قالت منظمات محلية في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، السبت، إن قوات الدعم السريع قصفت المدينة ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص.

وقالت لجان مقاومة الفاشر إن قوات الدعم السريع أطلقت قذائف مدفعية على أسواق ومستشفيات ومباني سكنية، في تصاعد للعنف بعد أسابيع من الجمود على تلك الجبهة، ما أسفر عن مقتل 22 شخصا على الأقل، وقالت في وقت لاحق إن إجمالي 97 شخصا قتلوا أو أصيبوا في الهجوم.

وقالت الجماعة الناشطة أيضا إن قوات الدعم السريع استخدمت طائرة بدون طيار لاستهداف مستشفى.

من جانبها، نفت قوات الدعم السريع ارتكابها الهجوم، وقالت إنها لم تشتبك مع الجيش أو الجماعات المتحالفة معه في الفاشر.

وقالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر إن ما وصفته بـ"القصف العشوائي من قوات الدعم السريع على المناطق المأهولة بالسكان أدى إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين".

وأضافت أن القصف استهدف أيضا عددا من مخيمات النازحين، من بينها معسكر "أبو شوك".

وأضاف شهود عيان أن القصف المدفعي استهدف أيضا منطقتي سوق المواشي وحي "الرديف"، مشيرين إلى أن "بعض البيوت تهدمت جراء سقوط القذائف".

"حصيلة مرشحة للزيادة"

مستشفى في الفاشر
BBC
تسبب القتال في خروج مستشفيات رئيسية عن الخدمة في مدينة الفاشر

في غضون ذلك، أكدت مصادر طبية لبي بي سي أن عدد القتلى جراء ذلك القصف تجاوز الثلاثين قتيلا، مشيرة إلى أن عدد الضحايا مرشح للزيادة في ظل وجود حالات حرجة وسط المصابين.

وكشفت المصادر الطبية عن أوضاع صعبة داخل المستشفى الوحيد في المدينة الذي استقبل الجرحى، موضحة أن المستشفى يعاني من نقص في الأدوية فضلا عن الكوادر والأجهزة الطبية.

كانت مدينة الفاشر قد شهدت هدوء نسبيا خلال الفترة الماضية، لكن الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجددت في اليومين الماضيين.

وتعد المدينة آخر معاقل الجيش الوطني في منطقة دارفور، وجبهة رئيسية في حربه مع قوات الدعم السريع، التي جعلت السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ووفقا لحصيلة نشرتها منظمة أطباء بلا حدود، في أواخر يونيو/ حزيران الماضي، أسفرت المعارك في الفاشر حتى ذلك التاريخ عن مقتل 260 شخصا.

وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 300 ألف شخص فروا من منازلهم في الفاشر، نتيجة للحرب الأهلية في السودان.

وقتل عشرات الآلاف في الحرب الدائرة بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) والجيش الوطني بقيادة عبد الفتاح البرهان، منذ اندلاعها في أبريل/ نيسان عام 2023.

وقال الموفد الأمريكي الى السودان "توم بيرييلو" إن النزاع أوقع، وفق بعض التقديرات، نحو 150 ألف قتيل، كما أدت الحرب الى لجوء ونزوح نحو 11 مليون سوداني وتدمير البنى التحتية، وجعلت السودان على حافة المجاعة.

ووفق محللين أدت أسباب عدة إلى الحرب الأهلية في السودان أبرزها التنافس بين الرجلين القويين – حميدتي والبرهان – وفشل القوى السياسية المدنية في الاتفاق على خريطة طريق نحو استعادة الحكم المدني، بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير، فضلا عن دور لا يمكن إغفاله لأطراف خارجية.