إيلاف من لندن: اتهم العراق تركيا الثلاثاء بقصف مطار في مدينة السليمانية الشمالية مسلما سفيرها في البلاد مذكرة احتجاج مؤكدًا انه يحتفظ بحقه في وضع حد لهذه الخروقات بينما دعت الامم المتحدة البلدين الى حوار دبلوم
اعلنت رئاسة الجمهورية العراقية انها قررت استدعاء السفير التركي في البلاد لتسليمه رسالة احتجاج موجه الى الرئاسة التركية اثر الغارة النركية على مطار في محافظة السليمانية الشمالية.
وقالت الرئاسة في بيان تابعته "ايلاف" انه "يوما بعد آخر، تتصاعد الهجمات العسكرية الممنهجة على الأراضي العراقية وتحديداً في إقليم كردستان ودون مسوغ عسكري أو أمني إذ طال العدوان المدنيين الأبرياء والمقار العسكرية والأمنية، وقد أوضحنا للجهات التركية المعنية في مراتٍ سابقة، أن العراق على استعداد للجلوس مع الجهات الأمنية المعنية لسد الثغرات التي تعتقد تركيا انها أماكن تسلل لمن يريد المساس بأمنها ودون أن نرى استجابة حقيقية لدعواتنا".
واضافت ان شن هجمات عسكرية متتابعة تطال المدن والمدنيين فضلا عن العسكريين، فهذا أمرٌ يرفضه القانون الدولي ويتعارض مع مبادئ حسن الجوار سيما اذا كان العدوان بأسلحة لا تستخدم الا للحروب المفتوحة كالطائرات المسيرة التي أصبحت وسيلة معتادة للعدوان التركي على الأراضي العراقية، وهو ما يهدد الأمن والاستقرار الذي ينعم بيه العراق اليوم والذي لم يشهده منذ سنة 2003، ونحن ندين بأشد العبارت هذه الاعتداءات المتكررة على مدن الإقليم الآمنة".
واشارت الى ان العراق "قد دفع العراق الضريبة الأكبر لمواجهة التنظيمات الإرهابية، فداعش الإرهابي الذي لم يكن ليكتفي بالعراق غنيمة له، لكن كان يسعى لاتخاذ الأراضي العراقية منطلقاً لشن إرهابه على دول الجوار وعلى مدى سنوات والعراق يتصدى بخيرة أبنائه وماله لهذا التنظيم الإرهابي حتى اسقط مشروعه ودافع عن أرضه وعن أراضي دول الجوار، وبعد كل هذه التضحيات تتعرض الأراضي العراقية يومياً لهجمات ممنهجة فذلك دليل على سوء النية وعدم رغبة في علاقات آمنه مستقرة".
واشارت الرئاسة الى انها قد بادرت اليوم إلى "استدعاء الوزارات الأمنية العراقية المختصة للاستماع منها لتقرير مفصل وكذلك سنجري اتصالات مكثفة مع المجتمع الدولي، فضلاً عن استدعاء السفير التركي في بغداد لتسليمه رسالة احتجاج موجهة الى الرئاسة التركية".اسي يوقف هذه الضربات.

ارسال فريق امني عاجل للتحقيق

وفيما اعلنت بغداد اليوم عن ارسال فريق أمني الى السليمانية للتحقيق في القصف التركي فقد أكد اللواء قوات خاصة يحيى رسول عبدالله الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية محمد شياع السوداني في بيان اليوم تابعته "ايلاف" ان "طائرة مسيرة دخلت الاجواء العراقية عبر الحدود مع تركيا مساء الاثنين وقصف مطار (عربت) في محافظة السليمانية (333 كم شمال شرق بغداد) في اقليم كردستان العراق ما ادى الى استشهاد ثلاثة من ابطال جهاز مكافحة الارهاب واصابة ثلاثة اخرين".

