمع الدولي والتعاون والعمل المشترك للاستجابة إلى الاحتياجات الإنسانية للعوائل النازحة. وأشار الى أن هناك آلاف العوائل النازحة تعيش أوضاعا مأساوية ومعقدة جدا ونأمل بالتعاون مع الأمم المتحدة لحسم هذا الملف الإنساني بعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وإعادة إعمار مدينة سنجار طبقا لاتفاقية سنجار كما نقل عنه بيان رئاسي تابعته "ايلاف".

أوضح رشيد أن العراق يعد من أكثر البلدان تأثرا بالتغيرات المناخية حيث يعاني من شحة المياه والجفاف والتصحر مما انعكس سلبا على أوجه الحياة المختلفة، مشيرا إلى أن العراق يسعى للحصول على حصة مائية عادلة.

من جهته، أكد غوتيريش أن الأمم المتحدة تقف إلى جانب العراق وتدعم كل المساعي والجهود لحماية أمنه واستقراره.. مشيرا إلى التزام المنظمة الدولية في تقديم الدعم للنازحين وإنهاء معاناتهم الإنسانية.

وبحث الجانبان آخر المستجدات والتطورات السياسية والجهود المبذولة لتعزيز السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والعالمي إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لقاءات مع قادة الاقليم

ينتقل غوتيريش في وقت لاحق اليوم الى أربيل، عاصمة اقليم كردستان الشمالي، لإجراء مباحثات مع قادته، تركز على الدور السياسي للامم المتحدة ودعمها للاجئين والنازحين على ارضه والاطلاع على اوضاع مخيم الجدعة للنازحين في محافظة نينوى الشمالية.

عادة ما يؤكد غوتيريش التزام الأمم المتحدة التزاماً كاملاً بدعم العراق حكومة وشعبا.

ثاني زيارة لغوتيريش للعراق

هذه هي الزيارة الثانية للامين العام للامم المتحدة الى العراق بعد زيارته الاولى في 30 آذار مارس عام 2017 حيث بحث الأوضاع الإنسانية وجهود الإغاثة الدولية ومواجهة الارهاب.

يشار الى ان للامم المتحدة في بغداد بعثة لمساعدة العراق (يونامي) وهي كيان تم انشاؤه بالاستناد إلىقرار مجلس الامن الدولي رقم 1500 في 14 أغسطس 2003.

وتمتلك البعثة التفويض الرسمي لعملها من خلال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ومن مهماتها تطبيق اتفاق العهد الدولي مع العراق ودعم البلاد سياسيا ومواجهة الازمات النتجة عن الحرب ضد الارهاب وتقديم الدعم الانساني للنازحين الذي تركوا مناطق سكناهم الاصلية بسبب هذه الحرب.

وتمتد علاقة العراق مع الأمم المتحدة إلى عام 1945 حيث كان واحدا من الدول المؤسسة للمنظمة عقب الحرب العالمية الثانية.

انشئت بعثة "يونامي" اثر سقوط النظام العراقي السابق ربيع 2003 حيث تقوم بولايتها بناء على موافقة الحكومة العراقية. ومنذ ذلك الحين يجدد مجلس الأمن الدولي كل عام ولاية بعثة يونامي وصولا إلى القرار 2631 في مايو الماضي الذي جدد فيه مجلس الأمن ولاية البعثة حتى نهاية أيار من 2023.

تتمتع بعثة "يونامي" بدور واسع في البلاد وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2631 اذ نص على إعطاء الأولوية لتقديم المشورة والمساعدة للعراق - حكومة وشعبا- بشأن تعزيز الحوار السياسي والمصالحة على المستوى الوطني وعلى صعيد المجتمعات المحلية.

يبدو من خلال نص قرار مجلس الأمن الدولي أن لبعثة يونامي سندا قانونيا بلعب دور واسع في الوضع السياسي في العراق.