مانيلا: اتهم خفر السواحل الفيليبيني القوات الصينية بالتسبب بحادثي تصادم الثلاثاء بين سفنهم وجرح أربعة من أفراد طاقم إحداها منها بخراطيم مياه خلال مهمة إمداد في بحر الصين الجنوبي.

ووقع الحادثان في المياه المحيطة بسكند توماس شول حيث تتنازع الدولتان مناطق بحرية.

وقالت مجموعة عمل تابعة للحكومة الفلبينية في بيان إن "سفن خفر السواحل الصيني والميليشيا البحرية الصينية قامت بمضايقات وحصار ونشر خراطيم مياه ونفذت مناورات خطيرة في محاولة أخرى لعرقلة أو تعطيل مهمة روتينية لإعادة الإمداد والتناوب بشكل غير قانوني".

من جهته، أكد خفر السواحل الصيني أنه "اتخذ إجراءات رقابية" ضد "تسلل غير قانوني" لسفن فيلبينية في المياه المحيطة بشعاب ريناي المرجانية في جزر نانشا الصينية، مستخدما بذلك الاسمين اللذين تطلقهما بكين على المنطقتين.

ونشرت الفيليبين السفينة "بي ار بي سندانغان" وسفينة ثانية لدعم السفينتين الحربيتين "أونايزا 4 مايو" و"أونايزا 1 مايو" اللتين تقلان جنودا وإمدادات إلى "سكند توماس شول" حيث تتمركز قوات فيلبينية على سفينة "بي آر بي سيبرا مادري" (BRP Sierra Madre) التابعة للبحرية الفلبينية.

وقالت مجموعة العمل الوطنية لبحر غرب الفيليبين في بيان إن أربعة من أفراد الطاقم الذين كانوا على متن السفينة "أونايزا 4 مايو" أصيبوا عندما أطلقت سفينتان تابعتان لخفر السواحل الصيني مدافع المياه بشكل متزامن عليها، مما أدى إلى تحطم الزجاج الأمامي للسفينة.

وأضافت أن سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تسببت أيضا في "اصطدام بسيط" مع السفينة "أونايزا 4 مايو" والتي عادت إلى الشاطئ دون تسليم حمولتها.

وكنت هذه القوة ذكرت صباح الثلاثاء أن سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تسببت في "اصطدام بسيط" منفصل مع إحدى سفن خفر السواحل الفلبينية التي كانت ترافق زوارق الإمداد.

واتهم المتحدث باسم خفر السواحل الصيني غان يو سفينة خفر السواحل الفيلبينية بصدم السفينة الصينية "عمدا" مما تسبب في "خدش بسيط".

وتمكنت السفينة "أونايزا 1 مايو" من تفريغ حمولتها التي تعتمد عليها القوات المتمركزة على السفينة "بي آر بي سييرا مادري" لاستمرار مهمتها.

وتطالب الصين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريبا، متجاهلة مطالب عدد من دول جنوب شرق آسيا وحكم دولي نص على أن موقفها لا أساس له.

"كفوا عن مضايقتنا"
يأتي هذا الحادث غداة تصريحات لوزير الخارجيّة الفيليبيني إنريكي مانالو الذي قال الإثنين لوكالة فرانس برس إنّ بلاده تحضّ الصين على "الكف عن مضايقتنا" وتريد حلّ النزاعات البحريّة بين مانيلا وبكين سلميا.

وكان مانالو يتحدّث على هامش قمّة خاصّة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وأستراليا في ذكرى مرور خمسين عاما على إقامة العلاقات بينهما. وقال "لن نتخلى أبدا عن شبر من أرضنا ومطالبنا البحرية الشرعية".

وأعلنت وزارة الخارجية الفيليبينية الثلاثاء استدعاء السفير الصيني في مانيلا في أعقاب النشاطات "العدائية" في بحر الصين الجنوبي.

وجاءت حوادث الثلاثاء في أعقاب سلسلة من الحوادث المماثلة بين مانيلا وبكين في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة مانيلا ديلا سال لفرانس برس الثلاثاء إن بكين تحاول "كسر إرادتنا وتحذيرنا عمليا من أن ذلك سيؤدي إلى مزيد من التصعيد".

وتوترت العلاقات بين بكين ومانيلا في عهد الرئيس فرديناند ماركوس الذي سعى إلى تعزيز العلاقات مع الحليفة واشنطن والتعاون الدفاعي في المنطقة مع التصدي لتحركات الصين في بحر الصين الجنوبي.

وتناقض هذه السياسة تلك التي اتبعها سلفه رودريغو دوتيرتي الذي وضع جانبا النزاعات البحرية مع الصين مقابل وعود من بكين بالاستثمار.

وقال المحلل السياسي ريتشارد هايدريان إن التحركات الصينية يمكن أن تتسبب أيضا "بتفاقم المشاعر المعادية للصين في الفيليبين وتشجع إدارة ماركوس على تعزيز تحالفها مع الغرب وع شركائها التقليديين".

وأضاف لفرانس برس "بالتأكيد قد (يؤدي) ذلك (...) إلى حادث رهيب أو عنيف جدا يمكن أن يسبب تصعيدا خارجا عن السيطرة لا يضر الفيليبين وحدها بل الطرف الآخر الأقوى كما يفرض".