واعتبر ان "هذا العدوان يشكل انتهاكا لسيادة العراق وامنه وسلامة اراضيه ويمثّل اخلالا وتهديدا للسلم والامن في المنطقة والعالم وخرقا لاحكام القانون الدولي وانتهاكا لمبادئ ومقاصد ميثاق الامم المتحدة".. منوها الى ان "هذه الاعتداءات المتكررة لا تتماشى مع مبدأ علاقات حسن الجوار بين الدول، و تهدد بتقويض جهود العراق في بناء علاقات سياسية واقتصادية وامنية طيبة ومتوازنة مع جيرانه".
وشدد المتحدث العسكري العراقي على ان "العراق يحتفظ بحقه في وضع حد لهذه الخروقات" حيث يبدو ان الطائرة التركية المسيرة قد استهدفت عناصر وقواعد حزب العمال التركي الكردي المتمركزة في هذه المنطقة.
وأمس الاثنين أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية مقتل ثلاثة من عناصر قوات البيشمركة الكردية وإصابة ثلاثة آخرين في استهداف مطار عربت الزراعي في المحافظة.. واشار الى انه "من أجل الحافظ على سلامة التحقيق سنحافظ على سرية المعلومات".. متعهداً بتقديم أي جهة أو جاسوس "تعاون في ارتكاب هذه الجريمة الإرهابية الى العدالة" وكشف الحقيقة لشعب كردستان في المستقبل.

الامم المتحدة تدعو لحوار
ومن جهتها دعت الامم المتحدة الى وقف هذه الهجمات التي تخترق السيادة العراقية.
ودانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) القصف الذي استهدف مطارا في السليمانية.. مشددة في بيان تسلمت "ايلاف" نصه على إنها "تدين الهجوم على مطار عربت بمحافظة السليمانية والذي تسبب في وقوع عدد من الضحايا" ويجب "ان تتوقف الهجمات التي تنتهك السيادة العراقية بشكل متكرر".
وأكدت البعثة الاممية على ضرورة "معالجة الشواغل الأمنية من خلال الحوار والدبلوماسية وليس من خلال الضربات".

كشف الحقائق
من جهته، رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني، شدد على ضرورة كشف الحقائق بما يخص قصف مطار عربت باسرع وقت ممكن.
وقال بارزاني في بيان اليوم "يجب كشف الحقائق بأسرع وقت ممكن".
وفيما أدان "أي انتهاك لسيادة أراضي كردستان والعراق"، شدد على أنه "يجب أن تجري الجهات المعنية تحقيقات دقيقة وفي أسرع وقت في ملابسات هذا الحادث لإظهار الحقائق".
ودان "كل أنواع الانتهاك لسيادة أراضي كردستان والعراق وكل تصرّف غير قانوني يتسبب في تخريب أمن واستقرار الإقليم".

خرقٌ فاضح لحدود العراق
من جانبه وصف رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني الذي يوجد مقره في مدينة اليمانية استهداف المطار بأنه "خرق فاضح لحدود" إقليم كردستان والعراق ..داعيًا الحكومة العراقية إلى "تحمل مسؤولياتها الدستورية والوطنية في حماية أرض وسماء العراق بما فيها كردستان".
وطالب بـ"وقف فوري لهذه الهجمات".. وعدم السماح بحدوث هذه الخروقات بعد الآن"، معتبرًا أن "هذه العملية الإجرامية هي خرق فاضح لحدود الإقليم والعراق، وتأتي ضمن المؤامرات التي تستهدف تخريب أمن واستقرار إقليم كردستان ومنطقة السليمانية بشكل خاص".
وشدد المسؤول الكردي على أنه "في مواجهة تكرار هذه الخروقات، فإنه من واجب الأطراف السياسية في إقليم كردستان أن تواجه معا المخاطر والتحديات الأمنية وتحمي كردستان من الأعداء والمغرضين"، داعيًا من وصفهم بأنهم "جميع أصدقائنا ودول العالم وكل الأحرار" إلى موقف جدي يؤكد التضامن معهم لوقف هذه الهجمات الإرهابية".

استهداف لعناصر وقواعد حزب العمال

هذا واكدت تقارير امنية عراقية كردية ان القصف الذي نفذته طائرة تركية مسيّرة على مطار عربت شرقيّ محافظة السليمانية أدى الى مقتل 9 أشخاص. ثلاثة منهم من أعضاء حزب العمال التركي الكردي المعارض الذي تتمركز عناصره وقواعده في تلك المنطقة. موضحة ان من بين قتلى الحزب قيادي بارز يشرف على إعداد طائرات مسيّرة انتحارية للحزب، في المطار .