إيلاف من لندن: قالت تقارير إن عملية بيع صحيفة (ديلي تلغراف) و(صنداي تلغراف) ومجلة (سبيكتايتور) ستكون من بين أكثر المزادات الإعلامية إثارة للجدل في بريطانيا منذ سنوات.

ومن المتوقع أن تجذب عملية بيع الصحيفة وشقيقاتها بسبب تخلف شركتها الأم عن تسديد ديون متوجبة عليها، اهتمام المليارديرات والمتبرعين من حزب المحافظين والمجموعات الإعلامية الأخرى.
وكان "بنك سكوتلندا" أعلن عن يوم أمس الأربعاء، عن عملية البيع الوشيكة، وتتنافس مجموعة من البنوك، بما في ذلك عملاق وول ستريت (غولجمان ساكس Goldman Sachs) و(جي بي مورغان JP Morgan) ، للحصول على التفويض الثمين لبيع الصحف.

حراس قضائيون
وأوضح بنك سكوتلندا الذي تدين له المجموعة لوكالة الصحافة الفرنسية أنه لم يكن يملك "خياراً سوى تعيين حراس قضائيين لشركة "بي يو كيه ليمتد" التي تدير مجموعة "تلغراف ميديا غروب" المملوكة لعائلة باركلي الثرية، "بسبب الديون المتوجبة عليها، في غياب أي إشارة إلى إمكان السداد".
وشدد البنك على أن هذه الخطوة هي "الخيار الأخير" بسبب عدم تمكنه من التوصل إلى اتفاق مع المجموعة لسداد الديون، إذ أفادت وسائل إعلام بريطانية أن حجم الدين يبلغ نحو مليار جنيه إسترليني (1.24 مليار دولار).
وكان الأخوان التوأمان فريدريك وديفيد باركلي اللذان توفيا عام 2021 اشتريا مطبوعات مجموعة "تلغراف" عام 2004 في مقابل 665 مليون جنيه إسترليني (840 مليون دولار).
ويملك الشقيقان إمبراطورية شاسعة بدأت بالفنادق وتوسعت لتشمل البيع بالتجزئة ووسائل الإعلام. وتمتلك فندق الريتز في لندن قبل بيعه في 2020.

صدع بين الشقيقين
وكشف بيع الفندق عن صدع كبير في العلاقات بين أسر الشقيقين، والذي بدا جليًا في اتهامات متبادلة بينهما بالتجسس التجاري في شكل تصنت على اجتماعات العمل.
وكانت الحراسة على المجموعة الإعلامية المالكة للتلغراف نقلت إلى مجموعة (أليكس بارتنرز) المالية الاستشارية التي أصبحت تحل محل المالك الأصلي، عائلة باركلي.
وقال الحارس القضائي على المجموعة إنه لا يتوقع أن يمتد أثر هذه التغييرات إلى الأعمال التي تحقق أرباحا في الصحيفة.
ومن غير الوارد أن يسترد بنك لويدز القرض الذي منحه للمجموعة، والذي تُقدر قيمته بمئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية.
كما وضع البنك البريطاني شركة "بي يو كيه" القابضة، ومقرها برمودا ومملوكة لعائلة باركلي، تحت الحراسة.

مجموعة أليكس
وقالت مجموعة أليكس بارتنرز إنها تتولى إدارة مؤسسة التلغراف الإعلامية، المالكة للصحيفة المشهورة والشركة المشغلة لمجلة "سبيكتاتور".
وأضافت أن أعضاء عائلة باركلي، هوارد وآيدان، أقيلا من منصبيهما كمديرين للمجموعة.
وأعربت مجموعة لويدز المصرفية عن "أسفها" لأنه ليس أمامها خيار سوى تعيين حارس قضائي على الشركة، لكنها قالت إنها "مستعدة لمواصلة المناقشات لإيجاد حل مناسب".
وأضافت أن "القرار جاء بعد مناقشات مع شركة بينالتيميت القابضة للاستثمار، وهي الشركة الأم لشركة (بي يو كيه). وكان الهدف من تلك المناقشات، التي استمرت لفترة طويلة وجرت بنوايا حسنة، هو التوصل إلى حلّ ودي وسداد القرض المستحق على بينالتيمايت القابضة للاستثمار لبنك اسكتلندا".
لكن بنك اسكوتلندا، اضاف قائلا: "لسوء الحظ، لم يتم التوصل إلى أي اتفاق".
وبينما لا يزال البنك على استعداد لإعادة هذه الممتلكات إلى سيطرة عائلة باركلي حال سداد القروض، فمن المحتمل أن ينتقل الأمر الآن إلى عملية البيع، كما كُلف بنك لازارد الاستثماري للبدء في دراسة الخيارات المتاحة لتنفيذ ذلك.
وأكد بنك لويدز والحارس القضائي على الشركة المالكة لإصدارات التلغراف أنهما لن يسعيان إلى التأثير على القرارات التحريرية للصحف أثناء فترة الحراسة القضائية.
ويقدر محللون قيمة تلك الشركات بحوالي 500 مليون جنيه إسترليني، على الرغم من أن مشتر ثري أبدى حرصه على شراء صحيفة التلغراف كأصل تذكاري قد يدفع أكثر من ذلك.

نفي البيع
وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، نفى المليارديرات ملاك شركة التلغراف شائعات ترددت كثيرًا عن إمكانية بيع صحفهم.
واشترى التوأمان فريدريك ودايفيد باركلي مؤسسة التلغراف الإعلامية في 2004 مقابل 665 مليون جنيه إسترليني من شركة هولنغر عقب فصل كونراد بلاك، الرئيس التنفيذي للمجموعة آنذاك، من منصبه.
وتوفي ديفيد باركلي عام 2021 بينما يدير أعمال المجموعة في الوقت الحالي ابنه آيدان. وتمتد أعمال مؤسسة التلغراف إلى ما هو أبعد من الصحافة، إذ تمتلك شركة الشحن يوديل.