إيلاف من لندن: فازت قائمة "المستقبل" في انتخابات هيئة الصحافيين السعوديين التي أجريت الأحد في مقر الهيئة في الرياض، وشهدت إقبالاً واسعاً على المشاركة الكثيفة من جيل من الشباب والشابات، وسط ترحيب واسع من الجسم الإعلامي في السعودية.

وانتخب عضوان الأحمري، رئيس تحرير "إندبندنت عربية"، رئيساً لمجلس الإدارة، بعد فوز قائمة "المستقبل" التي يترأسها بكافة المقاعد. كما انتخب فيصل عباس، رئيس تحرير "عرب نيوز"، نائباً للرئيس، واختيرت بشرى الربيعة أميناً للمال.

ويتألف مجلس الإدارة الجديد من جيل شاب من الصحافيين السعوديين، يستلمون الشعلة من أقطاب كبار في المهنة من صحافيي المملكة، من أمثال الراحل تركي السديري وخالد المالك، الذي آثر عدم الترشح إفساحاً في المجال أمام القيادات الشابة للمشارك والحضور.

ويضم مجلس الإدارة الجديد إلى جانب الأحمري وعباس والربيعة الأعضاء: زيد بن كمي نائب رئيس تحرير "الشرق الأوسط"، ومحمد البيشي رئيس تحرير "الاقتصادية"، وعلي الحازمي رئيس تحرير "سبق"، وحامد الشهري رئيس تحرير منصة "سعوديبيديا"، وفاطمة العوفي من إدارة الإعلام بوزارة الرياضة، ولمى الشثري رئيس تحرير "سيدتي"، ومي الشريف مساعد رئيس تحرير "إندبندنت عربية"، ونور نقلي نائب رئيس تحرير "عرب نيوز"، وذكرى العطيوي من هيئة الإذاعة والتلفزيون، وممدوح المهيني مدير عام قناتَي "العربية" و"الحدث".

ويرى المالك أن المجلس الجديد يشكل قاطرة ستدفع الصحافة السعودية إلى مستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً، لافتاً إلى أن جميع من ترشح رابح، بصرف النظر عن النتائج النهائية، لأن التنافس يعكس مدى اهتمام المجتمع السعودي بتطوير القطاع وتعزيز المعايير المهنية.

وبعد الفوز، أعرب الأحمري عن أمله بتحقيق تطلعات الصحافيين السعوديين، لافتاً إلى أن تجانس وانسجام قائمة أعضاء المجلس سيحقق إنجازات تتوافق مع النجاحات التي تشهدها السعودية في مختلف القطاعات.

ومن المتوقع أن يباشر المجلس الجديد اعتباراً من الاجتماع الأول بوضع استراتيجية منظمة لعمله، تنطلق من الأهداف الرئيسة للهيئة، وتنسجم مع ما يتطلع له الإعلام السعودي وزملاء المهنة.

تنافس حميد
وبعد انسحاب المستقلين، انحصرت انتخابات هيئة الصحافيين السعوديين بقائمتين متنافستين، “المستقبل"، وهي الفائزة وضمت 13 صحافياً بينهم ست نساء، و“التطوير" وتضمنت سبعة أفراد بينهم امرأة واحدة.

وتأتي انتخابات هيئة الصحافيين السعوديين في وقت يشهد العالم تطوراً متسارعاً في وسائل الإعلام الرقمية والتكنولوجيا، ما يحتم ضرورة إحداث تغييرات جذرية تضمن استمرارية هذه المهنة.

إنشاء الهيئة
أقرت السعودية في العام 1963 نظام المؤسسات الصحافية بعد أن كانت صحافة أفراد، وأنشئت هيئة الصحافيين عام 2004. وتولي القيادة السعودية اهتماماً بالغاً بقطاع الإعلام الذي تدعم تطويره وتمكينه، حيث جعلت المؤسسات الصحافية مملوكة لإعلاميين ورجال أعمال مستقلين، فيما تشرف وزارة الإعلام السعودية على جميع مراحل سن القوانين والتشريعات العامة التي تهدف إلى تطوير المهنة بما يجاري العصر.

بدوره، قال سلمان الدوسري، وزير الإعلام السعودي: "بالتوازي مع تطوير التشريعات، وتمكين العاملين في الإعلام، يظل لمؤسسات المجتمع المدني دورها في تطوير مهارات الصحفيين وتحسين أداء المؤسسات الإعلامية". كما بارك الدوسري عبر حسابه الرسمي على "إكس" للزملاء في مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين المنتخب، مقدماً شكره للمجلس السابق برئاسة المالك، ومتطلعاً لشراكة فاعلة لتطوير صناعة الإعلام السعودي.


عضوان الأحمري
صحافي سعودي ورئيس تحرير "اندبندنت عربية"، عمل لأكثر من 16 عاماً في صحف الوطن والحياة والشرق الأوسط، وقناتي أوربت وروتانا خليجية الفضائيتين.
نال عدة تقديرات وجوائز منها "جائزة الصحافي الشاب" في الكويت عام 2013، وجائزة "المنتدى السعودي للإعلام" في فئة الصحافة السياسية عام 2019.
بدأ عضوان حياته المهنية عام 2002 ككاتب في صحيفة "الوطن" السعودية حتى عام 2012، كما عمل تزامنًا مع عمله في صحيفة الوطن مراسلًا لقناة "أوربت الفضائية" السعودية، ثم معدًا للبرامج ورئيس تحرير لبرنامج "الأسبوع في ساعة" على قناة روتانا خليجية.
وعمل صحافيًا في مكتب "الحياة" بلندن عام 2012. وبعد عام، انتقل للعمل في صحيفة "الشرق الأوسط"، حيث طور عمل القسم الرقمي للصحيفة وأعاد إطلاقها بعدة لغات وعلى مختلف المنصات الرقمية المتعددة الوسائط. تم تعيينه مؤخرًا عضو خبرة وإرشاد ضمن مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية.
حاصل على إجازة في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود، وماجستير في وسائل الإعلام الرقمية من جامعة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية عام 2012.

فيصل عباس
رئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز" أبرز الصحف اليومية الصادرة باللغة الانكليزية في الشرق الأوسط. تم انتخابه نائباً لرئيس هيئة الصحفيين السعوديين في 28 كانون الثاني (يناير) 2024. منذ توليه رئاسة تحرير عرب نيوز في العام 2016، أعاد هيكلة الصحيفة وتحويلها إلى علامة إخبارية دولية تصدر بعدة لغات.
وعمل عباس رئيساً لتحرير الموقع الإنكليزي في قناة "العربية". وقبل ذلك، عمل كبيرا للمراسلين لمنطقة الشرق الأوسط في مجلة "انترناشونال ريسورس جورنال" اللندنية، وكاتبا في موقع "هافينغتون بوست" الأميركي. كما عمل مع المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق سابقا بين عامي 2004 و2009، وذلك كمحرر لملحق الإعلام مع جريدة "الشرق الأوسط" في مقرها الرئيسي في لندن.
عباس حاصل على الماجستير في الاتصالات التسويقية من جامعة "ويستمينيستر" في لندن، وبكالوريوس في التسويق من "الجامعة اللبنانية الأميركية" (LAU)، وهو متحدث في فعاليات فكرية مختلفة مثل المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، أسبن إنستيوت (إيطاليا)، ومعهد الدبلوماسية الثقافية (برلين).
وهو كذلك زميل برنامج "إدوارد مورو للإمتياز الصحافي" التابع لبرنامج "الزائر الدولي" الذي تنظمه الخارجية الأميركية، وعضو شرفي في نادي طلاب جامعة كايمبريدج الحواري، وحائز على عدد من الجوائز الدولية في الصحافة.

وتعد نتائج الانتخابات “تحية طيبة” للإعلام السعودي وأملاً جديداً بإعلام يجاري التحولات المعاصرة، ويعمل وفق معايير مهنية تلاقي تطلعات المجتمع السعودي.